ملف «الوفاة المسترابة» للشاب عبد السلام زيان: التقرير الطبي يؤكد ان الوفاة كانت جرّاء عدم تلقيه للجرعات اللازمة من الأنسولين

أثبت التقرير الطبي النهائي في ملف «الوفاة المسترابة» للشاب عبد السلام زيان أن الوفاة كانت ناجمة عن مضاعفات حادّة لمرض السكري

جراء ارتفاع حاد وهام جدّا لنسبة السكر في الدم وعدم تلقيه للجرعات اللازمة من الأنسولين.
قال الناطق الرسمي باسم محاكم صفاقس المساعد الاول للوكيل العام لدى محكمة الاستئناف مراد التركي، ان الابحاث ما تزال متواصلة في ما بات يعرف بملف «الوفاة المسترابة للشاب عبد السلام زيان»، ومن المنتظر ان يتولى قاضي التحقيق المتعهد اتمام اجراءات سماع بقية الاطار الطبي الذي عاين الشاب عبد السلام زيان قبل وفاته بالمستشفى واجراء المكافحات اللازمة في الغرض.
وأكد التركي في بيان صادر عنه ،أمس الاثنين، ان قاضي التحقيق المتعهد بملف الحال كان قد كلّف لجنة من الحكماء المختصين، تتركب من الحكيم الشرعي بمستشفى الحبيب بورقيبة بصفاقس ودكتور جامعي في امراض الغدد والسكري بمستشفى الهادي شاكر بصفاقس ودكتور جامعي في الانعاش الطبي بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة، لاعداد تقريرها النهائي.
وبعد دراسة كامل الملف الطبي وما جاء في الابحاث خلصت اللجنة في تقريرها المؤرخ في 4 جوان الفارط الى ان عبد السلام زيان شخص يشكو من مرض السكري الذي يتطلب المعالجة بالانسولين بمعدل ثلاث حقن يوميا بكميات هامة مع قرص طبي في تعكرت حالة الهالك أثناء فترة الاحتفاظ به بحصول اوجاع في معدته مع تقيؤ في العديد من المناسبات. وقد استوجبت حالة الهالك نقله الى المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس اين خضع لفحص طبي ووصف له الطبيب المباشر جملة من التحاليل التي لم يتم اجراؤها من بينها تحليل نسبة السكر في الدم وكان يستوجب على مرافقي الهالك ابقاءه بقسم الاستعجالي واجراء جميع التحاليل المطلوبة واطلاع الطبيب الذي طلبها على نتائجها للتعرف على نسبة السكر في الدم وبالتالي معرفة وجود أو عدم وجود مضاعفات حادة وعدم مغادرة المستشفى الا بعد ان يسمح الطبيب بذلك.
وحسب تشريح الجثة ونتائج التحاليل المجهرية والسمومية فان الوفاة ناجمة عن مضاعفات حادة لمرض السكري جراء ارتفاع حاد وهام جدّا لنسبة السكر في الدم. علميا هذه المضاعفات نتيجة حتمية وسريعة الحدوث ناجمة عن عدم حقن أو حقن كميات أقل من الضروري من الانسولين لدى مريض السكري الذي يحتاج حقن الانسولين عدة مرات في اليوم وبكميات هامة لتعديل نسبة السكري في الدم وفق ما اورده مساعد الوكيل العام مراد التركي.
وأكد بان الوفاة كانت جراء «حصول مضاعفات أدت الى الوفاة بسبب عدم تحصله على الانسولين مدة حوالي يومين متتاليين من الاحتفاظ ولم يكن من الممكن تجنبها بحصوله على جرعة واحدة في اخر اليوم الثاني بالسجن المدني اذ ان حالته كانت تستوجب حقنه بالانسولين في ثلاث مناسبات يوميا وبجرعات هامة لتعديل نسبة السكر في الدم».
واقعة الحال وفق ما أوردها الناطق الرسمي باسم محاكم صفاقس المساعد الاول للوكيل العام مراد التركي في تصريح سابق لـ«المغرب» تمثلت في تولي النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بصفاقس 1 إصدار بطاقتي ايداع بالسجن ضد الهالك وشقيقه تبعا لضبطهما بالطريق العام وخرقهما لإجراءات وقانون حظر الجولان في مارس الفارط. وقد تم تبعا لذلك تحرير محضر بحث عدلي في حقهما من أجل ذلك إضافة الى هضم جانب موظف عمومي بالقول والتهديد حال مباشرته لوظيفه بحصول مشادة مع أعوان الأمن وإحالتهما على محكمة الناحية لمقاضاتهما من أجل ما نسب اليهما.
وبتاريخ 3 مارس 2021 تعكّرت الحالة الصحية لأحد الشقيقين في السجن المدني ليتبين في ما بعد انه كان يشكو من مرض السكري وكان يتعاطى حقن الأنسولين. ورغم الإسعافات الأولية التي قدمت له في إدارة السجن والمركز الطبي توفي اثر نقله الى المستشفى في صفاقس.
وفور بلوغها العلم، أذنت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بصفاقس 2 بفتح بحث تحقيقي في الغرض للكشف عن ملابسات وظروف الوفاة طبقا لأحكام الفصل 31 من مجلة الإجراءات الجزائية. وقد تعهّد قاضي التحقيق بالموضوع وأذن بإيداع جثة الهالك على ذمة الطبيب الشرعي لتشريحها واجراء الاختبارات اللازمة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115