ملف تشغيل الأطفال في تونس يطرح من جديد: أرقام مفزعة، هذه الظاهرة في تفاقم، فمتى ستتضح الرؤية ؟

تعيش تونس منذ 10 جوان على وقع الاحتفال بالأسبوع العالمي لمناهضة تشغيل الاطفال وستختتم هذه التظاهرة اليوم الخميس 17 من

نفس الشهر وقد نظمتها منظمة العمل الدولية بإشراف وزارة الشؤون الاجتماعية وتعتبر هذه الفعاليات مناسبة لطرح وفتح ملف حارق وخطير يتعلق بتفاقم ظاهرة تشغيل الاطفال في تونس مقابل غياب شبه كلي للاستراتيجيات ولرؤية واضحة لمجابهة هذا الغول الذي يفتك بالأطفال ويهضم حقوقهم، ويبدو أن الوضع الصحي زاد من تعميق هذه الأزمة.
تندرج هذه التظاهرة ضمن تنفيذ أحد محاور المخطط الوطني «معا ضد عمل الأطفال في تونس»، الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع مكتب العمل الدولي ويمتد من أوت 2017 الى أوت 2020 ،مشيرا الى أنه تم التمديد في آجاله الى حدود الى أوت 2022 بسبب عدم توفر الأرضية الملائمة لتنفيذ أهدافه بسبب افة كورونا كما تم الترفيع من ميزانيته التي تؤمنها وزارة العمل الأمريكية من 3 مليون دولار الى 4 مليون دولار وفق ما اكده نبيل الوراري رئيس لجنة قيادة المخطط الوطني لمكافحة عمل الأطفال.
وقد دق ناقوس الخطر حول ملف استغلال الاطفال بصفة عامة والتشغيل القسري لهم بصفة خاصة منذ سنوات لم يحصل خلالها أي تحرك جدي من الجهات المعنية للحدّ من هذه الظاهرة وانقاذ الطفولة. فالأرقام التي قدمها المعهد الوطني للإحصاء منذ 2017 مفزعة إذ نجد 179900 طفل تتراوح أعمارهم بين 5 و 17 سنة يتم تشغيلهم 136700 منهم يقومون بأعمال خطيرة ، هذا وقد قدّمت الهيئة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر من خلال تقاريرها السنوية لمحة عن تفاقم هذه الافة المتعلقة باستغلال الاطفال بصفة عامة والتشغيل القسري بصفة خاصة حيث بينت الاحصائيات والنسب أن الامر في غاية الخطورة ،فقد بلغت نسبة ضحايا التشغيل القسري 361 ضحية من بين 1313 ضحية اتجار اي بنسبة 46.6 بالمائة ،كما بلغ عدد ضحايا الاستغلال الاقتصادي )استخدام أطفال في التسول وتعاطي انشطة هامشية ( 348 ضحية اي بنسبة 44.8 بالمائة ،امام هذا الواقع الخطير هناك غياب شبه كلي لأي رؤية واضحة أو خطوة للحد من هذه الظاهرة كما زاد انتشار وباء كورونا من تعميق المأساة وفق ما رجحه وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي الذي دعا خلال اشرافه على الاسبوع العالمي لمناهضة تشغيل الاطفال الى صياغة استراتجية وطنية متكاملة بالشراكة مع الهياكل الحكومية والمجتمع المدني والأطراف الاجتماعية والنخب المثقفة لمجابهة ظاهرة تشغيل الأطفال مرجحا أن يكون ضعف تأثير فيروس كورونا في هذه الفئة عاملا من العوامل التي قد تغري المشغلين بمزيد الاقبال على تشغيل الاطفال واستغلالهم اقتصاديا هذا واعتبر الطرابسي أن افتقار تونس إلى مؤسسات قادرة على احتضان جميع الأطفال المنقطعين عن الدراسة وتفاقم ظاهرة الفقر وتغلل العقليات الرجعية خاصة بالمناطق الريفية من أبرز التحديات التي يجب العمل على تجاوزها ومعالجتها عبر اتخاذ جملة من التدابير الفعالة على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والتشريعية والتوعوية والتحسيسية. ولكن ما يجب التأكيد عليه ضرورة أن تترجم هذه التحديات على ارض الواقع في اقرب الآجال حتى لا تبقى حبرا على ورق ولا تزين واجهة تخفي حقائق مفزعة وخطيرة تهدد الاطفال في تونس
نبقى مع الاحصائيات ولكن هذه المرة على المستوى الافريقي فقد أكدت مديرة مكتب منظمة العمل الدولية في بلدان المغرب العربي في الجزائر رانيا بيخازي أن عدد الأطفال العاملين في القارة الإفريقية يناهز 92 مليون طفلا وهو العدد الأكبر بين دول العالم وأضافت أن الدراسة التي قام بها مكتب العمل الدولي كشفت أن طفلا على خمسة أطفال من القارة الأفريقية يعمل و80 بالمائة منهم يعملون في مجال الزراعة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115