حافلة سياحية في إطار رحلة ترفيهية قبل أن تنزلق في منعرج «الموت» بمنطقة عين السنوسي، حادثة عرّت مرة أخرى حقيقة الوضعية الهشّة للطرقات وكذلك للمستشفيات، هذه المسائل وغيرها ستكون من بين نقاط تقرير اللجنة الخاصة غير القارة التي تم تكوينها صلب البرلمان للتحقيق في هذه الحادثة،من جانب آخر فقد تعهد قلم التحقيق الأول بالمحكمة الابتدائية بباجة بالملف القضائي من اجل كشف الحقيقة وتحديد المسؤوليات.
رحلة ترفيهية تحولت إلى لوعة كبيرة في قلوب عائلات الضحايا،كما هناك من الناجين من لا يزال في غيبوبة منذ الحادثة التي جدّت في غرّة ديسمبر من السنة المنقضية.
لجنة التحقيق البرلمانية في فاجعة عمدون كانت لها عدّة جلسات استمعت خلالها إلى ممثلين عن وزارة الصّحة للوقوف على حقيقة الوضع بمنشآت الصحة العمومية ،كما تمت أيضا دعوة الناجين من هذه الحادثة الأليمة وعائلاتهم وكذلك عائلات الشباب الذين لقوا حتفهم في رحلة «الموت». هذا وتحوّل وفد من اللجنة المذكورة بتاريخ 27 جانفي المنقضي إلى السجن المدني بباجة لإجراء مقابلة مع الموقوف الوحيد في قضية فاجعة عمدون وهو صاحب وكالة الأسفار التي أجّرت الحافلة ولكن تم إعلامهم أن هذا الأخير تم نقله إلى السجن المدني بجندوبة لأسباب صحية فتحوّل الفريق إلى هناك ولكن لم يتمكنوا من تحقيق ما جاء من اجله وذلك بسبب غياب إذن قضائي في الغرض وهو ما اعتبرته اللجنة تعطيلا لأعمالها.كلّ هذه النقاط من المنتظر أن تكون ضمن تقرير اللجنة الذي سيتم النظر في مسودته الأخيرة وذلك في جلسة اليوم الخميس 12 مارس الجاري قبل أن تتم المصادقة عليه وعرضه على الجلسة العامة ومنها إحالته إلى الأطراف المتداخلة.ولكن الأهم من كلّ ذلك هو اخذ تلك التوصيات بعين الاعتبار حتى لا تقبر.
إشترك في النسخة الرقمية للمغرب
من جانب آخر وعلى المستوى القضائي فقد تعهّد قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بباجة وقد أسفرت الأبحاث عن إيقاف صاحب وكالة الأسفار والاحتفاظ به قبل أن يتم إصدار بطاقة إيداع بالسجن في حقّه،يأتي ذلك بعد أن بيّنت الأبحاث الأولية أن هناك خللا في الحافلة خاصة على مستوى الفرامل مما يرجّح أن يكون احد أسباب الحادثة في انتظار استكمال التحقيقات وختم الأبحاث وتحديد المسؤوليات وبالتالي كشف كلّ الحقيقة.
هذه الفاجعة كشفت حقيقة الوضع الكارثي للطرقات خاصة في المناطق الداخلية وكذلك وضعية المستشفيات المزرية وما تعانيه من قلّة الإمكانيات والتجهيزات،فهل تكون المعالجة الجذرية لهذه الملفات العاجلة ويعاد قبرها الى حين وقوع فاجعة أخرى وهكذا دوليك؟. أما الحقيقة التي لا بد أن تكشف فهي من المتسبب أو ما هي الأسباب الحقيقية والكاملة لهذا الحادث الأليم ليتحمّل كل طرف مسؤوليته.