الولادة العسيرة

توحدت الهيـاكل القضائية كلها تقريبا للتصـدي لقانـــون المجلس الاعلى للقضاء. ظل هذا الموقف صامدا لمدة طويلة ولم يظهر أحد تردده أو تراجعه عن بعض جوانبه. أكثر من ذلك أخذت المواقف الرافضة لهذا القانون نسقا تصاعديا إلى حد التلويح صراحة باتخاذ أشكال احتجاجية

مختلفة من حيث الحدة والنوعية لو لم تقع الاستجابة للطلبات المتكررة للقضاة بخصوص ما يجب تداركه حسب رأيهم في القانون المذكور. في آخر موقف لها في هذا الخصوص أكدت جمعية القضاة التونسيين هذا الموقف الرافض في حين تولت نقابة القضاة توجيه نداء إلى رئيس الجمهورية حتى لا يتولى ختم قانون المجلس الاعلى للقضاء المحال إليه في مرحلة أخيرة من طرف الهيئة الوقتية لمراقبة دستورية القوانين.

خلاصة هذه المواقف الرافضة تتمثل أساسا و بصفة عامة في اعتبار أن هذا القانون بالصيغة الحالية له و التي حظيت في 23 مارس بمصادقة مجلس نواب الشعب لم يقطع مع سطوة السلطة التنفيذية على السلطة القضائية.

لكن كان يوم أمس بمثابة الحسم لكل هذا الجدل والانتظار الطويل إذ تولى رئيس الجمهورية ختم القانون. الأمر في الواقع لم يكن مفاجئا حقيقة خصوصا بعدما تولت الرئاسة قبل ذلك بقليل استدعاء ثلة من رجال القانون و الأخصائيين في الموضوع إذ لاحت الإشارات بارزة من أن الموضوع متجه نحو الفصل باكتسائه بالإمضاء الرسمي.

والآن ؟ كيف سيقع التعامل مع هذا المعطي الجديد وهل سنعيش على وقع مرحلة صعبة بطبعها بالنظر إلى اختلاف الآراء والمواقف في هذا الخصوص؟ من المؤكد انه و في غياب الوفاق الواضح والجلي المعالم سيكون للاحتجاجات مواعيد ومواعيد على الساحة القضائية والحقوقية. أيام أخرى من المؤاخذات والانتقادات تلوح في الأفق.

ختم القانون يشكل انتصارا لموقف ورفض لآخر. هياكل القضاء هي المعنية أساسا بذلك. هي لم تتخذ موقفا على اثر ختم القانون. من المنتظر أن الأيام القادمة ستأتي بالجديد في هذا الخصوص جديد يتمثل في رجع صدى «لخيبة» الأمل التي يشعر بها القضاة وهو ما سوف يتمظهر بتكريسه على أرض الواقع لما وقع اتخاذه من طرف هياكلهم من قرارات ذات البعد الاحتجاجي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115