القيام بعمليات نوعية بالبلاد التونسية في اقرب الآجال، حيث تمّ إلقاء القبض على عدد من العناصر، اصدر في شأن 4 منهم بطاقات إيداع بالسجن.
أحيل مؤخرا ملفان تضمن الأول 3 أشخاص، اصدر قاضي التحقيق في شأن احدهم بطاقة إيداع بالسجن وأبقى الاثنين الآخرين بحالة سراح، في حين تضمن الملف الثاني 7 أشخاص. وقد قرر قاضي التحقيق بعد استنطاقهم إصدار بطاقات إيداع بالسجن في شأن 3 منهم.
«تبادل معلومات حول صناعة المتفجرات»
تفطنت الوحدة الوطنية للأبحاث في جرائم الإرهاب والجرائم المنظمة والماسة من سلامة التراب الوطني بالقرجاني خلال التحريات في العملية الإرهابية التي شهدها شارع الحبيب بورقيبة في 29 أكتوبر 2018، الى وجود عدد من العناصر بصدد تبادل المعلومات حول كيفية وطرق صناعة المتفجرات وتخطط للقيام بعمليات نوعية داخل التراب التونسي وفي اقرب الآجال.
من جهتها أذنت النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب في الإبان بفتح بحث في الغرض وذلك بالتنسيق مع الوحدة الوطنية للأبحاث في جرائم الإرهاب والجرائم المنظمة بالقرجاني.
وقد تمكنت الوحدة المختصة بالقرجاني بالتنسيق مع النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الارهاب، وفي وقت قياسي، من إلقاء القبض على 10 اشخاص يشتبه بهم، قرر قاضي التحقيق اصدار بطاقات ايداع بالسجن في شان 4 منهم وابقى البقية بحالة سراح.
وقد تبين أنّ العناصر المذكورة تنشط ضمن مجموعة إرهابية موالية لتنظيم داعش.
وتجدر الإشارة الى أنّ الخليّة المذكورة ليست لها علاقة بتنفيذ العملية الإرهابية بشارع الحبيب بورقيبة وانّما كانت لها علاقة بمنفذة العملية فحسب حيث كانت تتبادل معهم المعلومات حول صناعة المتفجرات.
«عناصر خطيرة من بينهم مهندس إعلامية»
المجموعة التي تمّ إلقاء القبض عليها، تضمنت عناصر وصفت بالخطيرة والخطيرة جدا.
كان احدهم بصدد التخطيط، بالتنسيق مع عناصر إرهابية مسلحة متحصّنة بالجبال التونسية وأخرى متواجدة خارج التراب التونسي، للقيام بعمليات إرهابية داخل التراب التونسي وذلك من خلال تطوير طائرة دون طيار وتوفير كميّة هامة من المتفجرات.
أمّا الطرف الثاني فهو شخص وصف بـ«الخطير جدا» حيث ثبتت علاقته بكتيبة عقبة ابن نافع الإرهابية. وكان بصدد التحضير للالتحاق بالعناصر المذكورة وفق ما أكّده الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بتونس والقطب القضائي لمكافحة الإرهاب المساعد الأول لوكيل الجمهورية سفيان السليطي لـ«المغرب».
وكان العنصر المذكور بصدد تعلّم صناعة المتفجرات كما تمكن هذا الاخير من استقطاب عدد هام من الشبان وجمعهم على تبني الفكري الداعشي، علما وان هذا الإرهابي شقيق احد العناصر الذي قام بعملية انتحارية بمدينة «الانبار» العراقية وراح ضحيتها عدد كبير من الأشخاص.
وبخصوص المتهم الثالث، والذي تم إلقاء القبض عليه بجهة رواد من ولاية أريانة، فهو مهندس إعلامية، فقد استغل منزله لإجراء تجارب في صناعة المتفجرات. وقد حجزت لديه، أثناء عملية المداهمة ، كمية من المواد الاوّلية الخطرة التي يتم استعمالها في صناعة المتفجرات. وكان يخطّط بكل جدية للقيام بعمليات نوعية داخل التراب التونسي، مستغلا بذلك الخبرة التي اكتسبها في صناعة المتفجرات.
«لهذه الأسباب تكتمت النيابة العمومية»
من جهة أخرى اكّد المساعد الأول لوكيل الجمهورية سفيان السليطي انّ النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب قد تكتمت على المعلومات المتعلقة بعملية التفجير التي جدت أواخر أكتوبر المنقضي بشارع الحبيب بورقيبة، وذلك حرصا منها على ضرورة الإطاحة بكافة عناصر الخلية الإرهابية التي تمّ الكشف عنها أثناء عملية التحريات التي قامت بها الوحدة الوطنية المختصة بالقرجاني.
مؤكدا في السياق نفسه بانّ الفرقة المختصة قد تعاملت مع المعلومات بكل دقّة وحرفية. وبذلت جهدا كبيرا حتى تمكنت من الكشف عن مختلف العناصر التي تنشط داخل الشبكة المذكورة (تونسيين وأجانب) والتمكن من إلقاء القبض على المتورطين علما وانّ العناصر المذكورة لم تكن معروفة.
هذا وقد تمّ فتح تحقيق من أجل الانضمام الى تنظيم إرهابي والإضرار والعزم المقترن بقتل شخص وغيرها طبقا لأحكام القانون الأساسي عدد 26 لسنة 2015 المؤرخ في 7 أوت 2015 والمتعلق بمكافحة الإرهاب ومنع غسل الأموال.
أسرار عمليّة التفجير بشارع الحبيب بورقيبة
أكّد سفيان السليطي أنّه ومن خلال معاينة مسرح الجريمة تبين أن منفذة العملية قد استغلت عبوة تقليدية الصنع أثناء العملية الانتحارية. وقد تأكّد أنّها هي من تولى تفجير العبوة خاصة وان العبوة لا تحتوي على جهاز إرسال أو استقبال يمكّن من تفجيرها عن بعد. ذلك اضافة الى حجز مواد أولية تقليدية في تصنيع المتفجرة بمنزلها بالمهدية.
ووفق السليطي فان الارهابية قد أبدت اهتماما كبيرا، منذ جانفي 2018، بالتنظيم الإرهابي «داعش» وخاصة بالقنوات التابعة له والمتعلقة بتصنيع المتفجرات. وقد تمكنت خلال الفترة الأخيرة من اكتساب معرفة كبيرة في تصنيع المتفجرات، كما كانت تحرّض نظراءها على القيام بعمليات انتحارية واستهداف أعوان الأمن.
المعنيّة بالأمر تنتمي الى شبكة ناشطة تابعة الى تنظيم داعش الإرهابي، مختصة في تعليم تصنيع المتفجرات العسكرية والتقليدية. وقد ارتبطت بعلاقات افتراضية بعناصر إرهابية متواجدة داخل التراب التونسي من أبرزهم عناصر تتواجد بالجبال التونسية وذلك على غرار الإرهابي مراد الغزلاني الذي تم القضاء عليه في 21 أكتوبر الفارط من قبل وحدات الحرس الوطني بمدينة سبيبة من ولاية القصرين.
وتجدر الإشارة الى أن ملف الحال لم يشمل الى حد كتابة الأسطر أي موقوف.