الأبحاث والتحريات في ملف عملية التفجير التي نفذتها، أول أمس الاثنين، المدعوة منى قبلة واستهدفت مجموعة من الأمنيين بشارع الحبيب بورقيبة. وقد سجلت الابحاث تطورات وصفت بـ«الايجابية».
أذنت النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب، منذ بلوغها العلم ، بإقدام امرأة على تفجير نفسها بشارع الحبيب بورقيبة بتونس العاصمة، بفتح بحث تحقيقي في الغرض.
«معاينات وسماع شهادات»
تحولت النيابة فور علمها بالجريمة على عين المكان وقامت بمعاينة جثة الإرهابية، وعاينت مسرح العملية وقامت بإجراء الأبحاث الأولية على عين المكان وفق ما أكده الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بتونس والقطب القضائي لمكافحة الإرهاب المساعد الأول لوكيل الجمهورية سفيان السليطي في تصريح لـ«المغرب».
كما تمّ تسخير الشرطة الفنيّة وكافة المخابر الجنائية العلمية. وقد عهدت النيابة العمومية للوحدة الوطنية للأبحاث بالادارة العامة للأمن الوطني بالقرجاني بمباشرة الأبحاث والتحريات في الموضوع.
وافاد السليطي بان النيابة العمومية قد تحولت الى مستشفى شارل نيكول وقامت بمعاينة الجثة مرة ثانية، ليتم التأكد من انّ المدعوة منى القبلة استعملت عبوة ناسفة بدائية الصنع، وليس حزاما ناسفا.
كما تنقل ممثل النيابة العمومية الى مختلف المستشفيات الأخرى التي تمّ ايداع بعض المصابين بها كمستشفى الحبيب ثامر والمستشفى العسكري بتونس ومستشفى الحروق البليغة. وتمت معاينة كافة المتضررين من أمنيين ومدنيين. وفي السياق نفسه اكد مصدرنا بان النيابة العمومية قد تمكنت، بالتنسيق مع الوحدات المختصة، من سماع كافة المتضررين، وذلك في نطاق الأبحاث الاولية.
واوضح المساعد الاول لوكيل الجمهورية انّ الحالة الصحية للمتضررين مستقرة ماعدا اثنين فقط تمّ اخضاعهما الى عمليات جراحية.
«لم يتم تسجيل اي ايقاف»
واكد الناطق الرسمي باسم القطب القضائي لمكافحة الارهاب ان الأبحاث تسير حاليا بخطى ايجابية جدّا، مؤكدا انه لم يتم الى حد كتابة الاسطر ايقاف او الاحتفاظ بأي شخص يشتبه في تورطه في عملية الحال، نافيا بذلك ما تمّ تداوله من أخبار مفادها إلقاء القبض على المرافق الذي كان مع الإرهابية قبل تنفيذها لعملية التفجير.
كما قامت الوحدات الأمنية أول أمس الاثنين بسماع العديد من الأطراف في علاقة بالإرهابية المذكورة ومن بينهم عائلتها وأساسا والدها ووالدتها وشقيقها.
وتعمل الوحدات الأمنية المختصة بالتنسيق مع النيابة العمومية للكشف عن شبكة علاقات الإرهابية المذكورة والكشف عن الأطراف المتورطة في عملية الحال كل من دبر وساعد ومول وكل من اشرف على العملية الإرهابية.
وتجدر الاشارة في هذا الاطار الى انّ منفذة العملية التي لم تتجاوز الـ30 سنة من عمرها، لم تكن من ذوي السوابق العدلية كما انّها لم تكن مصنفة لدى وزارة الداخلية، متحصّلة على الاجازة في الانقليزية لسنة 2015.
«نقلة نوعية»
من جهة أخرى فقد اكد المساعد الأول لوكيل الجمهورية انّ العملية الارهابية التي تم تنفيذها الاثنين الفارط كانت نقلة نوعية سواء على مستوى العنصر البشري، إذ هي اول امراة تقوم بتنفيذ عملية انتحارية وتفجر نفسها، وعلى مستوى الموقع وذلك بشارع الحبيب بورقيبة ومدى رمزيته للبلاد التونسية، كذلك على مستوى التوقيت.
وأوضح بان النيابة تقوم حاليا، وبالتنسيق مع الوحدات الأمنية، بتسخير كل الإمكانات اللازمة للكشف عن الأطراف المتورطة في العملية الجبانة التي استهدفت عددا من الأمنيين والمدنيين.
واعتبر سفيان السليطي أنّ الوحدات الأمنية قد تعاملت أول أمس الاثنين، مع واقعة التفجير، بحرفية كبيرة وكبيرة جدا، حيث تم تطويق المكان بسرعة قياسية، ذلك إضافة الى طريقة التعامل الأمني مع مثل هذه الأزمات على حدّ تعبيره.
ايقاف شخص من أجل التمجيد
في سياق آخر فقد تمكنت دورية تابعة لفرقة الأبحاث والتفتيش بمنطقة الحرس الوطني بالتضامن ولاية أريانة ، أول أمس الاثنين، من إلقاء القبض على عنصر تكفيري قاطن بالجهة عمره 42 سنة مفتش عنه لفائدة محكمة الناحية بالمكان من أجل تورطه في قضية عدلية موضوعها «الإعتداء على الأخلاق الحميدة» داخل مقهى كائن بالجهة بعد تعمد تمجيد العملية الإرهابيّة بشارع الحبيب بورقيبة.
ووفق ما اوردته وزارة الداخلية في بلاغ لها امس الثلاثاء، فقد تمّ الاحتفاظ بالمظنون فيه ومباشرة قضية عدلية في شأنه موضوعها «الإشادة وتمجيد عملية إرهابية».