خلال ورشة عمل دولية حول مكافحة الفساد أحمد صواب: «غياب إرادة سياسية جديّة في محاربة الفساد»

اعتبر القاضي الإداري السابق احمد صواب انّ مسار مكافحة الفساد لم ينجح في تفكيك منظومة الفساد القديمة ولم يتمكن من مجابهة هذه الآفة في مظاهرها الجديدة بالصرامة المطلوبة. وأكد خلال ورشة عمل دولية انتظمت امس الخميس حول موضوع «الفساد :التعقيدات وطرق المكافحة» ان عدم تنفيذ الأحكام الصادرة في مجال مكافحة الفساد يعد شكلا من أشكال الفساد.

شدّد القاضي الإداري السابق أحمد صواب على مسألة غياب إرادة سياسية جدّية في محاربة الفساد، مشيرا الى ان منظومة مقاومة الفساد في تونس ينخرها الفساد ولاسيما فيما يتعلق بعمل لجنة المصادرة على حدّ تعبيره.
وأضاف «رغم وجود ترسانة قانونية لا باس بها لمكافحة الفساد انطلقت من الدستور الّا انّه لا يوجد تنفيذ للأحكام الصادرة في هذا المجال الأمر الذي يعدّ في حدّ ذاته شكلا من أشكال الفساد».
كما اعتبر أن قانوني سبر الآراء والإثراء غير المشروع المعروضين على البرلمان من شانها أن تكمل هذه المنظومة القانونية الجيدة مؤكدا ان المهم في هذا المجال هو تطبيق هذه القوانين.

ولفت الى أن قانون المصالحة الإدارية الذي طرحته رئاسة الجمهورية منذ جويلية 2015 وعدلته عديد المرات يعد في نسخته الحالية «اسوأ من النسخة الأصلية»مبينا أن طرح هذا المشروع يعود الى «الضعف الفادح الذي يتسم به عمل هيئة الحقيقة والكرامة» .

من جهة اخرى عرج صواب على التركيبة الجديدة للحكومة، وعبر عن استغرابه لعدم تسمية اية حقيبة وزارية او كتابة دولة تعني بمكافحة الفساد مؤكد أن وثيقة قرطاج التي تقوم عليها حكومة الوحدة الوطنية تضمنت في احد محاورها مسالة مكافحة الفساد والتي تم تفصيلها في 10 نقاط قال ان «بعضها فضفاض وغير دقيق».
ووجه صواب انتقادات حادة الى السلطة السياسية والادارية التي قال انها لم تقم بمجهود في مجال محاربة الفساد مشيرا في هذا الصدد الى ان تفقديات الادارات العمومية والوزارات لا تحرك أي ملف او تتابعه الا بقرار من الوزير الى جانب ضعف الإمكانيات اللّوجيستية والبشرية الموضوعة على ذمتهم والتي قال انها اقل واضعف مما كانت عليه قبل الثورة فضلا عن غياب التنسيق بين مختلف الهيئات المكلفة بالرقابة ومكافحة الفساد.

كما دعا احمد صواب لجنة المصادرة الى تحريك العديد من ملفات الفساد، مشيرا الى أنّها تمتلك بنك معلومات مفصل حول المورطين في الفساد في العهد السابق.

كما تطرق الى مسالة غياب التنسيق بين مختلف الهيئات العاملة في مجال مكافحة الفساد ووجود خلافات بينها بلغت حد التصادم احيانا على غرار الخلاف الذي جد بين هيئة الحقيقة والكرامة من جهة والقضاء العسكري والقضاء العدلي والمكلف بنزاعات الدولة من جهة اخرى على حدّ تعبيره.
وحمل «القضاء» مسؤولية عدم نجاح مسار محاربة الفساد، مؤكدا تسجيل العديد من حالات فساد لم يتدخل القضاء فيها على غرار «تزوير التزكيات « في انتخابات 2011 وتلقي قائمة العريضة الشعبية تمويلات أجنبية وتمويل الاحزاب...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115