رُبعهم تقريبا في إقليم دارفور حيث تتزايد المخاوف بشأن وقوع انتهاكات انسانية جسيمة تترافق مع انقطاع في الاتصالات.
ومنذ 15 أفريل، تشهد الخرطوم ومناطق سودانية عدة معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوّات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، فشلت معها كل مساعي الحلّ والغالبية العظمى من اتفاقات وقف إطلاق النار.
وزاد النزاع من حدة الأزمات التي يعانيها السودان، أحد أكثر دول العالم فقرا حتى قبل المعارك، وأثّر على مجمل مناحي الحياة لسكانه الذين يقدّر عددهم بأكثر من 45 مليون نسمة.
وكما في كل حرب، يبقى الأطفال من الفئات الأكثر ضعفا، اذ أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن "أكثر من مليون" منهم اضطروا لترك منازلهم جراء نزاع دخل شهره الثالث.
وأضافت المنظمة في بيان الخميس 15 جوان 2023، أنها تلقت تقارير "عن مقتل أكثر من 330 طفلا وإصابة أكثر من 1900"، محذّرة من أن غيرهم يواجهون "خطرا جسيما".
ويشكّل الأطفال، وهم وفق تنصيف المنظمة كل مَن لم يبلغوا الثامنة عشرة من العمر، نحو نصف عدد سكان السودان.
وحذّرت ممثلة يونيسيف مانديب أوبراين من أن "مستقبل السودان على المحك، ولا يمكننا أن نقبل الخسارة والمعاناة المتواصلة لأطفالهم".
وأضافت "الأطفال عالقون في كابوس بلا هوادة، يتحمّلون العبء الأكبر لأزمة عنيفة لم يكن لهم أي دور في اندلاعها"، آسفة لأن هؤلاء باتوا أسرى "النيران، مصابين، يتم استغلالهم، نازحين ويواجهون الأمراض وسوء التغذية".
وتسبب النزاع بمقتل أكثر من 2000 شخص وفق آخر أرقام مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد). إلا أن الأعداد الفعليّة قد تكون أعلى بكثير، حسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية.
كما تسببت المعارك بنزوح أكثر من 2,2 مليوني شخص، لجأ أكثر من 528 ألفا منهم الى دول الجوار، وفق أحدث بيانات منظمة الهجرة الدولية.
ويعاني السكان من نقص في المواد الغذائية والخدمات الأساسية خصوصا الطبية، اذ أن ثلاثة أرباع المستشفيات في مناطق القتال أصبحت خارج الخدمة.