وحالة الركود الإقتصادي الحاد اللذين وضعا الملايين أمام واقع كارثي جعلهم أمام سيناريوهات أحلاها مرّ بين الحرب والجوع والأوبئة والفقر وغيرها من الآفات الأخرى .
كغيره من الدول يواجه اليمن اليوم موجات غلاء متزايدة طالت أسعار السلع والوقود وذلك في ظلّ نقص المساعدات الدولية والأممية بسبب طرق وأساليب إيصال المساعدات ، وأيضا في ظلّ حالة الركود الإقتصادي الحاد التي يعانيها العالم أجمع نتيجة وباء كوفيد 19 والحرب الروسية الأوكرانية . كلّ هذه التراكمات ساهمت بشكل مباشر في افتقاد اليمنيين بشكل شبه كلي لقدراتهم الإنفاقية، وذلك في ظلّ انهيار اقتصادي حاد جاء كترجمة لسنوات الحرب المريرة التي يعانيها اليمن السعيد .الالأوكر
وتؤكد التقارير والتصريحات الدولية أنّ الحرب في اليمن باتت من أكبر الكوارث الإنسانية في العالم، خاصة وأنّ جانبي الصراع والاقتتال يعيقان بصورة غير مشروعة إيصال المساعدات الإنسانية التي يحتاجها المدنيون .كما رأت لجنة خبراء حقوق الإنسان بالأمم المتحدة أن جميع أطراف الصراع الدائر في اليمن ‘’قد تكون مذنبة بارتكاب جرائم حرب’’.
ووفق تقارير أممية من المتوقع أن يبلغ عدد الأشخاص المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية في اليمن 23.4 مليون شخص بنهاية العام الجاري 2022، وعدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد 19 مليون شخص، في الوقت الذي أكد برنامج الغذاء في آخر تحديث له في أوت الماضي، أن اليمن شهد أسوأ مستوى من التدهور في حالة انعدام الأمن الغذائي منذ أربع سنوات.
ورغم إنعقاد عديد المؤتمرات لمانحين الدوليين بهدف توفير تمويلات جدية لإخراج اليمن من عنق الزجاجة آخرها مؤتمر انعقد في مارس من العام المنقضي ، إلاّ أنّ الفشل كان سيّد الموقف. ورغم مساعي كسر جمود العمليّة السياسية لم تتمكن الجهات الدولية من تلبية ما يحتاجه البلد الغارق في الحرب لتجنّب حدوث مجاعة ، ممّا أدّى إلى استياء المنظمات الحقوقية الدولية التي علقت آمالا كثيرة على هذا الملتقى الذي ضمّ أكثر من 100 دولة وجهة وتمخض عن تعهّدات بـ 1.7 مليار دولار في حين تبلغ قيمة الاحتياجات ما يناهز 3.85 مليار دولار ستخصص لتمويل عمليات وجهود الإغاثة في اليمن.
ويتهدّد خطر المجاعة والأمراض والأوبئة شعب ‘’اليمن السعيد’’ في ظل صعوبة إيصال المساعدات الإنسانية وصعوبة توفيرها سواء مواد غذائية أو احتياجات طبية أو غيرها من المواد الأساسية التي يحتاجها اليمنيون.
حرب بالوكالة
وتتضاءل فرص اليمن اليوم لصنع سلام حقيقي في ظلّ التداعيات الخطيرة والمفزعة للحرب هناك.هذه التجاذبات السياسية التي يشهدها اليمن ترافقها دعوات وصرخات دولية وأممية متزايدة حول الوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه اليمنيون منذ سنوات، بدءا بالأوضاع الاجتماعية المتدهورة جدا وغياب الأغذية والأدوية وعدم توفر ابسط احتياجات العيش، هذه الحالة الإنسانية التي يعانيها ملايين اليمنيين رافقتها تحذيرات دولية متتالية حول قرب حدوث كارثة إنسانية في البلاد التي تعاني من حرب وهي مُهددة بالمجاعة والكوليرا وغيرها من الكوارث الإنسانية الأخرى .
هذه الكارثة الإنسانية التي يمر بها اليمن اليوم تتزامن مع جمود في العملية السياسية والمساعي الدولية لحلحلة الأزمة خاصة مع الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن، و مايمكن أن يتغير عن سياسة الرئيس السابق دونالد ترامب خصوصا في ظل الصدام المسيطر على العلاقات الأمريكية الإيرانية باعتبار أن طهران الداعم الأول لجماعة الحوثي أحد أهم أطراف الحرب اليمنية .
ويؤكّد متابعون أنّ اليمن يمثّل منذ عقود طويلة ساحة حرب بالوكالة بين دول الخليج (على رأسهم السّعودية ) من جهة وإيران من جهة أخرى . إذ تدعم طهران ميدانيا وماليا ولوجيستيا جماعة الحوثي . ويزيد ذلك من حدّة المواجهة بين إيران والسعودية حول النفوذ في الشرق الأوسط علما وان العداء التاريخي بين الجانبين متجسد على الميدان في أكثر من بلد أولها اليمن ثم العراق وسوريا وأيضا لبنان.
فشل دولي
ويأتي تفجر الوضع اليمني من جديد ليزيد من قتامة المشهد الراهن الذي تمر به المنطقة العربية ، فإلى جانب الاتّهامات الموجهة لإيران بدعم الحوثي بالمال والعتاد تواجه المملكة العربية السّعودية اتّهامات أممية واسعة النطاق بقتل المدنيين في غارات شنّها التحالف الذي تقوده منذ سنة 2015 والّذي يرى متابعون انه لم يكن بالنجاعة المطلوبة .
هذه التجاذبات السياسية التي يشهدها اليمن ترافقها دعوات وصرخات دولية وأممية متزايدة حول الوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه اليمنيون منذ سنوات، بدءا بالأوضاع الاجتماعية المتدهورة جدا وغياب الأغذية والأدوية وعدم توفر ابسط احتياجات العيش، هذه الحالة الإنسانية التي يعانيها ملايين اليمنيين رافقتها تحذيرات دولية متتالية حول قرب حدوث كارثة إنسانية في البلاد التي تعاني حربا ومُهددة بالمجاعة والكوليرا وغيرها من الكوارث الإنسانية الأخرى .
إذ لطالما شكك متابعون في التزام الأطراف المتقاتلة بل أكدت في بعض الأحيان أنها ستزيد من قتامة المشهد اليمني وتفتح الباب على مصراعيه أمام واقع ومُستقبل ضبابي يٌقبل عليه ‘’اليمن السّعيد’’ محليّا وأيضا يحمل معه بذرات اقتتال قد يزيد من إشعال المشهد الإقليمي المتفجّر بطبيعته .