وفق أحدث تقارير منظمة «اليونسيف»: «مقتل قرابة 40 ألف طفل في حربي سوريا واليمن»

• «أكثر من عشرة أطفال يقتلون أسبوعيا في الشرق الأوسط»
• «استشهاد 61 طفلا فلسطينيا منذ مطلع العام 2022»

باتت الأرقام الصادرة مؤخرا عن المنظمات والمؤسّسات التي تُعنى بالأطفال في العالم، تثير مخاوف وهواجس عديدة خاصة مع تسجيل ارتفاع ملحوظ في أعداد الأطفال المقتولين بسبب الأوضاع الكارثية التي تمرّ بها دول المنطقة، من احتلال وحروب وصراعات واضطرابات داخلية كانت لها تأثيرات سلبية على الفئات الهشة وأهمها الأطفال.
في فلسطين رصدت تقارير جديدة استشهاد 61 طفلا فلسطينيا منذ مطلع العام الحالي، أي بمعدل خمسة أطفال في الشهر، آخرهم كانت الطفلة جنى زكارنة التي استشهدت برصاص جيش الاحتلال وهي على سطح منزل والديها في مدينة جنين أمس، أي قبيل وصول الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، فرجينيا غامبا، لزيارة للأراضي الفلسطينية للتحقيق بالأمر.
وفي فلسطين تسعى المنظمات واللجان المعنية بالأطفال لإيصال صوت هذه الفئة الضعيفة التي تعاني بدورها على غرار باقي الشعب الفلسيني من ويلات وانتهاكات المحتل الإسرائيلي ، وسط صمت دولي أمام مجازر ومذابح وتجاوزات تمارسها الآلة الإستيطانية الإسرائيلية رغم الرفض والتنديد الصادر عن بعض المنظمات والجمعيات الدولية في مجال حقوق الإنسان. ورغم الإنتقادات الدولية تستمر إسرائيل في انتهاكاتها ضدّ الفلسطينيين والأطفال بصفة خاصة ضاربة عرض الحائط كلّ الإتفاقيات والقوانين الدولية .
حرب اليمن .. أرقام مفزعة
أما في الدول التي تشهدا حروبا مستمرة منذ عقود على غرار اليمن فقد أظهر التقرير الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة ‹›يونيسيف›› إن النزاع الدامي المستمر في اليمن منذ أكثر من 8 أعوام أدى إلى سقوط أكثر من 11 ‎ألف طفل بين قتيل ومصاب وبمعدل أربعة أطفال يوميا.وأضافت في بيان في أن 62 طفلا سقطوا بين قتيل ومصاب في الفترة بين نهاية الهدنة في بداية أكتوبر ونهاية نوفمبر ، وكان هناك ما لا يقل عن 74 طفلا من بين 164 شخصا سقطوا بين قتيل وجريح بسبب ألغام أرضية وذخائر لم تنفجر بين جويلية وسبتمبر 2022 وحدهما.
يشار إلى أن الحرب اليمنية تدخل عامها الثامن بين القوات الموالية للحكومة والحوثيين المسيطرين على عدة محافظات من بينها صنعاء،فقد دفع الشعب اليمني -الذي يعيش 25.5 مليون مواطن فيه تحت خط الفقر- ثمن هذا الصراع . ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة فقد أدت الحرب إلى تشريد أكثر من 4 ملايين يمني إضافة إلى وجود مليوني طفل بلا تعليم . وسجل مقال 377 ألف شخص منذ بدء الحرب في حين كانت الفاتورة الاقتصادية باهظة جدا بالنسبة للاقتصاد اليمني الذي خسر ما يقارب 126 مليار دولار، وبات معظم السكان يعتمدون على المساعدات، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم.
وضع سيئ في الشرق الأوسط
وكانت المنظمة قد أصدرت الشهر الماضي تقريرا في الذكرى السنوية لتبني اتفاقية حقوق الطفل، ذكرت فيه أن ‹›الأطفال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يواجهون ارتفاعا جديدا في أعمال العنف. ومنذ بداية هذا العام قُتل ما يقرب من 580 طفلاً بسبب النزاعات والعنف في العديد من الدول في المنطقة، بمعدل يزيد عن 10 أطفال كل أسبوع.’’
أما في سوريا فقد دخلت الحرب عامها الـ11 ، في وقت تستمرّ إرهاصاتها وتداعياتها في التأثير لا على دمشق فحسب بل على المنطقة العربية بشكل عام بالنظر للأهميّة الإستراتيجية التي تمثلها دمشق في المشهد السياسي العربي. وتبقى سوريا التي دخلت الحرب فيها عامها العشر من أهمّ الملفات المطروحة على طاولة النقاش بين اللاعبين الكبار في العالم نظرا لتأثيرات هذا الملفّ المفصلية على واقع ومستقبل الشرق الأوسط.
ولا يختلف المتابعون للأزمة السورية حول الصعوبات التي تعانيها سوريا منذ عام 2011 سواء على الصعيد الاقتصادي أو على الصعيد السياسي أو الاجتماعي، إلاّ أنّ الخسائر البشريّة والنتائج الوخيمة للحرب المُنهكة التي مرّت بها بلاد الشام أخذت منحى أكثر صعوبة ودمويّة.
وقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه ‘’وثق بالأسماء مقتل 499657 شخصاً من أصل ما لا يقل عن 610 آلاف تأكد من مقتلهم على مدار 11 عاما من بدء الصراع في البلاد.وكان مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أعلن العام الماضي، في أول تقرير له منذ 2014 عن عدد القتلى في الحرب السورية، إن 350209 أشخاص على الأقل قتلوا في الصراع الدائر منذ 2011. مضيفا أن الحصيلة ‘’أقل من العدد الفعلي’’.
وحسب تقرير أصدرته الشبكة السورية لحقوق الإنسان في 20 من الشهر الماضي، عن الانتهاكات بحق الأطفال في سوريا، أكدت أنَّ ما لا يقل عن 29894 طفلاً قد قتلوا في سوريا منذ مارس 2011 بينهم 182 بسبب التعذيب، إضافةً إلى 5162 طفلاً ما زالوا معتقلين أو مختفين قسريا.وذكر تقرير اليونيسيف أن آخر أعمال العنف المروّعة في سوريا أدت للعثور على فتاتين صغيرتين مقتولتين بوحشية في مخيم الهول في شمال سوريا.
السودان وليبيا .. اضطرابات مقلقة
وفي السودان أدى الصراع في ولايتي النيل الأزرق وغرب كردفان مرة أخرى إلى جعل الأطفال معرضين للخطر وللعنف.وقالت المنظمة إنها تشعر بالقلق الشديد إزاء التقارير التي تتحدث عن مقتل وإصابة واحتجاز أطفال.
وأضافت «على الرغم من عدم وجود معلومات رسمية، منذ سبتمبر أفادت التقارير أن ما يقدر بنحو 50 طفلا فقدوا حياتهم في الاضطرابات في إيران. وكان آخر هذه الخسائر الفادحة الطفل كيان البالغ من العمر 10 سنوات والذي قُتل بالرصاص أثناء وجوده في داخل السيارة مع عائلته. هذا أمر مرعب ويجب أن يتوقف في الحال».
وفي ليبيا أدى العنف في طرابلس في وقت سابق من العام إلى مقتل 3 أطفال على الأقل. في غضون ذلك، لا تزال الذخائر المتفجرة المتبقية من النزاعات السابقة في العراق تْعرِّض حياة الأطفال للخطر تاركة 65 طفلاً ما بين قتيل وجريح هذا العام.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115