حيث تتواصل الاحتجاجات الشعبية في الشارع وقد بلغت ذروتها ليلة اول امس حيث أصيب 15 عنصرا من القوات الأمنية بجروح على خلفية الاضطرابات الأمنية التي رافقت المظاهرات وسط مدينة الناصرية . و يطالب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بحل فوري للبرلمان بينما يريد خصمه في «الاطار التنسيقي الشيعي» تشكيل حكومة قبل اي انتخابات.
وقد زادت حدة الاحتجاجات مع إحياء للذكرى الثالثة للانتفاضة غير المسبوقة ضد السلطة وضد فساد النخبة الحاكمة وسوء إدارة الخدمات العامة في البلد .
المفارقة ان لا شيء تغير في ذكرى الانتفاضة التي أدت الى مقتل ما يقرب عن 600 شخص وجرح 30 الفا آخرين. وقد زادت نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في اكتوبر الماضي من حدة هذا الوضع.
وتتواصل المساعي بين الفرقاء العراقيين للوصول الى حل ينهي حالة التوتر السياسي والأمني المتصاعد وفي هذا السياق أكد كل من رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي ورئيس إقليم كردستان نيجيرفان برزاني رفضهما تحويل العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية. كما دعا الكاظمي ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود برزاني الى تفعيل دور الفعاليات السياسية والاجتماعية في تسهيل التفاهم وخفض مستوى التوتر والابتعاد عن التحريض من أجل عراق ديمقراطي اتحادي تكون فيه كلمة الدستور والقانون فوق الجميع.
وتأتي زيارة الكاظمي الى اقليم كردستان في إطار محاولات تقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية الفاعلة والحفاظ على السلم الأهلي وتبنّي الحوار كنهجٍ وحيدٍ لإنتاج الحلول وذلك وفقا للبيان الحكومي . وشدد الطرفان «على أن دماء العراقيين وأرواحهم وحفظ الأموال والممتلكات العامة والخاصة هي غاية وهدف في الوقت نفسه، وأن الجميع مطالبون بالتعاون مع القوات الأمنية وتيسير أدائها لواجبها للحفاظ على أمن العراق واستقراره».
كما بحث الطرفان «التطورات الأمنية الأخيرة واستهداف مناطق في إقليم كردستان، وضرورة احترام السيادة العراقية، ورفض تحويل العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية، والتزام العراق وإقليم كردستان بعلاقات حسن الجوار وأن لا تكون الأراضي العراقية مصدر تهديد لدول الجوار» .
وشدد الطرفان، وفق البيان في اجتماع بمحافظة أربيل، على ضرورة «اعتماد الحوار الوطني بين جميع القوى السياسية للخروج من حالة الانسداد السياسي التي باتت تؤثر على الوضع العام، وتعرقل تقديم الخدمات للمواطنين، وتهدد بزعزعة الاستقرار، حسب بيان للحكومة العراقية.
واتفق الطرفان على « مواصلة التنسيق المشترك بين بغداد وأربيل لمعالجة عدد من الملفات في مقدمتها مكافحة الإرهاب، والاعتداءات المتكررة على الأراضي العراقية، والّا تكون أرض العراق في أي مكان منطلقاً، أو مأوى لتهديد دول الجوار» .
وقد دعت خلية الإعلام الأمني في قيادة العمليات المشتركة العراقية جميع المتظاهرين الى الحفاظ على سلمية المظاهرات و»عدم السماح للمندسين» بالتواجد داخل المظاهرات والتعاون التام مع القوات الأمنية وسط مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار. وأوضحت المصادر أن التوتر الأمني في مدينة الناصرية وقرب جسر الناصرية استمر حتى ساعات بعد منتصف الليلة الماضية مع تشديد القوات الأمنية على عدم استخدام الرصاص الحي لتفريق المحتجين.
كما عقدت السلطات الأمنية في محافظة ذي قار اجتماعا لمتابعة تداعيات الأحداث وسط المحافظة ضمت قيادات العمليات والشرطة والأمن الوطني للتعامل مع الوضع الأمني لإيقاف الفوضى .
اليوم لا بديل للعراقيين سوى الحوار الوطني قبل ان تحرق نار الخلافات السياسية الجميع خاصة ان العراق عاش عقودا سوداء تحت وطأة الصراعات الداخلية وارتباطاتها الخارجية والدولية . فهل يتمكن العراقيون من رأب الصدع و تشكيل حكومة وحدة جديدة تنهي الخلافات الحاصلة خاصة بين المكونات الشيعية. وتعيد بعضا من الأمل لشعب يعاني 24 مليون فرد من افراده بشدة من عواقب تغير المناخ وازدياد الجفاف وشح المياه ونقص الخدمات اليومية الأساسية بسبب سوء الادارة والفساد وتغوّل السياسيين وتعثر المشاريع الاصلاحية الاقتصادية وغيرها.