الى الوضع الداخلي الجزائري. ويبدو أن الجزائر تراهن اليوم على هذه القمة لاستعادة مكانتها الدبلوماسية عربيا واقليميا . وقد بدأت منذ أشهر تخطط لأن تكون القمة القادمة ناجحة بكل المقاييس ومغايرة عن القمم التقليدية السابقة وقد هيأت كل الأجواء لجعلها قمة المصالحة الفلسطينية.
فقد أعلنت حركة «حماس»، أنها تلقّت دعوة رسمية لزيارة الجزائر، للتباحث حول سُبل إنجاح الحوار الوطني الفلسطيني للوصول إلى المصالحة.
وأضافت إن الوفد سيكون برئاسة خليل الحية، رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية، وبمشاركة عضوي المكتب السياسي ماهر صلاح، وحسام بدران، وممثل الحركة في الجزائر محمد عثمان».
وكان منير الجاغوب، رئيس المكتب الإعلامي بمفوضية التعبئة والتنظيم التابعة لحركة «فتح»، قد اعلن أن الحركة تلقّت دعوة رسمية لزيارة الجزائر. وأوضح في بيان آنذاك، أن الوفد الذي سيتوجّه إلى الجزائر «سيكون برئاسة محمد العالول نائب رئيس الحركة، وعزام الأحمد عضو اللجنة التنفيذية لمنظّمة التحرير، وروحي فتوح عضو اللجنة المركزية للحركة».
وقد انطلقت منذ فترة مباحثات فلسطينية جزائرية لبحث جهود الوساطة وذلك بين رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، ونظيره الجزائري أيمن بن عبد الرحمن، وآخر لقاء كان في مدينة قونية التركية، على هامش مشاركتهما بافتتاح دورة ألعاب التضامن الإسلامي في نسختها الخامسة آنذاك.
وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قد أعلن اعتزام بلاده استضافة لمؤتمر جامع للفصائل الفلسطينية، حيث استقبلت بلاده وفودا تمثّل الفصائل، دون أن يتحدد موعد المؤتمر. ورجح وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة انعقاد اجتماع الفصائل الفلسطينية في الجزائر . وقال لعمامرة، في تصريحات نشرتها وسائل إعلام جزائرية : «هناك جهود دؤوبة من أجل عمل دبلوماسي كبير أطلقه رئيس الجمهورية الرامي إلى تعزيز وحدة الشعب الفلسطيني من خلال مؤتمر أو اجتماع قد يعقد لاحقا في الجزائر قبل عقد القمة العربية وذلك تهيئة للأجواء وتسهيلا للوصول إلى وحدة عربية تدعم الوحدة الفلسطينية».
وأوضح لعمامرة أن هذه الخطوة ستجعل من « قمة الجزائر مناسبة لانطلاقة جديدة للعمل العربي المشترك قصد تحيين التضامن والتنسيق من أجل السلام الدائم والعادل المبني على تحقيق الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، ورفع التحديات المطروحة في المجتمعات العربية من منطلق المصير المشترك و الجماعي».
فهل ستنجح قمة الجزائر في رأب هذا الصدع وهذا الجرح الفلسطيني النازف منذ سنة 2007 . كل المؤشرات توحي بان هناك رغبة فلسطينية لطيّ صفحة هذا الانقسام . ويتجلى ذلك من تصريحات قادة حماس على غرار إسماعيل رضوان، الذي اكد ترحيبه بدعوة الجزائر مشيرا الى انه سيذهب للقمة من أجل تحقيق المصالحة، موضحا أن «الجهود التي تبذلها الشقيقة الجزائر هي ليست بديلة عن الدور المصري، بل هي جهود متكاملة مع جهود الأشقاء في مصر».
وقال ان حركة حماس تهدف إلى إقامة علاقات متوازنة مع عمقها العربي والإسلامي لدعم دعم القضية الفلسطينية»، مشددا على أن الحركة لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول.
اضافة الى ذلك هناك تسريبات تتحدث عن امكانية حضور ملك المغرب محمد السادس شخصيا الى الجزائر للمشاركة في القمة العربية. وسيكون ذلك -لو تحقق- بداية ايجابية لتحقيق حلم مغاربي انكسر مرارا على صخرة الخلافات والنزاعات الدائرة .