’ ذات البعد الاستراتيجي الهام نظرا الى كونها تشمل «ادارة المركّبات’’ شمال العاصمة دمشق خاصة وان هذه الادارة كانت دوما محط اطماع كافة الاطراف المشاركة في الاقتتال الدائر في سوريا منذ سنة 2011 .
وللإشارة فان ‹›ادارة المركبات ‹› الواقعة على الحدود مع بلدة حرستا شمال دمشق تضم الثكنة العسكريّة الأكبر وهي تابعة للنظام السوري تمتدّ على مساحة 4 آلاف متر ، وتضمّ عددا لايستهان به من الجنود والذخيرة العسكرية الثقيلة والمتطورة وهو مايجعلها من اهم المناطق التي يحاول الكل السيطرة عليها. كما تؤكد تقارير اعلامية ان «ادارة المركبات›› لطالما كانت نقطة انطلاق رئيسية للهجمات من قصف وغيره باتجاه معظم القرى والبلدات الواقعة تحت سيطرة المعارضة والحركات الارهابية ايضا. ، كما يعتبرها متابعون للشّأن السوري احدى اكبر واجهات الحصار الذي فرضه النّظام على مختلف المناطق الواقعة تحت سيطرته والقريبة من ‹›الغوطة الشرقية›› محور الاقتتال .
إلاّ ان ‹›إدارة حرستا›› قبل استعادة النظام السيطرة عليها ، كانت نسبيّا تحت سيطرة «احرار الشام» او ماكان يسمى جبهة النصرة منذ نوفمبر مما ساعدها في قطع طرق الامداد التي كان النظام السوري يعتمدها . ويرى مراقبون ان معركة «حرستا›› تؤكد ان محاولات وجهود ارساء هدنة او انهاء الاقتتال في الغوطة الشرقية لايزال امرا صعب المنال، مع العلم ان مناطق خفض التوتر التي تم التوافق حولها برعاية تركية روسية ايرانية بقيت مقتصرة على اتفاق مكتوب غابت عنه اليات التنفيذ والمتابعة.
أبعاد ودلالات
من جهته قال الكاتب السوري خيام الزعبي في تصريح لـ»المغرب» انّ عمليات فكّ الحصار بشكل نهائي عن إدارة المركبات العسكرية في حرستا بريف دمشق التي اختتمت بتحرير منطقة المطاحن و كتل من الأبنية شرق مبنى المحافظة شمال شرق العاصمة السورية، أوصلت جبهة النصرة وأخواتها الى عنق الزجاجة في حرستا وفق تعبيره.
واشار محدّثنا الى ان بداية هذا العام كانت حبلى بكثير من الأحداث و التطورات على مستويات عدة خاصة العسكرية منها، مضيفا ان هناك مؤشرات تؤكد فقدان قدرة جبهة النصرة والقوى المتطرفة الأخرى على المواجهة مقابل تقدم الجيش السوري بدعم حلفائه.
وتابع الكاتب السوري انه›› بتحرير حرستا فان «العاصمة دمشق ستكون في منأى عن التهديدات وسيكون تحريرها بمثابة هزيمة استراتيجية للنصرة وأخواتها، ونقطة محورية في عمليات تحرير باقي المناطق القريبة منها، ، ما يشكل ضربة قاصمة لهذه الجماعات الذي قد تجد نفسها مضطرة للانسحاب بشكل كلي من كل الأراضي السورية».
وتابع المحلل السياسي السوري ان كل المعطيات والمشاهد على الساحة السورية اليوم، توصلنا لنتيجة لا تقبل الشك أنّ هذه المعركة ونتائجها ستضع حداً لرهانات ومواقف عدة اطراف خارجية في المنطقة وستشكل النقلة الكبيرة فيما يتعلق بالملفات الساخنة التي تؤرق الشرق الاوسط.
واكد محدثنا ان معركة تحرير حرستا ستليه معركة اخرى لتحرير الغوطة وبقية المناطق السورية ، مشيرا الى أن معركة حرستا في ريف دمشق تقترب من الحسم، في ظل الضغط الذي تمارسه قوات الجيش على جبهة النصرة ومعسكراتها وقواعدها وهو مايدل على ان حسم معركة «حرستا›› بات قريبا وسيغير الموازين العسكرية على الأرض .