وعن أهداف الجولة، أوضحت الخارجية، أنها تأتي «في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها الجزائر قصد التقريب بين مواقف الأشقاء الليبيين من أجل التوصل إلى حل سياسي ومستدام للأزمة من خلال الحوار الليبي الشامل والمصالحة الوطنية من شأنه الحفاظ على السلامة الترابية لليبيا وسيادتها ووحدتها وانسجام شعبها».وسبق لمساهل الذي يدير ملف الوساطة بين الفرقاء الليبيين، أن زار طرابلس وتجول في بعض شوارعها، في افريل 2016.
وبحث رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح مع وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي، الجزائري عبد القادر مساهل، مستجدات الوضع السياسي في البلاد بمقره في طبرق شرق البلاد.ويعتبر اللقاء مع المسؤول الجزائري هو الثاني من نوعه، إذ سبق أن استضافت الجزائر صالح وحفتر، خلال الأشهر الماضية، في إطار تواصلها مع كافة الأطراف الليبية.
وكان مساهل وصل، امس إلى مطار الأبرق شرق البلاد للقاء مسؤولي السلطات الليبية في شرق البلاد من أجل بحث الأوضاع السياسية في إطار جهود الجزائر للوصول إلى تسوية سياسية للأزمة في ليبيا.
وبحسب المكتب الإعلامي لمجلس النواب، فإن المباحثات بين صالح ومساهل تركزت على الحديث عن العراقيل التي تواجهها التسوية السياسية الموقعة بين الأطراف في ليبيا.
من جانبه، أكد مساهل جدوى الحل السياسي في ليبيا ودور مجلس النواب على حث الأطراف من أجل تغليب منطق الحوار على السلاح، مؤكداً أنه «الطريق الوحيد الذي يحفظ للدولة الليبية وحدتها وتماسكها ويقضي على الإرهاب».وبحسب مصدر مقرب من قيادة الجيش، فإن مساهل سيزور خلال الساعات القادمة حفتر في مقر القيادة بمدينة المرج لبحث سبل وحلول سياسية للأزمة.
اطار الزيارة
ومن غير المعروف حتى الآن هل تأتي زيارة مساهل ضمن مساعي المبادرة الثلاثية التي تجمعها بمصر وتونس، لكن مراقبين للشأن الليبي يرون أن الجزائر تفضل السير في طريق منفصل، لا سيما أنها لم تناصر أياً من الأطراف المتصارعة.
ووفق مصادر صحافية جزائرية، فإن مساهل سيقوم بزيارة عدد من المدن الليبية خلال زيارته الحالية للقاء الفاعلين على الأرض، ما يشير إلى أن الجزائر تعتمد أسلوب التواصل المباشر مع قادة المجموعات المسلحة أو التيارات السياسية البعيدة عن سلطات البلاد الرسمية، سواء في طبرق وطرابلس، وهو أسلوب لم يسبق لأي طرف وسيط أن سعى من خلاله لتقريب وجهات النظر بين الأطراف.
غير أن اللافت في زيارة مساهل هو لقاؤه المنتظر بحفتر، وما سينتج عنه، لا سيما في مسألة الحسم العسكري التي يبدو أن الجيش الليبي يعتمدها حلاً للمشكل الليبي بينما ترفضها الجزائر بقوة.
وكذلك تأتي أهمية الزيارة الحالية من كونها جاءت لترد الملف الليبي للواجهة مجدداً بعد أسابيع من الركود وتراجع الحديث عن نية المجتمع الدولي ودول الجوار الثلاث في المضي في جهودها من أجل الوصول إلى حل للأزمة في ليبيا، لا سيما بعد حديث متزايد عن إمكانية فشل الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات المغربية، وتصاعد لغة السلاح بديلاً عن لغة الحوار، لا سيما بعد أحداث الجنوب الليبي.
الدور الجزائري في ليبيا
ومنذ عامين، تستقبل الجزائر بوتيرة شبه متواصلة، وفودًا رسمية وسياسية وعسكرية ليبية من مختلف التوجهات، في إطار وساطات لحل الأزمة بالتنسيق مع الأمم المتحدة ومبعوثيها إلى ليبيا.وزار الجزائر خلال الأسابيع الأخيرة عدة مسؤولين وشخصيات ليبية، في مقدمتهم رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، وخليفة حفتر قائد القوات التابعة لـ»برلمان طبرق».
ولا تكاد تخرج التصريحات الرسمية الجزائرية، خلال هذه الزيارات، عن أن «الحل الوحيد للأزمة لن يكون إلا سياسيا، عبر حوار حصري بين الليبيين ودون تدخل خارجي»، وأن مساعي الجزائر تهدف لتقريب وجهات النظر بين مختلف الفرقاء.
هذا وأجرت الجزائر وروسيا امس الاول مباحثات أمنية شملت ملفات مكافحة الإرهاب وأزمات إقليمية مثل ليبيا ومالي والساحل والصحراء الغربية وسوريا.
ونقلت وكالة الانباء الجزائرية أن «أشغال الدورة الثانية للمشاورات الثنائية حول الأمن ومكافحة الارهاب التي تم إقرارها في 2016 بين الجزائر وروسيا الاتحادية انطلقت بقصر المؤتمرات غرب العاصمة الجزائر»، دون تقديم تفاصيل حول مدتها. وأوضحت ان هذا الاجتماع الذي جرى في جلسات مغلقة «ترأسه عن الجانب الجزائري وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل في حين يترأس الوفد الروسي ممثل المجلس الوطني للأمن الروسي فينيديكتوف اليكساندر».
وأكد بيان للخارجية الجزائرية أن الطرفين سيبحثان خلال هذا الاجتماع «محاربة الارهاب على الصعيدين الإقليمي والدولي فضلا عن النزاعات والأزمات الإقليمية خاصة الأوضاع في ليبيا ومالي والساحل وسوريا والصحراء الغربية».وأضاف أنه سيتم أيضا بحث «محاربة الارهاب المعلوماتي والجريمة الالكترونية إضافة إلى العلاقة بين الارهاب والجريمة المنظّمة العابرة للأوطان».
المغرب- وكالات