حصاد 2022 ...عام الحروب واللجوء والأزمات الاقتصادية والتحديات المناخية

يستعد العالم لطيّ صفحة سنة 2022 بكل ما حملته من أحداث وتحولات جيوسياسية واقتصادية. وقد تكون من أكثر المشاهد التي ستظل عالقة بالذاكرة الحرب الروسية الأوكرانية

التي طبعت عاما بأكلمه منذ فيفري الى حد اليوم . وستظل انعكاسات وتداعيات هذه الحرب متواصلة في العام الجديد باعتبار ان أقوى اقتصاديات العالم لم تفق بعد من وقع صدمة ارتفاع الأسعار ونقص المواد الأساسية وأزمة الطاقة ناهيك عن الاقتصاديات الأقل هشاشة في دول الجنوب .
في 24 فيفري 2022، انطلقت شرارة الحرب التي بدأها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أوكرانيا ردا على المساعي الاوكرانية للانضمام إلى حلف الناتو. وبعد مرور أشهر ومع اطالة أمد الحرب فإن اهدف بوتين بإسقاط الحكم في اوكرانيا بدأت تخبو . وقد فاجأ صمود الأوكرانيين موسكو والعالم وذلك بسبب الدعم اللوجستي والعسكري الأوروبي الذي تدفّق على كييف في حربها الضروس ضد بوتين ...باعتبار ان كييف هي خط الدفاع عن أمن أوروبا .
وعلى مدى 10 أشهر ، دفع الطرفان الروسي والأوكراني ثمن هذه الحرب باهظا وتكبدا خسائر مالية وبشرية وعسكرية كبيرة ، فيما تعرضت العديد من المدن الأوكرانية لدمار واسع ونزح ملايين الأوكرانيين إلى أوروبا. ولا تلوح في الأفق أية بوادر على قرب نهاية هذه الحرب التي تسبب بأزمة اقتصادية كبيرة بسبب توقف صادرات روسيا وأوكرانيا من إمدادات الطاقة والوقود والمواد الغذائية .

ولئن تصدّرت الحرب الروسية الأوكرانية المشهد في عام 2022 الا ان رياح الازمات الاقتصادية لم تتوقف في أكثر من بلد ولعل لبنان كان من بين أكثر الدول العربية في مستوى الانهيار المالي الذي عرفه ولا يزال ينتظر الخروج من أزمته باتفاق مع صندوق النقد الدولي .
ورغم انه حدث رياضي بامتياز الا ان مونديال قطر اكتسى أهمية كبيرة باعتبار ان قطر هي اول دولة عربية تحتضن هذا الحدث العالمي ، وقد تمكنت من طبع المونديال ببصمة تحمل هوية وتراث المنطقة وباتت محط أنظار العالم على مدى الأسابيع الماضية .
كما يستعد العالم لوداع هذا العام على وقع تغيرات وتهديدات مناخية تصاعدت انعكاساتها أكثر من أي وقت وعلى أكثر من صعيد، منها الفيضانات التي عرفتها باكستان والهند والتي أوقعت ضحايا ودمارا في آلاف المنازل اضافة الى العاصفة الثلجية وهي الأسوأ منذ أربعين عاما التي ضربت الولايات المتحدة وكندا وخلّفت ضحايا ودمارا هائلا وتعطيل آلاف رحلات الطيران.

وفي سياق المخاوف المتزايدة من الأوضاع الصحية في العالم حثّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في رسالة بمناسبة اليوم الدولي للتأهب للأوبئة، جميع الدول على التضامن مع جهود الأمم المتحدة لضمان أنّ العالم مجهز ومستعد لمواجهة التحديات الصحية القادمة خاصة عام 2023 .
وقال غوتيريش في رسالته إنه «قبل ثلاث سنوات من هذا الشهر، تم اكتشاف الفيروس المسبب لكوفيد-19 للمرة الأولى»، بحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة.وأكد أن «التكاليف التي تكبدها العالم جراء ذلك كانت كارثية، إذ فقدت ملايين الأرواح ومرض مئات الملايين من الأشخاص، وتحطمت الاقتصادات، وتعرضت الأنظمة الصحية للضغط، فضلا عن خسارة تريليونات الدولارات» .

وأشار إلى أن «التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة خرج عن مساره، وغالبا ما تم ترك الدول النامية لتتدبر أمورها بنفسها، لتحرم بشكل مخزٍ من اللقاحات أو الاختبارات أو العلاجات التي تحتاجها لحماية شعوبها».
وتواجه المنطقة والعالم تحديات عديدة خلال العام القادم أهمها لملمة جراح الحروب وإعادة الاعمار في بلدان الازمات مثل سوريا وغيرها والتوصل لحكومة وحدة وطنية جديدة في ليبيا مع انتخابات تشريعية تخرج البلاد من محنتها . في حين تتواصل اقتحامات الجيش الصهيوني للمسجد الأقصى وتتواصل جرائم الاحتلال في غزة والضفة وداخل فلسطين المحتلة ، وقد دفع الصحفيون ثمنا باهظا وفي مقدمتهم شهيدة الصحافة العربية شيرين ابو عاقلة التي استشهدت وهي تنقل آخر ملاحم الفلسطينيين في نضالهم ضد المحتل لتبقى ابو عاقلة رمزا للنضال الفلسطيني في عالم بلا عدالة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115