رغم أن واشنطن ألقت باللوم على موسكو في الحادث. بالتالي فان كل محاولاته للتصعيد والتحشيد من أجل الاستثمار بهذا الحادث وتحويله الى نقطة البدء في حرب عالمية ثالثة ذهبت أدراج الرياح ووجدت صدّا من قبل حلفائه في الناتو أو في اوروبا او في واشنطن.
وأكد البيت الأبيض في بيان له «لم نر شيئا يتعارض مع فرضية أن هذا الانفجار كان على الأرجح نتيجة صاروخ دفاع جوي أوكراني». وأضاف «من الواضح أن الجهة المسؤولة في نهاية المطاف عن هذا الحادث المأسوي هي روسيا التي أطلقت وابلا من الصواريخ على أوكرانيا».
وقد دخلت الأمم المتحدة على خط الأحداث داعية إلى خفض التصعيد بعد أن أصاب الصاروخ قرية بولونية بالقرب من حدود البلاد مع أوكرانيا مما أسفر عن مقتل شخصين.
من جهته، اتهم سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أوكرانيا وبولونيا بالرغبة في إثارة صراع مباشر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.
اليوم يدفع الشعب الأوكراني ثمن هذه الحرب باهظا، اذ تشير آخر الأرقام الى مقتل 431 طفلا ، وأصابة 835 آخرين، في حين دمرت 337 منشأة تعليمية في البلاد تماما في بلد كان حتى الأمس القريب يستقطب آلاف الطلاب حول العالم للدراسة في جامعاته وكلياته في الاختصاصات المختلفة.
والى حد اليوم لا يوجد أفق قريب لوقف هذه الحرب العبثية التي امتدت انعكاساتها الى كامل الكرة الأرضية وأدخلت العالم في اتون أزمات اقتصادية وغذائية وطاقية مستفحلة. وبحسب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فان الحل الوحيد الذي سيسمح بإنهاء الحرب عودة الأراضي التي احتلتها روسيا مشددا على أن مجرد وقف إطلاق النار لن يكون كافيا، في ظل انتظار أوكرانيا عودة شبه جزيرة القرم ودونباس، والقضاء على التهديدات.
يأتي ذلك فيما تستمر التحقيقات بشأن الصاروخ الذي ضرب بولونيا وفي وقت يتواصل فيه القصف الروسي على مختلف أنحاء اوكرانيا .
وقد تصاعد الوضع في منطقة أوديسا الجنوبية التي لطالما كانت رمزا للسكون والهدوء، واذا بها تتحول الى مدينة أشباح بسبب الحسابات الخاطئة للسياسيين والتي تدمّر الدول والحضارات وتؤخر تقدم الانسانية عقودا الى الوراء .