تحديا إيرانيا جديدا للتهديدات الأمريكية خصوصا وأن واشنطن تفرض عقوبات إقتصادية مجحفة على كل من فنزويلا وإيران.
ووفق تقارير إعلامية فقد أرسلت إيران 1.53 مليون برميل من البنزين ومشتقاته إلى فنزويلا التي تعاني من عجز كبير ومن وضع اقتصادي كارثي بعد العقوبات الإقتصادية المفروضة عليها.
ودخلت ناقلة ثانية تسمى «فورست» البحر الكاريبي يوم السبت، في حين تعبر الناقلات الثلاث الأخرى المحيط الأطلسي، حسب ما ذكرت «رويترز».
ويرى مراقبون أن إرسال إيران لمثل هذه الناقلات يزيد من توتر العلاقة بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية التي هددت بالرد على ما أسمته «تجاوزا إيرانيا»للعقوبات دون الإشارة إلى طبيعة خياراتها في الرد.الإنتقادات لم تقتصر على الجانب الأمريكي بل صدرت أيضا عن المعارضة داخل فنزويلا ذاتها وسط قلق من تحسن وتوطد العلاقة بين النظام برئاسة نيكولاس مادورو وإيران.
ويعتبر مراقبون أن الصراع الأمريكي الإيراني بدا يتخذ أشكالا جديدة وذلك بخروجه من محيط الشرق الأوسط ودوله وهي الجبهة التقليدية للصراع بين البلدين، ليدخل إلى محيط جغرافي جديد تعتبر أمريكا نفسها الوصي عليه دون منازع.
نقل جبهة الصراع
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي السوري عبد القادر خليفة أن ما كان مفاجئا لمراقبين وسياسيين في العالم وفي البيت الأبيض خصوصا هو الاقتراب الإيراني من المحيط الحيوي الجيوبوليتيكي والجيواستراتيجي الأمريكي، وارسال طهران للسفن المحملة بالوقود إلى فنزويلا و خرق الحصار المفروض عليها من قبل واشنطن، وإعلان الكاريبي ساحة جديدة وخطيرة و ساحة تحدي إيراني لواشنطن على مرأى ومسمع من العالم كله .
وأضاف «الجعجعة الأمريكية قبل وصول السفن الايرانية إلى شواطئ كاراكاس لا تنبئ بوجود طحين ، لأن واشنطن قررت أن يكون ردها على قدر جبنها و و تفاهة تابعيها و أذنابها و مرتزقتها بإحراق حقول القمح في سوريا وقوت شعوب ترفض عنصريتها و عدوانيتها المقيتة . لقد كسرت إيران الأنف الأمريكي المتغطرس في ساحات الإقليم ، وكسرته في الإقليم المحيط بها ، و سيأتي دور سوريا قريبا لتكسر أنف واشنطن المندس فيها « وفق تعبيره.
وأكد الكاتب السوري أن دول العالم عموما ودول الشرق الأوسط خصوصا تواجه الأنف الأمريكي الذي يدس في بعضها ، أو يحاول أن يندس فيها جميعها ، هذه المواجهة إما أن تأخذ شكل الانحناء و الرضوخ أو شكل الممانعة و المقاومة . وتابع « ليس هناك دولة في العالم إلا و فيها جزء أو إقليم تحاول واشنطن أن تجعل منه حصان طروادة عرقي أو إثني أو اقتصادي أو قومي ، يمكن استخدامه في الوقت المناسب على أراضي الدولة التي ينتمي إليها لتحقيق مصالح واشنطن خصوصا و الغرب عموما» وفق تعبيره.
وأضاف» أما الدول التي اختارت شكل الممانعة و المقاومة ضد الهيمنة الأمريكية وحاربت كل حصان طروادي صنعته وفصّلته واشنطن حسب طبيعة كل دولة على حده، وأولها دول محور المقاومة ، باتت تحت الضغط العسكري و الاقتصادي الأمريكي المباشر بعد أن فشلت كل الخيارات الطروادية التي كانت بحوزة واشنطن ، وتلقت ضربات عسكرية مباشرة من الحلف الأمريكي الغربي الصهيوني الأعرابي المضاد .
مواجهة مستمرة
وتابع الكاتب السوري أن ايران التي تواجه ذلك الحلف عسكريا و اقتصاديا وسياسيا منذ قيام الثورة الخمينية عام 1979 ، حققت ما تتجنبه دول عظمى و تتحاشاه في التعامل مع واشنطن ، فلم يسبق منذ الحرب العالمية الثانية أن قامت دولة بقصف قاعدة عسكرية أمريكية أو إسقاط طائراتها المسيرة كما فعلت طهران بداية عام 2020 انتقاما لاغتيال الشهيد قاسم سليماني .
وأشار محدثنا أن الوعد الإيراني بإخراج الولايات المتحدة الأمريكية من المنطقة كهدف استراتيجي ردا على اغتيال سليماني نستطيع أن نرى تراكماته يوما بعد يوم في الساحات الإقليمية المحيطة في العراق وسورية و لبنان و اليمن و حتى في الداخل الفلسطيني على حد تعبيره.