بعد عام على رئاسة دونالد ترامب: قرارات مصيرية وهفوات تنغّص بداية العهدة

مرت منذ يومين السنة الأولى على تنصيب الرّئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب الذي تولى الحكم في الولايات المتحدة الامريكية خلفا لسلفه باراك اوباما يوم20 جانفي 2017 .

ومع مرور عام على حكم ترامب ظهرت الى الواجهة عدة قراءات وتقييمات لانجازات ساكن البيت الأبيض الجديد خلال 12 شهرا منذ توليه السلطة . ورغم تعدد التقارير الصادرة في الغرض الاّ انها لم تخف في مجملها تراجع ثقة الامريكيين في مؤسسات الحكومة وخاصة ادارة البيت الابيض وطريقة تناولها لبعض الملفات الداخلية والخارجية .
دونالد ترامب رجل الأعمال والملياردير امريكي ورغم انه رجل اقتصاد إلا أن توليه الحكم بشكل فاجأ العالم، لطالما وصفه مراقبون بأنه يفتقد الخبرة السياسية التي تؤهله ليكون رئيس أقوى وأعتى دول العالم ، إلا أنّ نتائج تصويت النّاخبين الامريكيين كانت صادمة ومخيبة لآمال منافسته السياسية المخضرمة هيلاري كلينتون ومناصريها . ويرى متابعون ان مرور عام

على توليه الحكم لم يكن ايجابيا للتخلي عن وصف ترامب بـ«فاقد الخبرة السياسية». كما ان فوز ترامب بالحكم رافقه جدل متنامي حول دور روسي خفي في وصوله الى الحكم وهي اتهامات لاتزال الى اليوم محل تحقيقات داخلية في الولايات المتحدة الامريكية.

واشارت تقارير اعلامية امريكية ان ترامب قام منذ توليه الحكم في 20 جانفي المنقضي بـ 800 الغاء ، كما أصدر 50 مرسوما رئاسيا، ومن بين الخطوات التي نفذها ترامب الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ وايضا تهديده بالانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران واعترافه بالقدس عاصمة لاسرائيل، كل هذه الملفات اثارت لغطا داخليا وانتقادات خارجية من حلفاء امريكا الغربيين لما مثلته الخطوة من زلزال للسياسة الدولية بعد سنوات من العمل على هذا الاتفاق.

يشار الى ان عديد المتابعين للشأن الدولي اكدوا في البداية ان فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة الامريكية يعني تغيرا مؤكدا في نهج السياسة الامريكية في العالم. إلا ان الرئيس الحالي بدا فترته الرئاسية بإثارة الجدل مجددّا حول علاقته بالدولة السوفياتية سابقا ، علما وان روسيا اتهمت من قبل المخابرات الامريكية بالتدخل في نتائج الانتخابات والتأثير على سيرها .

تراجع الثقة
ورغم ان الفترة التي تلت فوز ترامب لم تخل من الاحتجاجات المناهضة له إلا انّ الفترة الحالية ايضا تشهد تراجعا في ثقة الامريكيين في مؤسسة الحكم ، اذ أكّد مؤشر الثقة السّنوي لمؤسّسة «إدلمان» تراجع الثقة بوجه عام في المؤسسات الأربع التي تقوم بقياسها وهي الحكومة ووسائل الإعلام وقطاع الأعمال والمنظمات غير الحكومية في الولايات المتحدة بشكل أكبر من 28 دولة تم استطلاع مستوى الثقة فيها وذلك منذ تولي الرئيس الحالي دونالد ترامب الحكم.

كما يرى متابعون للشأن الدولي ان تعاطي الحكومة الامريكية مع عدد من القضايا المحلية والدولية ايضا كان احد اهم المقاييس التي ساهمت في تراجع شعبية ترامب رغم مرور عام فقط على توليه الحكم . ومن بين اهم القضايا التي استهل بها ترامب فترة حكمه كانت اتخاذه اجراءات صارمة وتغييرات جذرية في سياسة بلاده فيما يتعلق بالصحة والأمن والهجرة وأيضا مواقفها من عدة معاهدات تاريخية منها اتفاق المناخ والاتفاق النووي مع ايران ، مع العلم ان هذه التوافقات كانت النقطة المضيئة التي انارت عهدة الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما .

اول القرارات التي انتقدها الشارع الامريكي في السنة الاولى التي حكمها ترامي هي الغاء نظام «أوباماكير» وهو قانون إدارة أوباما لإصلاح القطاع الصحي الذي يمنح جميع الأمريكيين تأمينا صحيا قابلا للتمويل. إلا ان الرئيس الحالي لم يكن له وجهة نظر مطابقة لسلفه مما جعل اول القرارات التي اتخذها بمجرد توليه الحكم هو الغاء هذه المنظومة الا انه الى الان لم ينجح في تمرير بديل له في الكونغرس اذ اعتبرت مشاريع القوانين التي اقترحتها حكومة ترامب قاسية.

قرارات اثارت الجدل
ثاني اهم القرارات التي اثارت جدلا بعد ان اعلنها الرئيس ترامب هي المرسوم المتعلق بتشييد جدار عازل على الحدود مع المكسيك متمسكا بذلك بمقترحه الذي قدمه خلال حملته الانتخابية . لكن الى حد الان يعجز الكونغرس عن توفير مبلغ 1.5 مليار دولار تكاليف للبدء ببناء الجدار بهدف الحد من الهجرة غير الشرعية.
وتبعا لذلك ومع تعثر ادارة البيت الابيض في تنفيذ قرارات ترامب وايضا ايجاد بديل لملفات تم الغاؤها يرى مراقبون ان السنة الاولى من حكم الرئيس الحالي اتسمت باتخاذ قرارات دون تنفيذها الا ان اراء اخرى ترى ان ترامب نجح في التنفيذ جزئيا خاصة فيما يتعلق بالقرار المثير للجدل والذي يتعلق بمنع دخول مواطني 7 دول اسلامية الى الولايات المتحدة الامريكية وهي إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن ليتم في وقت لاحق الغاء العراق من قائمة الدول الممنوعة. وأثار القرار انذاك جدلا وانتقادات واسعة خاصة وانه سيمس 11 مليون مهاجر موجود حاليا في الولايات المتحدة من دون أسس شرعية للإقامة هناك وسط مخاوف من السياسات الجديدة التي قد تؤدي إلى انتهاكات واسعة النطاق.
وبعد عام من فوزه بالانتخابات الرئاسية ودخوله البيت الابيض، بدأت التحليلات والتوقعات والمخاوف تزداد يوما بعد يوم نتيجة القرارات التي اتخذها ترامب على الصعيدين الداخلي والخارجي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115