قالت مصادر حكومية امريكية بارزة امس الثلاثاء، إنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيقوم بزيارة لبريطانيا العام المقبل، مبددة توقعات بأن يقوم بالزّيارة هذا العام. وكانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وجهت الدعوة للرئيس الأمريكي في جانفي، خلال اجتماعهما الأول في واشنطن، عندما أشادا ببدء «علاقة خاصّة» جديدة بين البلدين.
وقالت الحكومة في بادئ الأمر إن الزيارة ستكون في وقت لاحق هذا العام لكن وسائل إعلام ذكرت أنها قد تؤجل لعدة أسباب منها مخاوف من احتجاجات وتراجع سلطة ماي بعد إقدامها على إجراء انتخابات مبكرة.ورد متحدث باسم ماي قائلا إن الدعوة وجهت وقبلت، ولكن لم يحدد موعد الزيارة بعد».
جدل وانتقادات للزيارة
وكان ترامب قد قبل دعوة الملكة لزيارة بريطانيا التي وجهتها إليه تريزا ماي خلال زيارتها لواشنطن في جانفي.وقد أثار توقع الزيارة جدلا كبيرا، وأفادت تقارير بأن هذا دفع ترامب إلى تغيير رأيه.وقيل إنه أعرب عن عدم رغبته في تنفيذ الزيارة بينما توجد احتمالات حدوث احتجاجات عليه.ووقع ما يقرب من مليوني شخص في شهر ماي عريضة تقول إن ترامب لا ينبغي أن يدعى إلى المملكة المتحدة في زيارة رسمية.وطالب سياسيون كبار، على رأسهم زعيم حزب العمال جيرمي كوربن، والزعيم السابق لحزب الديمقراطيين الأحرار، تيم فارون، إلى إلغاء الزيارة.وكان يتوقع أن يرد ذكر الزيارة في خطاب الملكة في مجلس العموم الشهر الماضي، الذي حددت فيه خطط الحكومة رسميا للعام.
ولكن ذكر الزيارة لم يرد في الخطاب، ثم طرح فيما بعد شهر أكتوبر تاريخا محتملا للزيارة.ونفى البيت الأبيض التقارير التي أفادت بأن ترامب لديه تحفظات على الزيارة، قائلا إنه يتطلع إلى بحث «تاريخ متفق عليه بين الجانبين».
وكانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وجهت الدعوة لترامب خلال زيارتها واشنطن بعد ايام على تنصيب الرئيس الاميركي في جانفي لكن بدون تحديد موعد لها.
وقال المصدر ان الطرفين لم يتمكنا من تحديد موعد في 2017 ويبحثان حاليا مواعيد في العام 2018.وسرت تكهنات بان الرئيس الاميركي يسعى الى تأجيل الزيارة التي تشمل مراسم عدة بينها عشاء مع الملكة اليزابيث الثانية وسط مخاوف من حصول تظاهرات احتجاج ايضا على رئاسته.كما طرحت تساؤلات ايضا حول الزيارة بعدما لم تأت الملكة اليزابيث الثانية في خطابها السنوي امام البرلمان في جوان على ذكرها بينما جرت العادة ان تذكر الملكة زيارات الدولة المرتقبة.
لكن ترامب اكد خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ اثناء لقائه مع ماي انه سيزور بريطانيا قائلا انه «سيتوجه الى لندن». وردا على سؤال عن موعدها قال «نعمل على تحديد ذلك».
ودعا زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن وحزب الليبراليين الديموقراطيين والحزب القومي الاسكتلندي الى الغاء زيارة الدولة، وكذلك بعض الاعضاء من حزب المحافظين برئاسة ماي.وسبق ان اعلن رئيس مجلس العموم انه «يعارض بشدة» السماح لدونالد ترامب بان يلقي خطابا امام اعضاء البرلمان خلال زيارة الدولة المزمعة.ووقع اكثر من 160 نائبا من اصل 650 في البرلمان مذكرة برلمانية تعارض القاء ترامب خطابا بسبب حظر السفر الذي اقره ومواقفه من التعذيب والنساء.
والقاء خطاب امام مجلسي العموم واللوردات يعتبر محطة رئيسية في زيارات الدولة الى بريطانيا كما حصل خلال زيارة الرئيس السابق باراك اوباما في 2011.
ووقع اكثر من 1,8 مليون شخص عريضة الكترونية ايضا تدعو الى الغاء زيارة ترامب لانها «قد تسبب إحراجا» للملكة.