الانتخابات التمهيدية لليسار الفرنسي: تقدّم مرشح الشباب «بونوا هامون» على «مانويل فالس»

على خلاف ما كان متوقعا من عمليات سبر الآراء، نجح بونوا هامون رئيس الشباب الاشتراكي الأسبق و الوزير السابق في حكومة فرنسوا هولاند في تصدر الدور الأول للانتخابات التمهيدية بحصوله على 35،36 % من الأصوات أمام مانويل فالس الذي حصد 11،31 %.

و سوف يشاركان الأحد المقبل في التصفيات النهائية لتعيين مرشح الأغلبية الحاكمة اليوم للإنتخابات الرئاسية الفرنسية المبرمجة لشهر ماي القادم. و لم تعط جولات النقاش الثلاث بين المرشحين السبعة صورة واضحة عن المرشح للرئاسية الأقدر بل شاركت في الحوار الساخن الدائر داخل الحزب الإشتراكي المنقسم ين ليبراليين ويساريين في موضوع توجه الحزب القادم بعد تنحي الرئيس هولاند.

7 مرشحين و 3 جولات من النقاش التلفزيوني الأسبوع الماضي أقنعت مليون و سبع مائة ألف ناخب فقط للمشاركة في الإنتخابات بعد أن كانوا 5،2 مليونا في تمهيديات 2012. مقارنة مع أحزاب اليمين و الوسط، 5،4 مليون ناخب شاركوا هذه السنة في اختيار مرشحهم رئيس الحكومة الأسبق فرنسوا فيون. بعد ولاية فرنسوا هولاند خسر الحزب الحاكم قرابة مليون ناخب من مناصريه ومسانديه. وهو مؤشر آخر على تقهقر الحزب الاشتراكي و تراجع اليسار الفرنسي أمام تقدم فصائل اليمين في الانتخابات التمهيدية و في كل استطلاعات الرأي المتعلقة بالانتخابات الرئاسية.

كان الوزير السابق أرنو مونتبور مرشحا قويا للمنافسة على الأدوار الأولى لكنه فشل في تقديم برنامج يضاهي برنامج بونوا هامون الذي نجح في استقطاب يساريي الحزب ومساندي الخضر والفكر الإيكولوجي. و فشل كذلك وزير التعليم السابق فانسون بيون، الذي قرر دخول السباق إثر تنحي هولاند. ولم يفلح في إعطاء توجهه السياسي الديمقراطي الإجتماعي نظرة واضحة مصحوبة بمشاريع تغير موازين القوى داخل الحزب لصالحه.

وجهان للفكر اليساري
مانويل فالس من ناحية وبونوا هامون من ناحية أخرى يمثلان وجهين للحزب الاشتراكي الفرنسي الذي تصدع في السنوات الماضية قبل أن يحصل شرخ داخله جراء القرارات الليبرالية التي تخدم الأعراف و تمس من مكتسبات الشغالين التقليدية. و تكونت مجموعة من النواب و السياسيين اعتبرهم الحزب «منتفضين» داخله و داخل البرلمان ضد حكومة مانويل فالس. و عاش الرأي العام الفرنسي على وقع المناوشات و الصراعات بين الحكومة و قوى «المنتفضين». وهو ما أربك الرأي العام اليساري و أدخله في حيرة.
المفاجأة في النتائج هي فشل مانويل فالس في إقناع الناخبين بعد أن ترأس الحكومة و فرض توجهاته على البرلمان في عديد المناسبات. و حسب التصريحات الأولية إثر الإعلان عن النتائج يصبح بونوا هامون المرشح الأكثر حظا للفوز يوم الأحد القادم بعد أن أعلن عن نيته مساندته و طالب المناضلين الذين صوتوا لصالحه (بنسبة 52،17 %) أن يساندوا هامون. ثم حصل هامون على مساندة زعيمتين أساسيتين في اليسار مارتين أوبري و كريستيان طوبيرا. وهو ما يجعل المهمة أصعب على مانويل فالس.

إنسحاب الحزب الاشتراكي من السباق
أشارت آخر استطلاعات الرأي التي قامت بها مؤسسة إيبسوس أن مرشح الحزب الاشتراكي يأتي في المرتبة الخامسة في الدور الأول من الانتخابات بعد مارين لوبان (27 %) و فرنسوا فيون (26 %) وإمانويل ماكرون (20 %) المنشق عن الحزب الإشتراكي، و اليساري جون لوك ميلونشون (13 %). مرشحون آخرون أعلنوا عن ترشحهم وهو ما يعقد مهمة المرشح الإشتراكي.
في كل الحالات، سوف تكون الأسابيع القادمة مشحونة بالصراعات والإنقلابات خاصة بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي تقدم مارين لوبان، زعيمة الجبهة الوطنية المتطرفة، وانقسام اليسار إلى عدة عائلات . نجاح بونوا هامون المرتقب الأحد القادم لن يغير شيئا في التوازنات الحالية لأنه ينطلق من 8 % من الأصوات المتوقعة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115