تسعة مرشحين للانتخابات التمهيدية لليسار في فرنسا: مانويل فالس وأرنو مونتبور في الصدارة

انقضت مهلة الترشح للانتخابات التمهيدية لليسار بتقدم تسع شخصيات من أحزاب اليسار الملتفة حول الحزب الاشتراكي الفرنسي التي وافقت على المشاركة في التصفيات. بعد انتخاب فرنسوا فيون كمرشح لليمين الجمهوري، ينظم الحزب الحاكم انتخابات يومي 22 و29 جانفي المقبل

لاختيار الشخصية التي تمثلهم في الانتخابات الرئاسية لشهر ماي 2017 .

بعد القرار المفاجئ للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عدم الترشح لولاية ثانية، قرر الوزير الأول السابق مانويل فالس الاستقالة من رئاسة الحكومة لخوض معركة الانتخابات التمهيدية. وسوف ينافسه عدد من شخصيات حزبه مثل أرنو مونتبور وبونوا هامون اللذين يمثلان يسار الحزب وكذلك وزير التربية الأسبق فنسون بيون وجيرار فيلوش عضو المكتب الوطني للحزب والشاب فابيان فرديي عضو المجلس الوطني. كل هذه الشخصيات سوف تتنافس مع شخصيات من أحزاب أخرى متحالفة مع الحزب الإشتراكي وهي الوزيرة السابقة سيلفيا بينال عن حزب الراديكاليين اليساريين وجون لوك بنهامياس عن الجبهة الديمقراطية وفرنسوا دي روجي عن الحزب الإيكولوجي .

انقسامات الحزب الاشتراكي
كان الحزب الإشتراكي الفرنسي أول من أسس بنجاح للانتخابات التمهيدية عام 2011 والتي رشحت الرئيس الحالي فرنسوا هولاند. وأعطى نجاح التمهيدية قوة لمرشح اليسار ليفرض نفسه ويحصل على ثقة الناخبين. لكن ذلك الرصيد تبدد و آل إلى انسحاب الرئيس هولاند من السباق بعد أن انقسم الحزب الاشتراكي إلى كيانات سياسية متناحرة لا يجمع بينها إلا مبنى الحزب. فكل المرشحين الحاليين يختلفون في تقييماتهم ومقترحاتهم وتحالفاتهم الإستراتيجية وكأنهم لا ينتمون لحزب واحد.
منوال فالس الذي يمثل التوجه الاشتراكي الليبرالي لاقى معارضة من قبل بعض الشخصيات والعائلات الفكرية الاشتراكية المتمسكة بالتوجه اليساري التقليدي ومنهم مونتبور وهامون وهم وزراء في حكومته تم عزلهم وهم اليوم ينافسونه في الانتخابات التمهيدية. وتشكل هذه المناسبة سلسلة جديدة من الصراعات الداخلية في الحزب بعد أن أسس هامون ومونتبور والمرشح الثالث فانسون بيون الحزب الإشتراكي الجديد بعد هزيمة ماي 2002 دون أن يتمكن الثلاثي من فرضه على الساحة السياسية كبديل للحزب الإشتراكي. انقسامات جوهرية في التوجه تتوج حملة «المتمردين» في صلب النواب في البرلمان الذين عارضوا بحدة سياسات مانويل فالس الليبرالية.

و يعكس هذا الاستقطاب حالة عجز الحزب الاشتراكي على تطوير آليات سياسية موحدة تمكن الحزب من بلورة إستراتيجية و سياسات بديلة في حين يتقدم الخضر و الإيكولوجيون بسياسة بديلة لا ترتقي إلى مستوى سياسة الدولة. لذا لن يكون لباقي المرشحين فرصة للفوز بالتمهيدية. بل ترشحهم يعكس الانقسام الذي أصبح عليه اليسار في فرنسا التشرذم بين فصائل و مجموعات وعائلات فكرية وطموحات شخصية لا يكاد يربط بينها شيء.

إمكانية انسحاب اليسار من المشهد السياسي
تسع شخصيات تتنافس من أجل مقعد واحد هو نفسه سوف يجد صعوبة في منافسة مرشحي اليمين الجمهوري وأقصى اليمين وكذلك المرشحين اليساريين الذي قرروا عدم الدخول في التصفيات. إثنان منهم يشكلان خطرا حقيقيا على مرشح الحزب الإشتراكي هما جون لوك ميلونشون زعيم الجبهة الشعبية وإمانويل مكرون رئيس حركة «إلى الأمام». و كالعادة سوف يتقدم للانتخابات بعض الشخصيات الأخرى من أقصى اليسار. هكذا تكتمل الصورة التي، حسب استطلاعات الرأي اليوم، تشير إلى عدم قدرة مرشحي اليسار الفرنسي على الوصول إلى الدور الثاني من الإنتخابات الرئاسية القادمة. وهو ما يبشر بتكرار واقعة أفريل 2002 التي شهدت الوزير الأول الإشتراكي ليونيل جوسبان ينسحب لفائدة جون ماري لوبان في سباق 2002.
إدارة الحزب الاشتراكي الحالية منكبة على هذا الموضوع وهي تضع خططا وإجراءات لتوسيع قاعدة الحزب لتفادي الكارثة بالرغم من - و بسبب - تراجع الحزب ومرشحيه إلى نسبة 10 % من الأصوات المساندة في الرأي العام. هذا السيناريو المرتقب جعل بعض الشخصيات التاريخية تنادي بإعادة ترتيب الدار الإشتراكية وبلورة مشروع سياسي جديد يفضي إلى التخلي عن الإسم الحالي للحزب وهو مشروع قد فكر فيه الرئيس فرنسوا هولاند دون الشروع في تطبيقه.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115