ذكرت مصادر عسكرية أن دبابات تركية ومعارضين سوريين مدعومين من تركيا دخلوا شمال سوريا لطرد تنظيم «داعش» الارهابي من بلدة جرابلس الحدودية. وتناقلت وسائل إعلام وجود ست دبابات تركية داخل سوريا.
قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن العملية تستهدف تنظيم «داعش» الارهابي وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري الذي أثارت مكاسبه في شمال سوريا قلق تركيا. وتعتبر تركيا حزب الاتحاد الديمقراطي امتدادا للأكراد الذين يقاتلون على أراضيها مما يجعلها على خلاف مع واشنطن التي ترى الحزب حليفا في قتال تنظيم «داعش» الارهابي.
قال إردوغان في كلمة ألقاها في أنقرة « بدأت عملية في شمال سوريا ضد جماعات إرهابية تهدد بلادنا باستمرار مثل التنظيم الارهابي (داعش) وحزب الاتحاد الديمقراطي.» ووصل جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي إلى تركيا بعد بضع ساعات من بدء العملية في زيارة مقررة ليصبح أكبر مسؤول أمريكي يزور تركيا منذ أن هزت محاولة انقلاب يوم 15 جويلية الثقة في قدرة تركيا على تصعيد قتالها ضد تنظيم «داعش»الارهابي. وقال جو بايدن إن الولايات المتحدة تتعاون مع تركيا في تقييم الأدلة ضد رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن الذي تريد أنقرة تسلمه بعد محاولة انقلاب لكنه شدد على ضرورة الوفاء بالمعايير القانونية.
«درع الفرات»
عملية «درع الفرات» هي أول عملية عسكرية ضخمة تنفذها تركيا منذ محاولة الانقلاب. وقال مسؤول بارز بالحكومة الأمريكية إن الولايات المتحدة تريد مساعدة تركيا في إبعاد التنظيم الارهابي «داعش» عن حدودها وإنها توفر غطاء جويا وتنسق مع الأتراك في خططهم بشأن جرابلس. وقال إن القصف يصيب التنظيم الارهابي وليس القوات الكردية.
بدأ الجيش التركي في إطلاق نيران المدفعية وشنت طائرات حربية تركية وأمريكية ضربات جوية على أهداف لـ»داعش».وهذه المرة الأولى التي تقصف فيها طائرات حربية تركية أهدافا في سوريا منذ نوفمبر عندما أسقطت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي طائرة روسية قرب الحدود كما أنها أول توغل كبير معلن للقوات الخاصة التركية منذ عملية قصيرة في فيفري 2015 لنقل ضريح سليمان شاه جد مؤسس الإمبراطورية العثمانية.
تأمل تركيا والولايات المتحدة أن يؤدي القضاء على أي وجود للتنظيم على الحدود إلى حرمانه من طريق تهريب يسلكه المقاتلون الأجانب للانضمام إلى صفوفه ويزيد الأموال في خزائن الدولة الإسلامية نتيجة التجارة غير المشروعة.
تأتي العملية بعد 5 أيام من هجوم انتحاري يعتقد أن له صلة بالتنظيم الارهابي أسفر عن مقتل 54 شخصا في حفل زفاف في مدينة غازي عنتاب في جنوب شرق البلاد.وهي بالنسبة لتركيا تعد استباقا لأي محاولة من جانب المقاتلين من أكراد سوريا للسيطرة على جرابلس.
سيطر المقاتلون الأكراد على مساحات كبيرة منذ بدء الحرب السورية عام 2011 وأعلنت تركيا منذ فترة نهر الفرات الذي يمر إلى الشرق مباشرة من جرابلس خطا احمر لا تريدهم أن يتجاوزوه. وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو امس الأربعاء إن المقاتلين الأكراد السوريين يجب أن يعودوا إلى شرقي نهر الفرات وإلا فعلت تركيا «ما هو لازم».
المعارضة السورية تشيد
من جانبه رحب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المتواجد في إسطنبول، بما وصفه بـ»الدعم الذي تقدمه تركيا والتحالف» للعملية العسكرية التي تقوم بها قوات الجيش السوري الحر في مدينة جرابلس المتاخمة للحدود مع تركيا، وذلك بهدف طرد تنظيم «داعش» الارهابي منها.
وقال الائتلاف في بيان له أن التواجد العسكري للتحالف مؤقت ومحدود لأهداف المساندة اللوجستية والدعم، وأن مقاتلي الجيش الحر هم من يتولون العمليات القتالية الميدانية.
«خرقا سافرا» لسيادة البلاد
في السياق ذاته ذكر التلفزيون الرسمي السوري أن وزارة الخارجية السورية أدانت التوغل العسكري التركي في بلدة سورية يسيطر عليها تنظيم «داعش» الارهابي قرب الحدود باعتباره «خرقا سافرا» لسيادة سوريا.
وأضافت الوزارة «محاربة الإرهاب على الأراضي السورية من أي طرف كان يجب أن تتم من خلال التنسيق مع الحكومة السورية والجيش العربي السوري الذي يخوض هذه المعارك منذ أكثر من خمس سنوات.