انطلقت حملة التضامن بنداء الأب روجي، أسقف الكنيسة التي وقع فيها الإعتداء، للمسيحيين بتنظيم يوم صلاة و صوم يوم الجمعة 29 جويلية ترحما على الأب همل. ودعا المسيحيين لمشاركة المسلمين صلاتهم في الجوامع والمساجد الفرنسية يوم الجمعة. وقرر إثر ذلك كبير أحبار اليهود حيم كورسيا الانضمام إلى تلك التظاهرة والمشاركة بصفته الشخصية. و تلاه أنور كبيبش رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الذي قال إن يوم الجمعة «هو فرصة للتعبير عن تضامننا و تقديم تعازينا و مشاعرنا لمواطنينا من الديانة الكاثوليكية.» وفي خطوة غير مسبوقة دعا أنور كبيبش الأئمة والوعاظ والمؤمنين بالمشاركة، في كنائس فرنسا، في القداس المسيحي يوم الأحد للتعبير عن تضامن مسلمي فرنسا مع إخوانهم المسيحيين.
وشوهدت أعداد من المسلمين انتقلوا إلى الكنائس في مختلف جهات فرنسا لمشاركة المسيحيين حزنهم إثر اغتيال الأب همل. وإن لم ينتظر الأساقفة الفرنسيون مثل هذا الإجراء فإنهم رحبوا به جميعا. وسجلت عدسات الكاميروات في كل البلاد مشاهد التقارب و التآزر بين المصلين من الديانتين. وهو تحول نوعي في العلاقة بين المسؤولين على الديانات في فرنسا يبرهن لأول مرة على تقارب، ولو محتشم، بين رواد دور العبادة.
المشهد الذي شد الرأي العام هو ما حدث في كنيسة الفاجعة بمدينة «سان إتيان دي روفري» حيث انتقل 100 مسلم ،من بينهم أئمة ومسؤولون عن جمعيات إسلامية فرنسية، إلى الكنيسة للمشاركة في القداس وتقديم التعازي. و كانت فرصة رمزية لتوحيد الصفوف أمام الإرهاب والعمل على عدم الخلط بين الإسلام والإرهاب في حين تكاثرت في الآونة الأخيرة التصريحات المعادية للإسلام والتحركات العنصرية التي سجلت في بعض المدن.
موقف ملحوظ للبابا فرنسيس
من ناحيته عرج البابا فرنسيس، الذي كان يقود قداس الأحد في الملتقى الدولي للشباب المسيحي الذي تنظمه مدينة كراكوفيا، عن الجريمة الإرهابية قائلا «ليس من العدل، أن نقول إن الإسلام هو الإرهاب». وأضاف أمام الشباب المسيحي : «إن لزم الأمر أن نتحدث عن عنف إسلامي وجب أيضا أن نتحدث عن عنف مسيحي. في جل الديانات هنالك مجموعات صغيرة من الأصوليين. ولنا نحن أيضا مثل هذه المجموعات.» وأقر البابا أن ما يدفع بالشباب الى العنف هو نابع من المجتمع الذي يعيشون فيه. بالنسبة اليه الإرهاب «يترعرع عندما يؤله المال، عندما لا توجد أي طريقة أخرى». وأضاف في تفسيره ظاهرة الإرهاب قائلا.» كم من بين شبابنا الأوروبي تركنا بدون أمل، بدون شغل؟ عندها يتحولون لتعاطي المخدرات و المواد الكحولية ويدخلون في صفوف الجماعات الأصولية». سبق و أن صرح البابا أن العالم في حرب و لكنه صحح الفكرة قائلا «ليست حربا دينية». و ها هو يقدم خلاصة ما يعتقده، وهو ما عرف عن البابا عندما كان يقيم قداسه في الأرجنتين من قرب للطبقات الشعبية الضعيفة و تضامن معها ضد المحتكرين والمتغولين من النظام الرأسمالي. وها هو يعيد الكرة هذه المرة بمناسبة مقاومة ظاهرة الإرهاب مخالفا ما سارت عليه العادة في الفاتيكان.
صوت الطاهر بن جلون
في نفس الظروف أطلق الكاتب المغربي الفرنسي الطاهر بن جلون، الحائز على جائزة غونكور و عضو نفس الأكاديمية، صيحة فزع في جريدة لوموند ليوم 29 جويلية مطالبا فيها المسلمين بالعمل من....