للضحايا المدنيين في الصومال منذ 2017، وذلك خصوصا بسبب تزايد هجمات حركة الشباب الإرهابية.
فالبلد الواقع في منطقة القرن الإفريقي، بالإضافة إلى الجفاف الحاد الذي يواجهه، يشهد تزايدا في الهجمات في خضم "حرب شاملة" تشنّها القوات الحكومية ومليشيات متحالفة معها ضد الحركة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وجاء في تقرير قدّمه الأمين العام إلى مجلس الأمن الدولي أن "الهجمات المستمرة التي تشنّها حركة الشباب والتي نجمت عنها انتهاكات لحقوق الإنسان وأعمال عنف على صلة بالنزاع وارتفاع حاد في أعداد الضحايا المدنيين، تثير القلق".
وقال غوتيريش إن خلال الفترة التي تناولها التقرير والممتدة من أواخر أوت 2022 وحتى أوائل فيفري، سجّلت بعثة الأمم المتحدة في الصومال قفزة بلغت نسبتها 153 بالمئة في حصيلة الضحايا المدنيين التي بلغت 1059 ضحية، من بين هؤلاء 382 قتيلا، سقطوا بغالبيتهم في هجمات نُسبت إلى حركة الشباب.وتابع غوتيريش "الزيادة في أعداد الضحايا تجعل من 2022 العام الأكثر دموية للمدنيين في الصومال منذ 2017".
في الأشهر الأخيرة استعاد الجيش الصومالي ومليشيات من العشائر المحلية مناطق عدة من حركة الشباب في عملية نفّذت بإسناد من القوات الأميركية التي شنّت غارات جوية وبمؤازرة قوة من الاتحاد الإفريقي.
لكن الحركة التي تخوض منذ نحو 15 عاما تمردا عنيفا ضد الحكومة المركزية الضعيفة، لا تزال تسيطر على مناطق ريفية وتواصل تنفيذ ضربات انتقامية.
ففي 29 أكتوبر 2022 انفجرت سيارتان مفخّختان في مقديشو وأسفرتا عن سقوط 121 قتيلا و333 جريحا في أعنف هجوم منذ خمس سنوات في هذا البلد الواقع في منطقة القرن الإفريقي.
لكن غوتيريش حضّ السلطات الصومالية على الحرص على عدم انتهاك تدابيرها "لمكافحة الإرهاب" حرية التعبير، وأعرب عن "قلقه البالغ" إزاء توقيفات تعسّفية لصحافيين وعاملين في وسائل إعلام.
وقال الأمين العام إن النزاع الدائر وانعدام الأمن هجّرا أكثر من 600 ألف شخص من منازلهم العام الماضي و"لا يزالان يشكلان عائقين كبيرين أمام العمليات الإنسانية".
وتسبب الجفاف الحاد الذي يضرب منطقة القرن الإفريقي بنزوح 1,3 مليون شخص إضافيين، 80 بالمئة منهم من النساء والأطفال.
وقال غوتيريش إن على الرغم من عدم بلوغ مستويات المجاعة، سيحتاج 8,3 ملايين شخص، أي أكثر من نصف عدد سكان الصومال، لمساعدات إنسانية هذا العام.