قرب العاصمة الفرنسية باريس عن 75 عاما، وتوجه القيادة الفلسطينية أصابع الاتهام الى «إسرائيل» بدسّ السم له .
واقترن اسم ياسر عرفات بمحطات هامة في تاريخ القضية الفلسطينية فقد ولد الزعيم الفلسطيني الراحل في القدس في 4 اوت 1929، وانطلقت مسيرته السياسية بانتخابه عام 1952، رئيسا لاتحاد الطلاب الفلسطينيين في العاصمة المصرية القاهرة، ثم أسس مع عدد من رفاقه حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» في أكتوبر 1959.
وأعلن رسميا عن انطلاق الحركة مطلع جانفي 1965، غداة تنفيذ أول عملياتها المسلحة، حين فجر عناصرها نفقا داخل إسرائيل مما أصاب جنديين إسرائيليين بجراح.
وسطع نجم عرفات، عقب انتخابه في 3 فيفري 1969، رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي أعلنت أنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
وأسس عرفات قواعد لحركة «فتح» في الأردن، لكن تواجده هناك لم يستمر حيث غادرها عام 1971، متوجها إلى لبنان وذلك بسبب اندلاع القتال بين قواته والجيش الأردني.
وفي لبنان أسس عرفات مقر قيادته في بيروت الغربية و»قواعد» في الجنوب اللبناني. وبعد الاجتياح الإسرائيلي، أُجبرت القيادة الفلسطينية بزعامة عرفات، على مغادرة بيروت إلى تونس مع عدد كبير من جنودها، بينما غادر آلاف المقاتلين الآخرين إلى شتى البلدان العربية.
وقد نادي الزعيم الراحل بإقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967، وهي الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة، مع الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود. وشكلت اتفاقيات اوسلو مفترقا صعبا للقضية الفلسطينية... هذا الاتفاق الذي أثار جدلا واسعا وانقساما كبيرا في الجسم الفلسطيني .
مثل مطلع جويلية من عام 1994، تاريخا هاما وهو عودة الرئيس عرفات مع أفراد القيادة الفلسطينية، إلى قطاع غزة. وفي 29 مارس 2002، حاصرت قوات الاحتلال «الإسرائيلية» عرفات داخل مقره بالمقاطعة مع 480 من مرافقيه ورجال الشرطة الفلسطينية. وقد تدخل الرئيس الفرنسي حينها، جاك شيراك. ورسميا، أعلنت السلطة الفلسطينية، في 11 نوفمبر 2004 عن وفاة عرفات.
ودُفن الزعيم الفلسطيني، في مقر المقاطعة برام الله، بعد أن رفضت «إسرائيل» أن يُدفن في مسقط رأسه القدس كما كانت رغبته قبل وفاته.
وكشف معهد «لوزان السويسري» للتحاليل الإشعاعية في تحقيق بثته قناة «الجزيرة» القطرية عام 2012، وجود «بولونيوم مشع» في رفات عرفات، وسط تقديرات بأنه مات مسموما بهذه المادة.
وتأتي اليوم ذكرى رحيل عرفات لتكون مناسبة لحفظ ارث الرجل الذي ضحى من أجل فلسطين ومن أجل حلم العودة وحلم اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. ولعل اتفاق المصالحة الفلسطيني في الجزائر يعيد الأمل للجسم الفلسطيني المنهك بالجروح بأن يلتئم مجددا ويتوحد الفلسطينيون في المعركة المتواصلة ضدّ الاحتلال الصهيوني.