مؤتمر المناخ «كوب 27» ينطلق يوم غد في مصر: مساع دولية لإحداث نقطة تحول جذرية في جهود المناخ الدولية

تحتضن مصر اليوم الأحد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ ‘’كوب 27» تحت شعار ‘’قمة التنفيذ’’ بمشاركة 197 دولة وحضور قادة العالم ووفود هامة ومنظمات دولية

وأممية كبرى لبحث المعضلة التي تتهدّد البشرية وهي معضلة التغيرات المناخية وتأثيراتها القريبة والبعيدة على العالم. ويُراهن زعماء العالم على هذه القمة لبحث آليات مجابهة التغيرات المناخية وإمكانيّة وضع استراتيجيات مشتركة بين الأطراف الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة للمناخ .
قمة المناخ قمة عالمية لمواجهة الجفاف والهجرة والتغيرات التي تهدّد كرتنا الأرضية. وشارك في قمة المناخ الأخيرة في بولونيا نحو 200 دولة. وتمّ الاتفاق خلالها على قواعد تطبيق اتفاقية المناخ المبرمة في باريس عام 2015 لمواجهة تغير المناخ. وتم عقد قمة العام الماضي 2021 في مدينة غلاسكو ببريطانيا، وقد تاجلت قمة 2020 بسبب جائحة كورونا، وستستضيف النسخة الـ28 من قمة المناخ العالمية دولة الإمارات في العام المقبل 2023.
تحتضن مدينة شرم الشيخ المصرية يوم غد 6 نوفمبر على امتداد أسبوعين قمة الأمم المتحدة للمناخ أو ما يعرف بـ«كوب 27» في وقت يواجه فيه العالم إحدى أكثر التحديات خطورة في تاريخ البشرية وهي التغيرات المناخية المتسارعة وتأثيراتها القريبة والبعيدة . وتستضيف مصر بداية من 6 نوفمبر المقبل إلى الـ18 من نفس الشهر القمة التي يتطلع إليها العالم بمشاركة قادة وزعماء الدول ووفود رفيعة المستوى ومختصين في مجال البيئة من كافة القارات وذلك بهدف بحث أهم الملفات التي تثير فزع العالم في هذه الآونة وهي معضلة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية المتسارعة وسبل مجابهتها.
معضلات مطروحة
وتأتي قمة المناخ التي تحتضنها مصر هذا العام لمعالجة معضلة المناخ وبحث إرساء آليات مشتركة لمواجهة هذا الواقع الخطير الذي يواجهه العالم . هذا المؤتمر جانب من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغيّر المناخي، وهي ‘’معاهدة دولية وقّعتها معظم دول العالم بهدف الحدّ من تأثير النشاط البشري على المناخ».
قد في العام الماضي النسخة 26 من الحدث في مدينة ‘’غلاسكو’’ بالمملكة المتحدة ، ورغم الاتفاق الصادر عنها إلاّ أنّ البعض اعتبر ان الالتزام ببنود الإعلان الصادر عن القمة آنذاك يستوجب الكثير من الوقت . إذ توصّل المشاركون لاتفاق يهدف لتقليل حجم المخاطر البيئية التي يتعرض لها كوكب الأرض.ووفق شعار القمة الحالية هذا العام من المنتظر أن تكون القمة تنفيذية بالأساس للمخرجات التي تمّ التوافق حولها في قمّة «غلاسكو» بالمملكة المتحدة العام الماضي.
ووفق بعض التقارير فإنّ الاتفاقية كانت هي الأولى من نوعها وتنصّ صراحة على ‘’تقليل استخدام الفحم الذي يتسبب في زيادة الانبعاثات الغازية في الغلاف الجوي’’.كما تنصّ الاتفاقية على «العمل على تقليل معدل الانبعاثات الغازية وتوفير دعم مالي للدول النامية للتكيف مع تبعات التغيّر المناخي الذي يشهده كوكب الأرض». وتعهدت الدول المشاركة بالعودة إلى الاجتماع هذا العام، للاتفاق على ‘’زيادة نسبة تخفيض معدلات انبعاثات غازات الدفيئة وثاني أكسيد الكربون، بما يتماشى مع تقليل معدل زيادة درجة حرارة الكوكب إلى أقل من 1.5 درجة مائوية».
آمال وانتظارات
ويأمل مراقبون في أن تحمل قمّة المناخ المُرتقبة توافقات جدية لمجابهة هذه الكارثة التي تتهدّد البشريّة والتي تتزامن مع ما يشهده العالم من حروب وتصعيد عسكري في جبهة روسيا وأوكرانيا وما تحمله من تأثيرات اقتصادية وسياسية على دول العالم. مع العلم أن كوب 28 ستحتضنها الإمارات العربية المتحدة العام المقبل.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش أنّ انبعاثات الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري آخذة في التزايد بشكل غير مسبوق، وأنّ الوقت قد حان «لتسوية على مستوى الكم» بين البلدان المتقدّمة الغنيّة التي تسبّبت في معظم الغازات المسببة للاحتباس الحراري، والاقتصاديات الناشئة التي غالبا ما تشعر بأسوأ آثار تلك الانبعاثات. وقال غوتيريش إنّ قمّة «كوب 27» في مصر «يجب أن تكون المكان المناسب للتحرك (والتصرف) بشأن الخسائر والأضرار».
ووفق خبراء فإنّ الأعوام الأخيرة شهدت نسقا متصاعدا سواء فيما يتعلق بدرجات الحرارة أو بالكوارث الطبيعية والجفاف والزلازل والعواصف والأعاصير وغيرها من الكوارث التي لا تستطيع الحكومات مجابهتها . وتعد الدول النامية من أكثر الدول المعنية بمخاطر التغيرات المناخية مثل الفيضانات والجفاف وحرائق الغابات. إذ يؤكد مراقبون أن احتضان مصر كدولة عربية افريقية لمثل هذا الحدث الهام يضمن مناقشة باحتياجات هذه الدول كنقطة محورية في قمة هذا العام.
وستعمل مصر في سياق القمة التي تحتضنها على دفع الدول الغربية نحو الالتزام وتنفيذ تعهداتها في المؤتمرات السابقة على غرار اتفاقية «باريس» و»كوبنهاغن»و»غلاكسو» وغيرها من الاجتماعات التي تُعنى بقضايا المناخ ، حيث تعهد الموقعون آنذاك بضخ مليارات الدولارات لمساعدة البلدان الفقيرة على التعامل مع تأثير تغير المناخ.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115