لبنان يبدأ التفاوض مع قبرص بشأن الحدود البحرية

بدأ لبنان رسميا بالتفاوض من أجل ترسيم الحدود البحرية مع قبرص. جاء ذلك خلال لقاء الرئيس اللبناني ميشال عون مع وفد قبرصي،

ضم الموفد الرئاسي الخاص د تاسوس تزيونيس، وسفير قبرص في لبنان السفير بانايوتيس كيرياكو ، و ماريا بيليكو من مكتب محاماة الدولة القبرصية، و انجليكي ماتيو، و يورغوس كوكوسيس من وزارة الخارجية، وذلك بحسب بيان صادر عن رئاسة الجمهورية.
وقال عون خلال استقباله لوفد الجمهورية القبرصية «إن الهدف من اللقاء اليوم هو الاتفاق على معالجة الموضوع العالق في رسم الحدود البحرية بعدما انتهينا من رسم الحدود البحرية الجنوبية».
وأضاف «بين لبنان وقبرص، لا حاجة لوجود وسيط لأننا بلدان متجاوران وصديقان، وهذا ما يجعل مهمتنا سهلة في إزالة الالتباسات الناشئة».
وتم خلال اللقاء عرض الواقع القائم حالياً على الحدود البحرية مع قبرص، والأسس التي سيتم التفاوض بشأنها بين الجانبين اللبناني والقبرصي.
وقال بو صعب بعد اللقاء « استقبلنا اليوم وفداً من قبرص تمت فيه مناقشة النقاط التي كانت عالقة بين البلدين.وهذه النقاط شهدت اختلافا في وجهات النظر في السابق، وتم توقيع اتفاقية تنفذ بسبب وجود خلاف بين الجانبين على اعتماد النقطتين 1 او 23، ولأنه لم يتم اخذ المرسوم الذي اودعناه لدى الأمم المتحدة في الاعتبار».

وأضاف « اليوم، وبعد التفاهم على النقطة 23 جنوباً، تم تحديد الموعد في نهاية الأسبوع لوجود رغبة من الطرفين في إنهاء الملف وتثبيت النقطة 23، وهناك وزارات معنية في الملف».
وتابع «توافقنا مع الجهة القبرصية على عدم تحديد الحدود من جهة واحدة، وطلبنا التواصل مع الأصدقاء في سوريا ولن نرسّم النقطة وتحديدها مع قبرص قبل التواصل والتفاهم مع سوريا».
وأعلن أن « هناك نقطة عالقة مع الجانب القبرصي لأنها لم تحسم مع الجانب السوري وهي النقطة 7 شمالاً. ولكن سوريا لم تتعامل معنا من باب الصداقة عندما ألغت الموعد»، في إشارة إلى إلغاء موعد لوفد لبناني في سوريا كان مقرراً قبل يومين لإجراء لقاءات مع كبار المسؤولين في سوريا لمناقشة الترسيم البحري بين البلدين الشقيقين.

من جهته، قال تزيونيس متحدثاً باسم الوفد القبرصي « ستتواصل النقاشات، نحن متفائلون جداً أنه بعد انتهاء العمل التقني الذي سنواصله سنسوي كل مسائل الترسيم البحري، وهو أمر ليس صعباً، والتوقيت مناسب جداً، وهذا ما يحتاجه بلدانا اللذان اطلقا العمل للتنقيب في البحر، ويحتاجان إلى المزيد من الاستثمارات».

وأضاف « كان لنا نقاش ودي وبناء جدا حول الحدود والترسيم البحري». وأعرب عن أمله أن « نتوصل إلى اتفاقات جديدة من شأنها تسهيل التعاون بيننا بشكل أكبر. ليس هناك من مشكلة بين لبنان وقبرص لا يمكن حلها بسهولة».

واكد الرئيس اللبناني ميشال عون، إن إسرائيل اعتادت أن تأخذ من العرب ولكن بالنسبة إلى الترسيم الحدودي البحري جنوب لبنان «نحن «أخذنا منها، معتبرا أنه لا يمكن عدم تنفيذ الاتفاق حول الترسيم. وجاء تصريح عون خلال لقاءات وداع قبل يومين من مغادرته قصر بعبدا يوم الأحد المقبل، بحسب بيان صادر عن رئاسة الجمهورية. وقال عون « إسرائيل اعتادت أن تأخذ من العرب، إنما هذه المرة نحن الذين أخذنا منها. فحقل قانا بات لنا بالكامل علماً أن امتداده يتخطى الحدود اللبنانية، ويجب بالتالي وفق القانون الدولي، تقاسم ثرواته. ولكننا حصلنا على كامل ما يتضمنه هذا الحقل حتى في القسم الواقع خارج حدودنا، وهو ما اعدناه بعد أن نعى الجميع الخط 23».. وردا على سؤال عمن يضمن تنفيذ الترسيم الحدودي قال الرئيس اللبناني «بالنسبة إلى الترسيم الحدودي البحري، لا يمكن عدم تنفيذه، خصوصاً بعد الذي رأيناه من تجاوب سريع وفاعل للأمريكيين والفرنسيين، كما أننا تلقينا التهاني من كل دول العالم الذين كانوا يعتبرون أنه من المستحيل التوصل الى تفاهم في ما يتعلق بمسائل تخص لبنان وإسرائيل». وعن مدى تأثير انجاز ترسيم الحدود البحرية الجنوبية على تعزيز السلام الداخلي والإقليمي، أكد الرئيس اللبناني أن « استقرار الوضع الداخلي تعزز من خلال فرض الأمن وتحرير الجرود من الإرهاب، أما السلام الاقتصادي سيتعزز ايضاً من خلال مصلحة الطرفين بالهدوء والاستقرار». وأعلن أن « فكرة السلام مع اسرائيل لم ترد أبداً ، ولم يحصل أي اتصال أو أمر آخر في هذا السياق. بل كان هناك وسيط أمريكي ينقل الاقتراحات بين الطرفين».
وجدد الرئيس عون التأكيد أن لدى سوريا رغبة في ترسيم الحدود مع لبنان «وقد تم الحديث عن تأجيل زيارة الوفد اللبناني الى دمشق وليس عن رفض الزيارة».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115