ثالث رئيس للحكومة البريطانية خلال شهرين: هل يصمد ريشي سوناك أمام التحديات الاقتصادية والسياسية الراهنة ؟

بعد فوزه برئاسة حزب المحافظين، أصبح ريشي سوناك ثالث رئيس للحكومة البريطانية خلال شهرين في بلد بات يعاني من عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي غير المسبوق .

وهو خامس رئيس للحكومة البريطانية منذ العام 2016، أي منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد استفتاءٍ البريكست. سوناك حفيد مهاجرين من أصول هندية وهو مصرفي سابق ثري .
بعد فوزه داخل حزب المحافظين ، وعد سوناك بـ«الاستقرار والوحدة». وقال إنّ «جمع الحزب والبلاد سيكون أولويتي القصوى»، مضيفاً أنّ «المملكة المتحدة دولة عظيمة ولا شكّ في أننا نواجه تحدّياً اقتصادياً عميقاً».
تحديات كبرى
وتواجه سوناك تحديات بالجملة في بلد يعاني من أزمة اقتصادية واجتماعية خطيرة. ويتحتم عليه تشكيل حكومة بأسرع وقت من أجل منح ضمانات للأسواق المالية وإرضاء المجموعات المكوِّنة لغالبيته كي لا يلقى مصير ليز تراس.
كما يشهد حزب المحافظين الذي يترأسه سوناك انقسامات عميقة بعد 12 عاماً على وجوده في السلطة. في وقت استبعد فيه اجراء انتخابات مبكرة طالب بها حزب «العمّال». وفي ما يتعلّق بملف الهجرة، من المعلوم ان سوناك يؤيد إرسال المهاجرين الذين وصلوا بشكل غير قانوني من المملكة المتحدة إلى رواندا. والذي تمّ حظره في المحكمة.
ويأتي صعود سوناك في وقت تجاوز فيه معدل التضخّم الـ10 % في بريطانيا وهو الأعلى بين دول مجموعة السبع فيما تتصاعد مخاطر الركود. . ويأتي ذلك فيما تشهد أسعار الطاقة ارتفاعا غير مسبوق اضافة الى أسعار المواد الغذائية، وسيتعيّن على سوناك تهدئة الأسواق التي اهتزّت بسبب إعلانات ميزانية حكومة ليز تراس في نهاية سبتمبر، والتي أُلغيت معظم أجزاؤها في سياق اتخذ منحى كارثياً.
ولم تنجح جهود بنك إنقلترا في تنفيذ 7 زيادات على أسعار الفائدة، في بخفض التضخم، وسط توقعات بمزيد من التشديد النقدي الذي سينفذه البنك لما تبقى من العام الجاري. وقد قفزت أسعار الغذاء في المملكة المتحدة إلى قمة 4 عقود، بينما يحاول البريطانيون إدارة نفقاتهم من خلال رزمة إجراءات، أبرزها التوجه نحو الأطعمة المجمدة أو المجففة بدلا من الطازجة، فيما بدأ يغيب الإفطار التقليدي عن موائد عديد العائلات.
الحرب الروسية الأوكرانية
ويرى عديد المتابعين بان بريطانيا تعاني تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية التي بات تأثيرها واضحا على الأسواق المحلية خاصة وان أسعار الطاقة تسجل مستويات مرتفعة عما كانت عليه في العام الماضي. كما يتحتم على سوناك اعادة الثقة التي فقدتها بريطانيا مؤقتا بسبب الخطة المالية التي أعلنت عنها تراس، ودفعت وزير الخزانة فيها كواسي كوارتنغ لتقديم استقالته، واستبداله بالوزير الجديد جيرمي هانت. ولا تزال الأسواق بانتظار خطوات جدية لاستعادة الثقة بالحكومة الجديدة من جهة، وخططها المالية من جهة أخرى.
ولقي وصول سوناك لرئاسة الوزراء ترحيبا دوليا فقد وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن اختيار ريشي سوناك كأول رئيس وزراء غير أبيض لبريطانيا بأنه إنجاز «رائد». وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيجري في الأيام المقبلة محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني الجديد ريشي سوناك.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار إن «الرئيس بايدن يتطلّع إلى التحدث مع سوناك في الأيام المقبلة وإلى استمرار تعاوننا الوثيق مع المملكة المتحدة»، مشيرة إلى أن البروتوكول يفرض على الرئيس الأميركي أن ينتظر إلى ما بعد لقاء رئيس الوزراء البريطاني الجديد مع العائلة المالكة.
وقد هنّأ رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال سوناك، مشدّداً على ضرورة إعادة «الاستقرار» إلى المملكة المتحدة. كما هنّأ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي زعيم حزب المحافظين الجديد، مرحّباً بوجود هذا «الجسر الحي» مع بلاده والذي يشكله هنود المملكة المتحدة، «في الوقت الذي نقوم فيه بتحويل روابطنا التاريخية إلى شراكة حديثة».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115