سفارة فلسطين في تونس تحيي الـذكرى الـ 46 ليوم الأرض : السفير هايل الفاهوم : فلسطين رقم ثابت وأساسي في أية توازنات إقليمية ودولية

«لا صوت يعلو فوق صوت فلسطين ولا نبض يسمع غير نبض أرضها المباركة»...هكذا استقبلت سفارة فلسطين بتونس ضيوفها من نخبة تونسية

ومثقفين واعلاميين وسفراء للاحتفاء بالذكرى السادسة والأربعين ليوم الأرض بقاعة حمام الشط، والتي أُريد لها ان تكون جسرا للتلاحم الفكري والانصهار الثقافي بين تونس وفلسطين. ذلك ان إعادة الاعتبار للفكر والثقافة الفكرية هي الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها ان نفسّر وان نفهم وان نتخذ القرار والموقف السليم بحسب ما أكد ذلك أستاذ الاعلام في الجامعة التونسية والمستشار الإعلامي في سفارة فلسطين هاني مبارك مشيرا الى ان هذه الندوة الفكرية هي البداية في سلسلة ندوات ستشهدها قاعة حمام الشط من أجل كسر حلقات التجهيل ولفهم موقع القضية الفلسطينية في أمننا العربي والشخصي .
وقال مبارك مرحبا بضيوف فلسطين: «فلسطين التي تصهرنا كلنا في واحد وتذكرنا بان مصيرنا واحد... فاسمحوا لي ان انقل لكم تحيات فلسطين التي لا يدميها ولا يتعبها ولا يحزنها الا غيبة ابنائها واصدقائها... تونس العشق الفلسطيني الذي لا يحد والعشق الذي اعيا شاعرنا الكبير محمود درويش في ان يجد له دواء».
رمزية يوم الأرض
من جانبه، شدد سفير دولة فلسطين بتونس هايل الفاهوم على أن ليوم الأرض رمزية جوهرية في حفر الوعي الشعبي في عقول أبنائنا وبناتنا في فلسطين وفي تمسكهم بهوتيهم الوطنية. وأضاف: «ان الرمزية ليست مجرد جملة تقال بل واقع على الأرض. لقد واجه شعبكم في فلسطين استراتيجية كونية تم ترتيبها على مدى ثلاثة قرون وتمّ تنفيذها طوال 10 عقود كان الهدف منها ضرب قواعد تنفيذية في المنطقة لتفتيت وتشتيت الوطن العربي وضرب وحدته الداخلية». واكد الفاهوم ان هذه الاستراتيجية انبنت على احداثيات عديدة، الأولى هي تزوير الحقائق التاريخية المتعلقة بالمشهد العربي وتجهيل الشعوب وزرع قاعدة تنفيذية لهذه الاستراتيجية . اما الاحداثية الثانية فهي تفتيت شعوبنا ووحدتنا الداخلية خاصة اننا كنا القوة الوحيدة التي لها نفس الفكر والثقافة والفكر والقيم والأفكار. اما الاحداثية الثالثة فهي احداثية التفقير والإحباط وادخالنا في مراحل لنحبط فيها . وطوروا احداثية ما يسمى بصناعة الأعداء الوهميين لتبرير ما يقومون به من جرائم ضد شعوبهم والإنسانية جمعاء. وأضاف: «عندما نتحدث عن رمزية الأرض الفلسطينية لا يستطيع ان انسان ان يتخيل الممارسات التي تمت لاقتلاع ارتباطنا وجذورنا من أرض فلسطين والتي تعني باللغة الآرامية الأرض المباركة. أرادوا محورها من الجغرافيا والتاريخ وأرادوا انتزاع ذلك من خلال تزوير كافة الحقائق .
مواجهة الاستراتيجيات الاستعمارية
وقال الفاهوم ان وقوف الشعب الفلسطيني قبل 46 سنة كان في اطار مواجهة هذه الاستراتيجية لتبخير ارتباطنا بهذه الأرض فصنعوا كافة الوسائل والضغوطات مثل تدمير المدن وطرد الناس من مناطقها وبوسائل حديثة على غرار فرض الضرائب الباهظة على الأراضي، ليصبح الفلاح غير قادر على الاستفادة من أرضه ورفعوا أجور العمال كل هذه المحاولات والاستراتيجيات كانت في اطار استراتيجيات التجهيل والإغراءات التي صرفت حتى نتمكن من التخلص من هذا الارتباط مع الأرض. لكن كل هذه المحاولات فشلت أمام وعي شعبنا على أرض فلسطين. وقال الفاهوم ان كل هذه المحاولات فشلت والدليل على ذلك الوجود الفلسطيني في الداخل فهناك اليوم 7 مليون فلسطيني متجذرين ومتمسكين بجذورهم وهويتهم . وتابع :«حاولوا ان يبرزونا كقوة سلبية فأطلقوا عبارة المشكلة الفلسطينية، في حين انهم هم المشكلة التي فرضت على المنطقة برمتها مدعومين من الخارج. وقد طوروا استراتيجية اقتلاع الأراضي وهي استراتيجية الحركة الصهيونية المدعومة من القوى الاستعمارية. واعتبر السفير الفلسطيني انها استراتيجية انتحارية استخدم المواطنون اليهود اما الآن فقد انكشفت الحقائق للعالم .
واكد الفاهوم :«سنستمر في اطار الندوات التي تخرج عن المعهود من أجل التوعية الشاملة مشددا على ضرورة الوحدة لإسقاط كل الاستراتيجيات». وأضاف:«فلسطين قد تكون رقما متواضعا ولكنه ثابت أساسي لأي توازنات لا فقط إقليميا بل دوليا كذلك» . وشدد على أهمية الرد على هذه الاستراتيجيات في اطار تراكمي مبني على وعي وفكر مبني على استراتيجيات كشف الحقائق الموضوعية دون شتم وان نوحد صفوفنا في داخلنا لنقضي على محاولات افسادنا من داخلنا وان نركز على تقييم هذه الطاقات الكامنة في اطار مخططات وبرامج لتنفيذها بشكل تراكمي ونخرج من استراتيجيات ردات الفعل المبنية على العاطفة دون ان نفعل شيئا». وأضاف: «علينا ان نوحّد صفوفنا العربية وان نطوّر استراتيجية الفعل المبنية على الوعي والتخطيط ومراكمة الانجازات».
فهم الفكر الصهيوني
وتحت عنوان «من اليهودية الى الصهيونية» تطرق الباحث علي منجور في محاضرته الى أهمية فهم الفكر الصهيوني والعودة الى جذوره من أجل ادراك واستيعاب التحولات الجارية الإقليمية والدولية والعودة الى أسباب احتلال فلسطين من قبل الحركة الصهيونية . واكد ان الصهيونية تتعارض مع العقيدة اليهودية المستمدة من التلمود الذي يحرّم الذهاب الى القدس وافتكاكها بالقوة وشدد على ضرورة قراءة الأفكار الصهيونية لفهم كيف استطاع الصهاينة وخاصة المتدينون منهم تخطي هذه العقبة أي تحريم التلمود الذهاب الى القدس وافتكاها بالقوة. ونصح منجور الحضور بالاطلاع على «القبالة» وهي مجموعة من المعتقدات والشروحات الفلسفية التي تفسر الحياة والكون والربانيات. بدأت عند اليهود وبقيت حكراً عليهم لقرون طويلة حتى أتى فلاسفة غربيون وطبقوا مبادئها على الثقافة الغربية .
كما كانت هناك محاضرات فكرية هامة للدكتور فوزي البدوي حول «الاستيطان في الفكر الصهيوني» ومحاضرة للدكتور إبراهيم الرفاعي حول «الصهيونية والعولمة».... وركزت كلها على فهم الجذور والظروف التاريخية التي أدت الى نشأة الفكر الصهيوني ومن ورائه زرع دولة الاحتلال الصهيوني على أرض فلسطين. وصادف، يوم أمس الأربعاء، الذكرى السنوية الـ46 ليوم الأرض، والذي تعود أحداثه إلى عام 1976، حينما صادرت السلطات الإسرائيلية مساحات شاسعة من أراضي السكان العرب لديها. ويُحيي الفلسطينيون في جميع أماكن تواجدهم، يوم الأرض، في 30 مارس من كل عام، من خلال إطلاق عدة فعاليات. يشار الى انه في عام 1975، أعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلية عن خطة لتهويد منطقة الجليل، لبناء مستوطنات على أراض تعود لفلسطينيين، يمثلون أغلبية في المنطقة.
جاءت تلك الخطة، ضمن مشروع أطلقت عليه سلطات الاحتلال الإسرائيلية اسم «تطوير الجليل».وصادقت الحكومة، في 29 فيفري 1976، على قرار لمصادرة 21 ألف دونم، من أراض تعود ملكيتها لفلسطينيين في بلدات «سخنين، وعرابة، ودير حنا، وعرب السواعد». وخصصت «إسرائيل» تلك المساحات المُصادَرة لبناء المزيد من المستوطنات.
واستباقا لأي مواجهة فلسطينية، أعلنت السلطات الإسرائيلية عن حظر التجوال في القرى التي شهدت مصادرة للأراضي منذ الساعة الـ5 مساء من يوم 29 مارس من ذلك العام، واعتبرت ان أي تظاهرة ستخرج احتجاجا على المصادرة، غير قانونية. كما هددت بإطلاق النار على المتظاهرين الفلسطينيين، لمنع تنفيذ الإضراب.
وفي إطار مواجهة هذا القرار، اجتمعت لجنة الدفاع عن الأراضي، التي انبثقت عن لجان محلية فلسطينية، وأقرّت إعلان الإضراب الشامل في اليوم التالي الذي وافق 30 مارس، ولمدة يوم واحد فقط.
وبدأت شرارة المظاهرات الاحتجاجية، في 29 مارس من ذلك العام، بانطلاق مسيرة شعبية في بلدة دير حنا، تعرضت «للقمع» الشديد من شرطة الاحتلال، تلتها تظاهرة أخرى في بلدة عرّابة، وكان «القمع» أقوى، حيث سقط خلالها شهيد وعشرات الجرحى.
وأدى انتشار خبر مقتل المتظاهر، إلى اتساع دائرة المظاهرات والاحتجاج في كافة المناطق العربية في اليوم التالي.
وتركزت المواجهات في منطقتي «الجليل» و«المثلث» شمالي «إسرائيل» لاسيما قرى وبلدات «عرابة ودير حنا وسخنين»، كذلك صحراء النقب (جنوب).
وأفضت هذه المواجهات، إلى استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة العشرات جرّاء قسوة الرد الإسرائيلي.
ورفض الاحتلال تشكيل لجنة للتحقيق في ظروف استشهاد هؤلاء الفلسطينيين، رغم أنهم كانوا يحملون الهوية الإسرائيلية.
ومع استمرار سياسات الاحتلال الإسرائيلية في مصادرة الأراضي وسرقتها، فإن معركة الأرض مستمرة حتى تحرير آخر شبر من فلسطين.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115