ليبيا: كشف الدبيبة عن تفاصيل خارطة طريق جديدة للعملية الانتخابية

في تحد واضح لخطوة مجلس النواب القاضية بتكليف باشاغا بتشكيل حكومة جديدة ، كشف رئيس حكومة الوحدة الوطنية

عن خارطة طريق جديدة تتضمن إجراء انتخابات تشريعية بحلول شهر جويلية القادم ، على أن يسبق ذلك إعداد لجنة فنية حكومية لقانون الانتخابات يتم تقديمه للبرلمان لإقراره خلال أسبوعين وأن لا تجري الانتخابات وفق القانوني رقم 2 لسنة 2021 أو رقم 4 لسنة 2014، كما نصت خارطة الطريق على إرجاء الانتخابات الرئاسية إلى حين إقرار دستور دائم.
وكان عبد الحميد الدبيبة أعلن عن رفض تسليم مهام حكومته إلا الى حكومة منتخبة..ردا على اختيار البرلمان لفتحي باشاغا وتكليفه بتشكيل حكومة جديدة تكون مهمتها إجراء الانتخابات وتوحيد مؤسسات الدولة وإعداد دستور دائم، وينتظر ان يستكمل باشاغا تركيبة حكومته خلال الأيام القليلة القادمة و من ثمة عرضها على البرلمان لنيل الثقة.
في ذات السياق أكد عضو مجلس النواب جبريل اوحيدة لوكالة «نوفا» الايطالية أنه من المتوقع أن يستكمل رئيس الحكومة المكلف تشكيل حكومته في ظرف أسبوعين يوم الخميس القادم مضيفا بان مجلس النواب سوف يصوت على منح الثقة للحكومة الجديدة في الأول من شهر مارس.
وقد كثف باشاغا من مشاوراته مع مختلف الأطراف وممثلي الأحزاب السياسية والقبائل ومكونات المجتمع المدني بمختلف مناطق ليبيا، مؤكدا بأنّ حكومته سوف تكون جامعة ومنفتحة على شريحة الشباب والكفاءات .كما أكد أمام مجلس النواب لدى استعراض برنامجه وفي كل مناسبة كان يظهر التزامه بعدم الترشح للانتخابات القادمة.
روسيا تدعم اختيار البرلمان لرئيس حكومة جديدة
من جهته أعلن نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الرئاسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا ميخائيل بوغدانوف عن احترام بلاده لاختيار مجلس النواب الليبي لفتحي باشاغا رئيسا لحكومة جديدة..وفق وكالة «تاس» الروسية فان ميخائيل بوغدانوف لفت إلى أهمية عدم الإبلاغ عن أي اقتتال في ليبيا منذ أكثر من عام ،مؤكدا في هذا الإطار بأن الفرقاء الليبيين يستعيدون شيئا فشيئا عنصر الثقة فيما بينهم، كما انتقد نائب وزير الخارجية الروسي معارضة الولايات المتحدة لترشح سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية التي كان من المفترض انجازها في الرابع والعشرين من شهر ديسمبر الفارط.
للإشارة جاءت كلمة وزير الخارجية الروسي التي ألقاها نائبه والمبعوث الرئاسي لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بوغدانوف والتي
أوردتها وكالة «تاس» على هامش انعقاد مؤتمر للحوار ، وبهذا تكون روسيا الدولة الثانية المؤثرة في أزمة ليبيا المعقدة بعد مصر التي تعلن عن احترامها لاختيار البرلمان الليبي تشكيل سلطة تنفيذية جديدة والإطاحة بحكومة الوحدة الوطنية المنبثقة عن اتفاق ومخرجات حوار ملتقى الحوار السياسي تونس جنيف ولازال موقف الولايات المتحدة وفرنسا وكذلك الأمم المتحدة يكتنفها الكثير من الغموض.
مواقف وغموض
يجمع المتابعون على أنّ جلسة تصويت البرلمان الليبي المقررة الأول من شهر مارس المقبل ، سوف تتغير وسيتضح الموقف الدولي من الحكومة الجديدة ..غير انه وفي كل الأحوال يشير هؤلاء المتابعون الى ان الانقسام الدولي حول التطورات السياسية المسجلة سوف يتواصل على علاقة بمصالح وأجندات عدة ، ويخشى كثير من الليبيين أن يؤدي النزاع إلى عودة سنوات الانقسام التي سبقت تعيين الدبيبة قبل حوالي عام، عندما كانت هناك حكومتان متناحرتان في الشرق وفي الغرب.
ومع تصاعد المشكلات السياسية في الأسابيع الأخيرة، احتشدت قوات مسلحة متنافسة في العاصمة فيما زادت المخاوف من وقوع اشتباكات.وقوّضت الفوضى السياسية في ليبيا خطة سلام تحظى بدعم دولي وتهدف إلى إنهاء العنف والانقسام.
وكان من المقرر أن تُتوج الخطة بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في ديسمبر، لكن العملية انهارت قبيل موعد الانتخابات مع تنازع الفصائل المتناحرة بشأن قواعدها وكيفية تطبيقها. وقال البرلمان إن ولاية الدبيبة انتهت بحلول موعد انتخابات ديسمبر، وسعى الى تعيين حكومة مؤقتة جديدة للإشراف على استفتاء على دستور انتقالي وانتخابات جديدة في غضون 14 شهرا. ويقول الدبيبة إن البرلمان نفسه انتهت شرعيته بعد نحو ثماني سنوات من انتخابه، وإن جدوله الأطول للانتخابات يهدف إلى إطالة بقائه في السلطة.ويخشى كثير من الليبيين أن يؤدي النزاع إلى عودة سنوات الانقسام التي سبقت تعيين الدبيبة قبل حوالي عام، عندما كانت هناك حكومتان متناحرتان في الشرق وفي الغرب. ومع تصاعد المشكلات السياسية في الأسابيع الأخيرة، احتشدت قوات مسلحة متنافسة في العاصمة فيما زادت المخاوف من وقوع اشتباكات.
ضرورة الحفاظ على الهدوء في ليبيا
هذا وتوافقت المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون ليبيا، ستيفاني وليامز، مع سفيرة كندا لدى ليبيا، إيزابيل سافارد، على ضرورة الحفاظ على الهدوء في ليبيا.
جاء ذلك خلال لقاء وليامز ، في تونس العاصمة مع السفيرة الكندية، حيث تطرقا إلى درجة التوافق بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، مع الأخذ في الاعتبار أن 2.8 مليون ليبي سجلوا للتصويت وهم يملكون الحق في المطالبة بإجراء انتخابات وطنية على أساس دستوري وقوانين انتخابية سليمة، وذلك وفق تغريدة لمستشارة الأمين العام حول ليبيا.وجددت وليامز عقب لقائها مع عضوي المجلس الأعلى للدولة بلقاسم قزيط وعبد الله جوان، دعوة جميع الفاعلين السياسيين الليبيين لمواصلة التركيز على العملية الانتخابية حسب مطلب الشعب الليبي، والحفاظ على الهدوء الحالي على الأرض.
وتتزامن تصريحات وليامز ولقاءاتها مع الخلاف بشأن مصير الحكومة، بعد ان كلف مجلس النواب فتحي باشاغا بتشكيل حكومة جديدة، فيما يرفض رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبدالحميد الدبيبة، تسليم السلطة إلا لحكومة منتخبة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115