عضوية «اسرائيل» تضع وحدة الاتحاد الافريقي على المحك

حققت المعركة الدبلوماسية التي قادتها دول عربية وافريقية من بينها الجزائر وجنوب افريقيا طيلة أشهر لسحب صفة مراقب في الاتحاد الافريقي من «اسرائيل»

تقدما ملحوظا وذلك بعد اعلان قمة الاتحاد الأفريقي عن تعليق قرار منح صفة مراقب لـ «إسرائيل» . كما تشكلّت لجنة من 7 رؤساء دول من بينهم الجزائر لتقديم توصية لقمة الاتحاد الأفريقي، والتي تظل القضية قيد نظرها.
ويبدو أن هناك انقساما كبيرا داخل هذا الهيكل الافريقي بين كتلتين، الأولى تدعم بقاء الكيان الصهيوني والثانية ترفض منح صفة مراقب له داخل هذه المنظمة القارية العريقة التي طالما عرفت بالدفاع عن حقوق الانسان ومكافحة أنظمة الميز العنصري .
معركة متوصلة
تجدر الاشارة الى ان تعليق عضوية الكيان الاسرائيلي لم تكن مهمة سهلة بالنظر الى ان التغلغل الاسرائيلي بات يتصاعد بشكل لافت خلال الأعوام الماضية داخل القارة بكل ما يحمله من تداعيات أمنية وسياسية وحقوقية على القضية الفلسطينية . ورغم ان 40 دولة تقيم علاقات دبلوماسية مع تل ابيب من أصل 50 دولة افريقية لكن الرفض الشعبي والحقوقي لوجود الكيان جعله لا يفتح إلا 10 سفارات في القارة. وهناك اليوم مخاوف من ان يهدد وجوده وحدة الاتحاد الافريقي بسبب هذا الانقسام غير المسبوق . في هذا السياق يقول الكاتب والصحفي الجزائري عثمان لاحياني لـ«المغرب» ان الدبلوماسية الجزائرية نجحت في حمل المجلس التنفيذي للاتحاد الافريقي على برمجة ملف سحب صفة ملاحظ من الكيان الصهيوني قبل عقد هذه القمة، كما نجحت في تعليق عضوية الكيان خلال انعقاد القمة، لكن النجاح الدبلوماسي الأساسي – بحسب محدثنا -يرتبط بمدة تحقيق هذا الهدف وطرد الكيان نهائيا، وأضاف: «أن الاتحاد الافريقي يواجه مأزقا أخلاقيا بالدرجة الأولى، لان نجاح الكيان الصهيوني أصلا في التغلغل داخل القارة و الحصول على صفة داخل اتحاد يضم دول عاشت كلها معاناة الكولونيالية والظلم الاستعماري هزيمة اخلاقية وسياسية لافريقيا وخيانة لمبادئ المناضلين الافارقة من أجل حرية الشعوب».
وأوضح: «يوجد محوران في القارة الافريقية، تقود الجزائر محورا مناهضا للتمدد الصهيوني، وقد قدمت رفقة تونس وجيبوتي وليبيا وموريتانيا وجزر القمر وثيقة اعتراض على ذلك، وهناك محور آخر يدعم التطبيع الافريقي الصهيوني» .
ترحيب عربي
يشار الى ان اللجنة التي تشكلت مؤخرا لدراسة موضوع سحب العضوية تتكون من الرئيس ماكي سال، بصفته الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا ورئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي ورئيس نيجيريا محمد بوهاري ورئيس الكاميرون بول بيا. والرئيس ماكي سال سيأخذ زمام المبادرة لإطلاق عمل هذه اللجنة.
واللافت ان قرار تعليق عضوية «اسرائيل» أثار ردود فعل واسعة، فقد دعا رئيس الوزراء الفلسطينيّ محمد اشتية الاتحاد الأفريقي إلى سحب صفة المراقب التي منحها رئيس مفوّضية المنظمة لـ«إسرائيل»، عقب انضمامها في اوت 2021 بناءً على قرار من رئيس المفوضية. ووصف اشتيه منح «إسرائيل» صفة المراقب بأنّه مكافأةٌ غير مستحقةٍ على الانتهاكات التي ترتكبها بحقّ الفلسطينيّين.
كما ان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط رحب، بالقرار الذي اتخذته القمة الأفريقية. وأوضح مصدر مسؤول في الأمانة العامة أنّ «قرار تجميد عضوية الكيان الصهيوني يُعد بمثابة خطوة تصحيحية، تأتي اتساقاً مع المواقف التاريخية للاتحاد الأفريقي الداعمة للقضية الفلسطينية والمناهضة للاستعمار والفصل العنصري».
ورأى أنه «كان لزاماً أن يتم اتخاذ هذا القرار الحكيم انطلاقاً من عدم مكافأة كيان العدو على ممارساته غير القانونية بحق الشعب الفلسطيني».
واعتبرت حركة «حماس» ان القرار انتصار لقيم الاتحاد الأفريقي ومبادئه القائمة على رفض الاحتلال والتمييز العنصري، وتأييد حق الشعب الفلسطيني في انتزاعه لحقوقه وتقرير مصيره».
كما ثمّنت الحركة «مواقف وأدوار كل الدول الأفريقية التي تحرّكت ضد تمرير قرار منح الاحتلال صفة مراقب»، ورأت أن هذا الأمر «يؤكد على انسجامها مع مبادئ هذه المنظمة العريقة واستمرارها في دعم حقوق شعبنا المشروعة» .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115