والانقسامات العربية او البحث عن هدنة في خضم الخلافات الدائرة . لكن شبح التأجيل بات يخيم على الموعد المعلن في مارس القادم ، خاصة بعد اعلان الأمين العام المساعد للجامعة حسام زكي عن تأجيلها لأسباب تتعلق بجائحة فيروس كورونا.
يشار الى ان آخر قمة سنوية عقدتها جامعة الدول العربية على مستوى القادة التأمت في تونس في مارس 2019 ، فيما تمّ إلغاء قمتي 2020 و2021 بسبب جائحة كورونا.
وقال الأمين العام المساعد للجامعة حسام زكي في تصريحات متلفزة، أنه و«بالتشاور مع دولة الاستضافة الجزائر، وقع تفضيل تأجيل القمة لأن هذه الفترة تشهد ارتباكا بسبب وضع كورونا». مضيفا «أستطيع أن أقول بكل اطمئنان لا توجد أسباب سياسية لهذا التأجيل، ولكن يمكن الاستفادة لتحسين المناخات السياسية». ولم يكشف زكي عن الموعد الجديد للقمة العربية كما ان الجزائر لم تصدر موقفا واضحا ازاء فرضية التأجيل.
قمة مصغرة بين مصر والجزائر
ويرى عديد المتابعين بأن زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الى مصر والتي دامت يومين، كانت هامة في إطار التنسيق العربي المشترك حول الملفات الشائكة وتأتي من أجل تهيئة الظروف لانجاح القمة القادمة بغض النظر عن موعدها سواء أكانت ستجرى في مارس او افريل. وقد حاول خلالها الرئيسان ايجاد أرضية للتوافقات في الرؤى حول عديد الملفات السياسية. إذ تجد الجزائر نفسها اليوم أمام مواعيد دبلوماسية هامة من أجل تثبيت دورها ووزنها الاقليمي، وهي لن تقبل بكل حال من الأحوال ان تحتضن قمة عربية فاشلة لا تسمن ولا تغني من جوع او ان تكون كسابقاتها. كانت الخطوة الاولى لإنجاحها عبر رعاية مشروع للمصالحة الفلسطينية، وفي هذا السياق احتضنت مؤخرا لقاءات لوفود الفصائل الفلسطينية. وقالت هذه الوفود إن زياراتها للجزائر استطلاعية، وكانت لتقديم رؤيتها للمصالحة وإنهاء الانقسام الفلسطيني.
اما الموعد الآخر الهام فهو ما يمكن اعتباره بقمة مصغرة بين الجزائر ومصر. وحازت خلالها الجزائر على دعم مصر لاحتضان القمة، حيث جاء في البيان المشترك للزيارة أن «الرئيس السيسي رحب باستضافة الجزائر للقمة العربية، معربا عن الثقة في نجاح جمهورية الجزائر الشقيقة في استضافة أعمال القمة بالشكل الأمثل، باعتبارها محطة هامة في توحيد الرؤى العربية إزاء مختلف القضايا، وتعزيز أطر التعاون والتنسيق بين الدول العربية». وخلال مؤتمر مشترك مع السيسي، تحدث تبون عن سعيه، رفقة القادة العرب، إلى إحاطة القمة العربية بـ«الأسباب التي توفر أرضية مشتركة للانطلاق في عمل عربي مشترك بروح جديدة».
واتفق مع نظيره المصري على «تكثيف التنسيق خلال الفترة المقبلة لتفعيل آليات العمل العربي المشترك في إطار جامعة الدول العربية».
وضمن التحضيرات للقمة وقد كلف تبون وزير خارجيته بزيارة دول عربية، استهلها في الأسبوع الماضي بالسعودية ثم الإمارات ومصر، وقطر.
اما في ما يتعلق بباقي الملفات الشائكة على غرار الملف الليبي فإن الجزائر تحاول قدر الامكان ايجاد أرضية تفاهم مشتركة مع مصر خاصة ان كلا البلدين يتقاسمان حدودا واسعة مع ليبيا. وقد شدد البيان المشترك المصري الجزائري على «دعم إجراء انتخابات رئاسية ونيابية بالتزامن»، و«المطالبة بخروج القوات الأجنبية».
وطرد «اسرائيل» من عضوية الاتحاد الافريقي
الجدير بالذكر أن القمة السنوية للاتحاد الافريقي التي تسبق انعقاد القمة العربية تعد امتحانا صعبا للجزائر في اطار جهودها لطرد الكيان الصهيوني من عضوية الاتحاد .
ولعل من أبرز النقاط خلال زيارة تبون لمصر بحث الموقف المشترك من منح مفوض الاتحاد الإفريقي، موسى فقي «إسرائيل» صفة عضو مراقب داخل المنظمة القارية. اذ قادت الجزائر ومصر وتونس، في الأشهر الماضية، جهودا قارية لإبطال هذا القرار «الإداري»، الذي يهدد «المنظومة القارية بالانقسام»، بحسب وزير خارجية الجزائر في مناسبات عديدة.
ووفق البيان المشترك، فإن الجزائر والقاهرة عازمتان على مواصلة «التنسيق والتشاور» في المحافل القارية والدولية، لبلورة رؤى مشترك حيال مختلف القضايا.
وتأتي زيارة تبون لمصر بعيد زيارة قام بها الى تونس مؤخرا وشهدت توقيع 27 اتفاقية، تؤكد سعي البلدين على مزيد تعميق العلاقات خاصة في ظل هذا المفترق التاريخي الهام الذي تمر به المنطقة .
ولعل الهاجس الأكبر هو الخوف من ان تكون للأزمة الدبلوماسية المحتدمة بين الجزائر والمغرب انعكاساتها على القمة العربية القادمة خاصة في هذا الظرف الهام والمفصلي .
هل ترجئ الخلافات العربية- العربية قمة الجزائر ؟
- بقلم روعة قاسم
- 10:33 29/01/2022
- 581 عدد المشاهدات
من المقرر أن تحتضن الجزائر القمة العربية القادمة وهي تتهيأ إلى هذا الموعد الهام منذ أشهر بخطى حثيثة عبر محاولة لملمة الشروخ