الاتحاد الأوروبي يدخل على الخط ويتضامن مع عائلة مقدسية: معركة الشيخ جراح متواصلة والمقدسيون صامدون

يخط الفلسطينيون محطة جديدة في وجه الاحتلال الإسرائيلي في حي الشيخ جراح، حيث تحصنت عائلة مقدسية في منزلها مهددة بإحراقه

ردا على قرار بلدية الاحتلال باخلائه من أجل إقامة مدرسة ذلك في مشهد يحيل الى الأذهان معركة حي الشيخ جراح التي انطلقت في العام الماضي قبل ان تتطور الأحداث الى حرب شاملة انطلقت من غزة تحت مسمى «سيف القدس» . والى حد اليوم لا زال مئات الفلسطينيين في حيّ الشيخ جراح وأحياء فلسطينية أخرى في القدس الشرقية يواجهون تهديدات بالطرد، رغم امتلاكهم لأوراق قانونية تثبت أحقيتهم بالملكية.
يخوض أبناء هذا الحي كغيرهم من الفلسطينيين معركة الوجود والبقاء والتجذّر في أرض الآباء والأجداد بدمائهم وبكل ما أوتوا من قوة، وهو ما حدا بمالك المنزل محمود الصالحية، بالصعود مع أفراد أسرته إلى سطح منزله، مهددا بإضرام النار في نفسه وعائلته، في حال تم الإخلاء. في مشهد بطولي جديد يعكس صمودا أسطوريا لشعب الجبارين الذي لم تستطع دبابات العدو اضعافه .
توسّع دائرة الدعم
هذا المشهد بكل ما يحمله من وطنية ومن رمزية ، دفع دبلوماسيين أوروبيين أمس لإعلان تضامنهم مع عائلة صالحية الفلسطينية والتي تواجه جولة جديدة من معركة الوجود والبقاء في وجه اعتداءات شرطة الاحتلال الصهيونية . وبحسب مكتب الاتحاد الأوروبي في القدس الشرقية، فإن ممثل الاتحاد سفين كون فون بورغسدورف، وممثلي عدد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وصلوا إلى الشيخ جراح امس الإثنين.
وقال في تدوينة على فيسبوك: «يتواجد الآن ممثل الاتحاد الأوروبي، وعدد من ممثلي من الدول الأعضاء والدول ذات التفكير المماثل، في حي الشيخ جراح أثناء إخلاء عائلة صالحية من منزلها».
وأضاف: «تُهدد الأسرة المكونة من 12 شخصًا من بينهم 5 أطفال، بإشعال النار في المنزل وفي أنفسهم، ويطالبون بتأجيل قرار إخلائهم الى جلسة المحكمة في 23 جانفي». وتابع: «من الضروري التهدئة، والسعي إلى حل سلمي وتعتبر عمليات الإخلاء والهدم غير قانونية بموجب القانون الدولي، وتعيق بشكل كبير آفاق السلام وتؤجج التوترات على الأرض».
ولعل مقولة صالحية وهو يحمل وعاءً من البنزين: «الذي يخرج من بيته يكون خائنا، لن نخرج من هنا، فإما أن نموت أو أن نعيش». ستجد صداها لدى الأجيال الجديدة التي استفاقت على حب الوطن والذود عنه مهما تصاعدت جرائم الاحتلال ومجازره التي لا تحصى .
ويؤمل اليوم ان تؤدي هذه الوقفة الأوروبية بكل رمزيتها الى تشكيل رأي عام أوروبي جديد يتضامن مع الحق الفلسطيني في وجه دعاية الكذب الإسرائيلية والتي تفننت طوال العقود الماضية في تصدير دعايتها وفي تصوير جيشها في هيئة المدافع وليس كمعتد ومجرم.
ملف الانقسام
معركة الشيخ جراح وصموده ليست الا جزءا من حكاية شعب كامل لا زال صامدا منذ عقود ويخوض نيابة عن الإنسانية جمعاء معركة الحق والكرامة والمبادئ الكونية السامية . ولعل نقطة الضعف والهشاشة الأكثر ايلاما في المشهد الفلسطيني هي حكاية هذا الانقسام الذي أبى أن يندمل مع مرور السنين، وهو ما حدا بأكثر من طرف الى تقديم مبادرات للمصالحة برعاية مصرية وغيرها ولكنها كانت في كل مرة تتعثر مع خلط الأوراق والحسابات السياسية والتي تنتصر على كل المعاني الوطنية الأخرى . اليوم تتقدم الجبهة الديمقراطية» لتحرير فلسطين، بمبادرة لإنهاء الانقسام الفلسطيني واستعادة الوحدة الوطنية. وقال قيس عبد الكريم، نائب الأمين العام للجبهة، أحد فصائل منظمة التحرير إن المبادرة تدعو إلى بدء حوار وطني شامل في ظل التحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية، بهدف «إيجاد حد لحالة الدمار والتشرذم الداخلي».
وأضاف قائلا:» إن المبادرة تحث على «وقف التراشق الإعلامي بين طرفي الصراع الداخلي أي بين حماس وفتح، ووقف متبادل لممارسات القمع والاعتقال السياسي، تمهيدا للمباشرة بحوار وطني شامل يهدف للتوصل إلى خطة تترجم إلى خطوات تنفيذية مجدولة زمنيا».
وتقترح الجبهة،العمل على مسارين متداخلين هما: مسار الشراكة والتمثيل الشامل في مؤسسات منظمة التحرير، ومسار إعادة توحيد مؤسسات السلطة الفلسطينية وصولا إلى انتخابات عامة. وتتضمن المبادرة مقترحات تتعلق بالشراكة مع مؤسسات منظمة التحرير، واختتام عام 2022 بإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في مواعيد متفق عليها مسبقا في إطار الحوار الوطني. كما تتضمن «تنفيذ مخرجات اجتماع الأمناء العامين للفصائل (سبتمبر 2020) بشأن صياغة واعتماد إستراتيجية كفاحية جديدة بديلة لاتفاق أوسلو وتشكيل القيادة الوطنية الموحدة للنهوض بالمقاومة الشعبية وصولا إلى الانتفاضة الشاملة والعصيان الوطني في مواجهة «إسرائيل»، وفق عبد الكريم. وفي الوقت نفسه أكد عضو المكتب السياسي للجبهة، تيسير خالد، أثناء المؤتمر الصحفي، أنه تم تسليم المبادرة لكل من الجزائر ومصر وعدد من الفصائل الفلسطينية.
وفي خضم ذلك تتطلع الأنظار الى الجزائر التي تستعد لاحتضان موعد جديد للجامعة العربية وفي الوقت نفسه ترعى مبادرة جديدة للمصالحة الفلسطينية . في هذا السياق وصل وفد من حركة «فتح» إلى الجزائر العاصمة، بدعوة من الرئاسة الجزائرية ضمن مشاوراتها لاستضافة مؤتمر للفصائل الفلسطينية. كما أعلنت «حماس»، في اليوم نفسه، عن تلقي رئيس مكتبها السياسي، إسماعيل هنية، دعوة رسمية لزيارة الجزائر للتباحث حول سُبل إنجاح الحوار الوطني الفلسطيني. وأفادت الحركة بأن وفد منها سيغادر إلى الجزائر الأسبوع الجاري، دون مزيد من التفاصيل.
وتأمل شرائح فلسطينية واسعة بأن تكون قمة الجزائر المقبلة ، هي قمة المصالحة ووقف النزيف الفلسطيني .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115