المحلل السياسي والكاتب اللبناني توفيق شومان لـ«المغرب»: الانتخابات النيابية والرئاسية الاستحقاقان الأهم في لبنان في هذا العام مع كل ما يرتبط بهما من احتقان سياسي

استعرض المحلل والكاتب السياسي اللبناني توفيق شومان في هذا الحديث مع «المغرب» مختلف المحاور والتحديات

التي تواجه اللبنانيين خلال السنة الجديدة . وأكد ان العام الجديد مرتبط بالوضع الاقتصادي المنهار وسوف يرث كل تركة العام 2021. وقال سيبدو ان انهيار العملة اللبنانية سيتواصل في هذا العام لأسباب متعددة أهمها غياب الاتفاق السياسي على كيفية الإنقاذ كذلك غياب الرؤية الانقاذية. وهذا -بحسب شومان- من شأنه ان يؤدي الى مزيد من الانقسامات واشتداد حدة الاشتباك السياسي .
• لو تعطينا لمحة عن حصاد عام 2021 في لبنان؟
كان العام المنصرم عاصفا على لبنان بكل ما في الكلمة من معنى على أكثر من مستوى الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والأمني. وتعتبر احد أهم المظاهر السلبية التي عانى منها اللبنانيون في العام 2021 كما تعتبر التحقيقات المشوهة في علاقة بانفجار مرفإ بيروت، وهذا أدى الى انقسام لبناني جديد. وبالتالي أدى الى عدم اجتماع مجلس الوزراء نتيجة اعتبار بعض القوى السياسية أن مسار التحقيق في المرفإ يشوبه خرق للدستور وتسييس تحاول بعض القوى السياسية اللبنانية الاستفادة منه من أجل اجراء مقايضة ومفاوضات بهدف تعيينات إدارية وسياسية وأمنية في القطاعات العامة اللبنانية بصفة عامة . كما تعتبر هذه المسألة أساسية وتؤدي الى مزيد من الاحتقان على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. المسألة الثانية على علاقة بالانهيار المريع لسعر صرف الليرة اللبنانية في ظل عدم وجود خطة واضحة للإنقاذ من أجل احتواء الوضع الاقتصادي المنغلق ولا تبدو في الأفق رؤية واضحة لإنقاذ اقتصادي او مالي لذلك اعتقد أن الأمور ستكون حادة ومشتعلة أكثر على المستوى الاقتصادي وعلى مستوى انهيار العملة اللبنانية .
• على المستوى السياسي ما هي قراءتكم للانقسام الحاصل خاصة مع اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية القادمة ؟
في ما يتعلق بارتفاع نسبة الاشتباك السياسي بين القوى السياسية، أدى ذلك الى تباعد بين مختلف القوى السياسية اللبنانية التي لم تتفق على شيء ويبدو انها لن تتفق على أشياء، وهذا من شأنه ان يؤدي الى مزيد من الانقسامات واشتداد حدة الاشتباك السياسي .
المسألة الرابعة تعيين موعد للانتخابات النيابية . ويعرف هذا الموعد المفترض في نصف شهر ماي انقساما حقيقية بشأن قراءة هذا الموعد الانتخابي وعما اذا كان من الممكن اجراؤه بالفعل أم سيقع تأجيله الى أمد غير معروف او اشعار الى آخر . ويوجد انقسام في أوساط المراقبين حتى عند القوى السياسية حيال اجرائه. تبقى مسألة أساسية لها علاقة بانتخابات رئاسة الجمهورية المقررة هذا العام ، وهي تزيد من حدة الاحتقان السياسي وشاهدنا فصولا منها في عام 2021. وهذه الفصول الحادة ستستمر في العام المقبل .
• كيف ترون آفاق الأزمة بين لبنان والدول الخليجية ؟
الإجراءات الخليجية التي تمّ اتخاذها بحق لبنان تشبه الى حد كبير الحصار الاقتصادي وهي مرتبطة بما يجري في اليمن . كما أثرت الأزمة اليمنية أيّما تأثير على الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية اللبنانية . وأصبح الحديث عن علاقات لبنان بالعالم العربي يندرج ضمن الخلاف السياسي اللبناني على مستوى المجتمع اللبناني وعلى مستوى القرار السياسي للدولة اللبنانية . ومن الواضح ان الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي ماكرون الى السعودية لم تسهم لغاية الآن في تغيير المواقف الخليجية تجاه لبنان واعتقد ان العطل الذي يصيب العلاقات اللبنانية العربية وتحديدا العلاقات اللبنانية الخليجية يمكن ان يسحب نفسه نحو هذا العام .
• بالنسبة إلى ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و«إسرائيل» ما قراءتكم لمآل هذا الملف الشائك؟
في ما يتعلق بمسألة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و«إسرائيل»، لم يتم تحديد موعد رسمي للتفاوض غير المباشر بين بيروت وتل ابيب. ومن المنتظر ان يصل الموفد الأمريكي الى بيروت منتصف هذا الشهر الجاري . وبالتالي يمكن القول بأن عملية ترسيم الحدود غير مضمونة لان الرؤى متباعدة جدا بين بيروت وواشنطن من جهة وبين بيروت وتل ابيب من جهة أخرى وهذه المسألة سوف تسحب نفسها الى مفاصل العام الجديد .
لذلك اظن ان مجمل القراءة التي قدمت لها والعناوين الرئيسية على المستوى المحلي سوف تنتقل من العام الماضي الى العام الجديد وسوف ترث هذه السنة الجديد كل الموروثات السلبية التي شهدها اللبنانيون عام 2021 مضافا اليها كارثة وباء كورونا حيث وصل معدل الإصابات في الأيام القليلة السابقة لانتهاء العام ما يتجاوز الـ 4000 الاف إصابة يوميا مما يهدد القطاع الصحي اللبناني بكامل فصائله ويشهد لبنان نزوحا مريعا من قبل كبار الاطباء والممرضين، الأمر الذي سيسهم في ترنح القطاع الصحي .
• بالنسبة للوضع الاقتصادي هل هناك أفق للخروج من الأزمة؟
من الواضح أن هذا العام سوف يأخذ كل العناصر السلبية من العام الذي سبقه سياسيا واقتصاديا واجتماعيا كذلك الاحتقان بين القوى السياسية المختلفة ويفترض ان هذا العام سيشهد حدثين أساسيين الأول الانتخابات اللبنانية ورغم تعيين موعد محدد لإجرائها الا ان كثيرا من المراقبين لا يعولون على هذا الموعد ويتوقعون تأجيل الانتخابات النيابية. اما في ما يتعلق بالاستحقاق الأصلي والكبير والرفيع وهو انتخابات رئاسة الجمهورية حيث يفترض ان ينتخب رئيس جديد ما قبل السنة الجديدة . لكن لغاية الآن ليس هناك ملامح رئيسية لمن سيخلف الرئيس ميشال عون في موقع الرئاسة الأولى وهناك مجموعة من الأسماء المطروحة من ضمنها سليمان فرنجية وقائد الجيش. ولا حظوظ للتيار الوطني الحر الذي يتزعمه وزير الخارجية السابق جبران باسيل في الانتخابات المقبلة لأسباب متعددة قد يكون أهمها ان التيار الوطني الحر لم يعد يمتلك حليفا على الساحة السياسية اللبنانية وهذا أدى الى ان تراجع حظوظ الوزير السابق باتجاه الانتخابات الرئاسية اللبنانية .
ويمكن القول ان الانتخابات النيابية والرئاسية العنونان الرئيسيان اللذان سيغطيان السنة الجديدة مع كل ما يرتبط بهما من احتقان سياسي ومن حدة في ارتفاع الخطاب السياسي وتوسع حالة الاشتباك السياسي بين مختلف القوى السياسية اللبنانية. العام الجديد مرتبط بالوضع الاقتصادي المنهار وسوف يرث كل تركة العام 2021 . وبالتالي ارتفاع سعر صرف الدولار وانهيار العملة اللبنانية يبدو انه سيتواصل في هذا العام لأسباب متعددة أهمها غياب الاتفاق الساسي على كيفية الانقاذ وغياب الرؤية الانقاذية أيضا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115