في مؤتمر «دعم استقرار ليبيا».. المسارات الأمنية والسياسية والعسكرية: إجماع دولي وعربي على ضرورة إجراء الانتخابات الليبية في موعدها

افتتح أمس الخميس مؤتمر استقرار ليبيا الدولي الوزاري بحضور ممثلين عن 27 دولة و4 منظمات اقليمية و دولية ، الامم المتحدة، جامعة الدول العربية،

الاتحاد الافريقي وعدد كبير من وزراء خارجية مصر والجزائر وتونس والمغرب والنيجر واسبانيا وفرنسا والصين وسويسرا والكويت والمملكة العربية السعودية والامارات المتحدة وايطاليا .

ويتركز مجمل النقاش في المؤتمر على تحقيق مزيد من التوافق بخصوص عدة ملفات ليبية، على رأسها ملف المصالحة الوطنية، وإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية وحظر توريد الأسلحة، وتوحيد المؤسسة العسكرية. ونزع سلاح المجموعات المسلحة ودمجها. كما سيتركز ضمن القوات المسلحة النقاش على بناء الثقة من أجل الانتخابات القادمة والقبول بنتائجها، فضلا عن مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، وعودة السفارات الى العمل من طرابلس.

وفي كلمة افتتاح المؤتمر الذي انطلق أمس الخميس وينتهي اليوم الجمعة اكدت وزيرة خارجية ليبيا نجلاء المنقوش ان مؤتمر استقرار ليبيا امتداد لجهود مؤتمر برلين1.وأن سيادة ليبيا تمر عبر سيادتها على كل أراضيها وعدم التدخل الخارجي في شؤونها.. وطلبت من جميع الليبيين القبول بنتائج الانتخابات التشريعية والرئاسية، مضيفة ان الاستحقاق الانتخابي فرصة تاريخية تتوفر لليبيين لتقرير مصيرهم .
واشارت المنقوش الى أن مؤتمر استقرار ليبيا سوف يبحث ايجاد موقف اقليمي ودولي موحد متناسق يساهم في استقرار ليبيا. اما رئيس الحكومة عبد الحميد ادبيبة، فقد أشاد بدعم دول الجوار والدول الشقيقة والصديقة وجهود الامم المتحدة التي اسهمت في ايجاد سلطة تنفيذية موحدة. وأكد دبيبة على حرص حكومته على اجراء الانتخابات في موعدها مجددا الالتزام بدعم مفوضية الانتخابات مذكرا ببعث لجنة مختصة تدعم الانتخابات..واردف ادبيبة ان مؤتمر استقرار ليبيا يترجم ارادة الشعب الليبي المصمم على انهاء المعاناة وجعل ليبيا تحتضن اول مؤتمر دولي بهذا الحجم منذ 10 سنوات.

وأشاد دبيبة بجهود اللجنة العسكرية المشتركة الرامية الى توحيد قيادة الجيش وتنفيذ كافة بنود اتفاق وقف اطلاق النار وسحب المرتزقة والمقاتلين الاجانب وحول معضلة الهجرة غير النظامية طالب رئيس الحكومة المجتمع الدولي بدعم اكبر وفعلي من خلال توقيع شراكة استراتيجية تعود بالفائدة على الجميع

من جانبها جددت وكيلة الامين العام للامم المتحدة دي كارلو دعم الامم المتحدة لليبيين من اجل انهاء ازمتهم واستكمال تنفيذ الاتفاق السياسي واجراء الانتخابات في موعدها وتوحيد مؤسسات الدولة واشادت دي كارلو مساعدة الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية باتفاق وقف اطلاق النار، داعية الجميع للالتزام بقبول نتائج الانتخابات. هذا وقد جاء في كلمات لوزراء خارجية تونس والجزائر والمملكة العربية السعودية ما يؤكد على دفع هذه الدول المؤثرة في ازمة ليبيا للتسريع بتنفيذ الاتفاق السياسي ورفض التدخل الخارجي والتمسك باجراء الانتخابات العامة في موعدها.

وكانت لوزيرة الخارجية التونسي محادثات مع نجلاء المنقوش وزير خارجية ليبيا جدد فيها دعم بلاده لمساعي ايجاد موقف دولي واقليمي موحد. من جانبه شدد رمطان لعمامرة وزير خارجية الجزائر على جاهزية بلاده واستعدادها لوضع تجربتها في المصالحة الشاملة على ذمة الليبيين، اما وزير خارجية السعودية فرحان بن عبد العزيز بن عبد الله ال سعود فقد اثنى على الجهود القائمة لاقرار حل سلمي لملف ليبيا لافتا النظر الى ان المملكة كانت وستظل داعمة لتنفيذ حلم الشعب الليبي في وضع حد للمعاناة وانهاء التدخل الخارجي واستكمال سيادتها وتوحيد مؤسساتها السيادية..

ملفات مطروحة
مؤتمر استقرار ليبيا الذي انطلق امس الخميس ويختتم اليوم الجمعة سوف يعمل على بلورة موقف ورؤية موحدة من شانها تشجيع الفرقاء المحليين على تنفيذ كامل ووفق الجدول الزمني المظبوط لما نصت عليه خارطة الطريق المنبثقة عن حوار الملتقى السياسي. وفي اطار مؤتمر طرابلس تتجه انظار العالم والليبيين اليوم الخميس الموافق 21 اكتوبر الى العاصمة طرابلس التي تحتضن أول مؤتمر دولي على مستوى وزراء الخارجية لاستقرار ليبيا ، حيث أعلنت الادارة العامة لحماية البعثات الديبلوماسية عن وصول الوفود المشاركة، الامم المتحدة_ جامعة الدول العربية_ الاتحاد الافريقي _ تشاد _ تركيا _ قطر _ الجزائر _ روسيا _ تونس _ اليونان _ الكويت _ اسبانيا _النيجر _ سويسرا _ الكونغو برازفيل _ الصين _ الامارات _ الكونغو الديمقراطية _ البحرين _ المغرب _ السعودية _ السودان _ بريطانيا _ فرنسا _المانيا _ ايطاليا _ مالطا وذلك للمشاركة في مؤتمر استقرار ليبيا المنعقد على مدى يومين يسعى المؤتمر لدعم استقرار ليبيا بقيادة ليبية وبدعم من الامم المتحدة على توحيد المؤسسة العسكرية والامنية وبلوغ الانتخابات العامة في الرابع والعشرين من شهر ديسمبر القادم. وكذلك ايجاد خطة واضحة المعالم وذات جدول زمني لسحب المرتزقة والمقاتلين الاجانب وانجاز مشروع المصالحة الوطنية الشاملة واتاحة الفرصة لليبيين لطي صفحة الماضي.
وكانت وزيرة خارجية حكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش أكدت في رسالة لها موجهة للشعب الليبي قبل يومين من انطلاق مؤتمر استقرار ليبيا، على أهمية إنجاح مؤتمر استقرار ليبيا، مشيرة إلى أنه يسعى الى دفع مساعي المجتمع الدولي والوطنيين من أبناء ليبيا لإيجاد مناخ ملائم لليبيين لتقرير مصيرهم في إطار مخرجات مؤتمر برلين 1و 2 وتوحيد قيادة الجيش وتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار بكامل شروطه.
و يرى متابعون لمسارات حلحلة ازمة ليبيا السياسية المعقدة ان مجرد تنظيم هذا المؤتمر الدولي وبنسبة حضور عالية في العاصمة طرابلس يحسب لحكومة الوحدة الوطنية. واشار مراقبون الى ان تعثر المسار السياسي الناتج عن انقسام بين جسمي المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب حول قوانين الانتخابات بالإمكان تجاوزه وتعزيز جهود الرئاسي للعب دور الوسيط بين الأعلى للدولة ومجلس النواب.

إخراج القوات الأجنبية
من جهته قال المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد حافظ ، في بيان صحفي أمس ، إن اللقاء تطرق إلى آخر مستجدات الأوضاع فى ليبيا ، ومتابعة تطورات العلاقات الثنائية المصرية الليبية في إطار تنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال أعمال اللجنة العليا المصرية الليبية المشتركة التي عقدت فى القاهرة فى شهر سبتمبر الماضي بما يحقق المزيد من التعاون بين البلدين، ويخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين فى إطار ما يربطهما من صلات متعددة ووحدة هدف ومصير مشترك.
وقد أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري على ضرورة تنفيذ كافة مقررات خارطة الطريق التى أقرها الليبيون، وخروج جميع القوات الأجنبية العسكرية والمسلحة من ليبيا بما يلبي تطلعاتهم للانطلاق إلي مستقبل أفضل، ويسهم فى استعادة ليبيا لأمنها واستقرارها ووحدة أراضيها وسيادتها.
وأشار شكري ، في مستهل زيارته للعاصمة الليبية طرابلس للمشاركة فى مؤتمر دعم استقرار ليبيا ولقائه مع عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية ، إلى ما توليه مصر من حرص بالغ لدعم الشقيقة ليبيا في إطار العلاقات الثنائية أو عبر تعزيز مختلف المساعي التي من شأنها أن تفضي إلي إيجاد تسوية سياسية شاملة.

دعم أمريكي أوروبي
أعربت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن دعمهما لليبيا، قبيل انطلاق مؤتمر دولي في العاصمة طرابلس،أمس الخميس، حول تعزيز الاستقرار وإنهاء النزاع في البلد العربي.
وقد عانى البلد الغني بالنفط صراع مسلح، بدعم من دول عربية وغربية ومرتزقة ومقاتلين أجانب، ومقاتلين تابعين للواء المتقاعد خليفة حفتر، حكومة الوفاق الوطني السابقة، المعترف بها دوليا.
وقالت السفارة الأمريكية، في بيان: «يائيل لمبرت، الى ان القائمة بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكي في مكتب شؤون الشرق الأدنى، قد وصلت إلى طرابلس، رفقة السفير الأمريكي، ريتشارد نورلاند»، للمشاركة في مؤتمر «دعم استقرار ليبيا». وأضافت أن «الولايات المتحدة ملتزمة بدعم وحدة ‎ليبيا وسيادتها والانتخابات المقبلة».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115