وهي خطوة هامة في طريق صعب وشائك يتعلق بتوحيد السلط وتضميد جراح هذا البلد الذي عانى الأمرين طيلة العشرية الماضية.
وأوضحت المؤسسة الوطنية للنفط في بيان عبر موقعها الإلكتروني، أنها «قررت دمج والسادة التابعين للمؤسسة الوطنية للنفط الموازية سابقا وتعيينهم في المؤسسة الوطنية للنفط والشركات التابعة لها حسب حاجة القطاع من التخصصات الوظيفية للمعنيين»، وفق البيان.
وقال رئيس مؤسسة النفط مصطفى صنع الله: «ها نحن اليوم نطوي حقبة الانقسام في قطاع النفط إلى الأبد ونصدر قرارا بتعيين وضم ودمج كل المنتسبين في المؤسسة الموازية (سابقا)»، حسب البيان ذاته. والمعلوم ان أحد أهم أهداف حكومة الدبيبة كان توحيد المؤسسات وفي مقدمتها المؤسسة الوطنية للنفط .
لقد أثرّ الانقسام الذي شمل مؤسسة النفط، في الوضع الليبي وحرم هذا البلد من عائدات ثورته النفطية الهائلة التي كان يمكن ان تدفع أكثر نحو التنمية الفعلية وحلّ الأزمات العديدة التي تهدد وجود البلاد واستقرارها . وقد شهد القطاع تحسنا خلال الاشهر الأخيرة وصل الى انتاج 1.3 مليون برميل يوميا.
اليوم يطالب سكان الهلال النفطي بتشكيل مجلس إدارة جديد على أن يكون من أبناء المنطقة.
والمفارقة ان توحيد هذه المؤسسة بكل ما يمثله من انجاز هام لليبيين ، تزامن مع حدث آخر خطير هو عودة الاقتتال الى العاصمة الليبية مؤخرا . وقد اعتبرت وزارة الداخلية الليبية أن الاشتباكات التي اندلعت من شأنها أن تقوض العملية السياسية بخلق تحديات أمنية في هذه المرحلة الحساسة، متعهدة بالقيام بدورها وفق القانون وحماية المواطنين وإحالة المنتهكين إلى العدالة.
وتهدد عودة الاقتتال الداخلي مرة جديدة التسوية السياسية برمتها خاصة في الوقت الذي يتهيأ فيه الليبيون -قانونيا ولوجستيا- لعقد الانتخابات المزمعة في 24 ديسمبر القادم، وذلك من أجل ضمان التعافي الكلي لبلد أرهقته الحرب الأهلية العبثية والتدخلات الخارجية طيلة العشرية الماضية .