دلالات ونتائج القمة الإقليمية في بغداد: العراق والدور الوسيط في المنطقة

اختتمت فعاليات القمة الاقليمية التي احتضنتها العاصمة العراقية تحت عنوان قمة بغداد «للتعاون والشراكة». وقد تمّ التأكيد في البيان الختامي

على ضرورة توحيد الجهود الإقليمية والدولية بما ينعكس إيجابا على استقرار المنطقة وأمنها. كما أشاد البيان بالجهود الدبلوماسية العراقية للوصول الى أرضية من المشتركات مع المحيطين الاقليمي والدولي. وشاركت في القمة كل من السعودية والإمارات والكويت وقطر ومصر والأردن وتركيا وإيران وفرنسا إضافة إلى الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي، وفق ما أعلنت عن ذلك وزارة الخارجية العراقية.
وقال البيان إن احتضان بغداد لهذا المؤتمر دليل واضح على اعتماد العراق على سياسة التوازن والتعاون الإيجابي في علاقاته الخارجية. وجدد المشاركون دعمهم لجهود الحكومة العراقية في تعزيز مؤسسات الدولة وإجراء الانتخابات الممثلة للشعب العراقي، كما جددوا دعمهم لجهود الحكومة العراقية في تعزيز مؤسسات الدولة واجراء الانتخابات الممثلة للشعب العراقي.

تنوع الوفود وجمع الخصوم
ولوحظ حضور عدة دول بوفود رفيعة المستوى، إذ ترأس الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الوفد الإماراتي. وترأس العاهل الأردني الملك عبد الثاني، الوفد الأردني، ومثّل مصر في القمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. كما حضر القمة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، ورئيس الوزراء الكويتي، خالد الصباح. اضافة الى حضور الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون. وبحسب عديد المتابعين فان نوعية الحضور تنعكس بشكل ايجابي على ايجاد الحلول الناجعة للملفات الحارقة . وذهب البعض الآخر الى اعتبار أن بغداد تمارس دورا وسيطا خاصة من خلال نجاحها في جمع الخصوم، وهذا يؤشر الى دخول المنطقة مرحلة جديدة من التهدئة . ويأمل كثيرون في أن تنعكس نتائج القمة على الوضعين العراقي والاقليمي المضطرب. من ناحية أخرى بعث العراق برسالة كبيرة من خلال احتضان هذه القمة النوعية على مستوى عال من المشاركة وهي انه يريد اعادة دوره الاقليمي الذي افتقده خلال العقدين الماضيين. فالغزو الامريكي أضعف العراق منذ عام 2003 وحوله الى دولة فاشلة مهددة بالارهاب ، ونقطة التغير كانت في اللحظة التي استطاع فيها العراقيون اجتثاث «داعش» الارهابي واسقاط دولته المزعومة على جزء من أراضيه . فالعراق- بحسب مسؤوليه- يسعى الى ان يكون له دور بنّاء وجامع لمعالجة الأزمات العالقة، وليس عامل انقسام او تحريض. وهو ينأى بنفسه عن لعبة المحاور الاقليمية وهذا ما يفسر استضافته لجميع الأطراف دون استثناء .
فمنذ تولي مصطفى الكاظمي رئاسة الحكومة في ماي 2020 سعى الى اعادة لملمة الدمار ونفض الغبار عن الدور العراقي المفقود . ولعل حضور الخصمين معا الايراني والسعودي يشكل في حد ذاته نجاحا باهرا في «شرق اوسط» مضطرب .

خارطة طريق لحل النزاعات
ورغم ان القمة ركزت على معضلة الارهاب والتعاون الاقليمي لمحاربته وكذلك مشكلة اللاجئين وغيرها الا ان الهدف الأساسي كان رسم خارطة طريق لبدء حل الخلافات الاقليمية على غرار الصراع السعودي الايراني وغيره . اضافة الى العمليات التركية التي تجرى بين الحين والآخر على الحدود العراقية والتي تثير استياء بغداد خاصة انها تودي في أحيان كثير بحياة مدنيين على الأراضي العراقية .

وتأتي قمة بغداد لتزيد من أهمية الدور الذي يضطلع به العراق حاليا وهو أحد عناوين بداية شفائه من الأمراض العديدة التي ابتلي بها في السنوات الماضية من الاقتتال الداخلي والانقسام السياسي والاحتراب الطائفي، وهو يتهيأ اليوم لانتخابات تشريعية مبكرة بعد أقل من شهرين تبدو مفصلية للتأسيس لعراق جديد يتجاوز أزماته الاجتماعية والاقتصادية والتي زادتها جائحة كورونا صعوبة .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115