«داعش» الإرهابي يعلن عن مسؤوليته عن هجوم كابول ...وتركيا على الخط: مرحلة جديدة في أفغانستان وخلط الأوراق والمعادلات

على وقع انسحاب القوات الأمريكية والأطلسية من أفغانستان ، جاء هجوم «داعش» الإرهابي على مطار كابل، ليضع تحديات وصعوبات أخرى أمام

هذا البلد الذي يدخل في مرحلة جديدة من الغموض فقد أعلن تنظيم «داعش» الإرهابي عن مسؤوليته عن الهجومين الانتحاريين اللذين استهدفا البوابة الشرقية للمطار، كذلك فندقا قريبا يسمى «البارون». وتضع هذه التطورات الخطيرة تساؤلات عديدة، فهل كتب على الشعب الأفغاني أن يعيش بين مطرقة الجماعات المحلية المتشددة وأصولية طالبان، وبين سندان الإرهاب التكفيري العابر للقارات والحدود ؟ وكيف سيكون موقف الدول المجاورة لأفغانستان والتي يبدو أنها ستعيش انعكاسات هذه التحولات الجارية على حدودها بكل إرهاصاتها وصعوباتها ومخاطرها .
وقد أدانت عديد الدول هجمات مطار كابل الأفغاني على غرار مصر والسعودية والإمارات والبحرين والكويت والعراق. وجددت مصر «التأكيد على تضامنها من أجل مكافحة ظاهرة الإرهاب والعنف والتطرف بكافة أشكالها وصورها». فيما أعربت الخارجية السعودية، في بيان لها عن بالغ إدانتها واستنكارها الشديدين للحادثين، معربة عن أملها استقرار الأوضاع في أفغانستان في أقرب وقت.
وشددت الرياض على «موقفها الرافض لهذه الأعمال الإجرامية التي تتنافى مع المبادئ الدينية والقيم الأخلاقية والإنسانية، وتأكيد وقوفها إلى جانب الشعب الأفغاني».
كما وصفت الخارجية الإماراتية، في بيان، تفجيري مطار كابل الأفغاني بـ«الجريمة النكراء»، مؤكدة رفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار.وأوضحت أنها «تتابع عن كثب واهتمام التطورات الأخيرة في أفغانستان»، مشددة على ضرورة تحقيق الاستقرار والأمن فيها بشكل عاجل.
من جانبها، اعتبرت الخارجية البحرينية، في بيان لها أن تفجيري مطار كابل «عمل إرهابي آثم يتنافى مع كافة القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية». وأعربت المنامة عن تعازيها لأهالي وذوي الضحايا جراء هذا «الاعتداء الإرهابي الجبان»، معربة عن تطلعها لعودة الأمن والاستقرار والسلام إلى أفغانستان. فيما شددت الخارجية الكويتية، في بيان، على «موقفها المبدئي والثابت الرافض لكل أشكال العنف والإرهاب والداعي لمضاعفة الجهود الدولية لوأد هذه الأعمال الإجرامية وتخليص البشرية من شرورها».
كما أدانت الخارجية العراقية، في بيان لها هجومي مطار كابل، معلنة في موقف بلادها الرافض للإرهاب بكل أشكاله وصوره.وأكدت وقوفها مع «المجتمع الدولي في مواجهة الإرهاب، لا سيما أن بغداد واجهت التكفير والتطرف بكل أشكاله، ومن الضروري المواجهة الفكرية لهذه الجماعات».
مهمة غير مكتملة
وفي خضم هذه الأحداث الخطيرة ، يبدو أنّ أفغانستان ستعاني الأمرين وستعيش الكابوس نفسه الذي عاشته قبل عشرين عاما عندما استضافت طالبان تنظيم القاعدة على أراضيها . وهذا يؤكد مرة أخرى فشل الإستراتيجية الأطلسية والأمريكية في اجتثاث الإرهاب والجماعات الأصولية من عقر دارها وان إستراتيجيتها في مقاومة الإرهاب لم تسفر إلا عن المزيد من تناسل الجامعات الإرهابية ، بل وفرت بيئة خصبة لتنامي «الدول الفاشلة « في الشرق الأوسط بدء بسوريا مرورا باليمن وليبيا خلال العشرية الأخيرة.
أفغانستان ليست بعيدة عن كل هذه الأحداث وهي التي افتتحت قبل عقدين موسم التدخلات الأمريكية العسكرية الخارجية بكل انعكاساتها ونتائجها . وفي هذا الوقت تسارع باقي القوات الأطلسية الخطى لسحب ما بقي من قواتها على الأرض الأفغانية . فقد أعلن وزير الدفاع البريطاني ‘’بن والاس’’ أن عملية الإجلاء التي تقوم بها المملكة المتحدة في أفغانستان ستنتهي «خلال بضع ساعات». وقال ‘’والاس’’ غداة الهجوم الذي وقع في مطار كابول «بشكل عام العملية الرئيسية انتهت الآن ولم تتبق لدينا سوى بضع ساعات» لإجلاء نحو ألف شخص موجودين في باحة المطار. واكد والاس أن حوالي 14 ألف بريطاني وأفغاني تم إنقاذهم في المهمة البريطانية منذ منتصف أوت، مع الاعتراف بـ»الحقيقة المحزنة التي تفيد بأنه لا يمكن إجلاء الجميع».
تركيا على الخط
ولعل اللافت في كل ما يجري دخول الأتراك على الخط ، وذلك عبر اعلان أردوغان بأن «طالبان» عرضت علي بلاده تشغيل مطار كابل .
وأكد أن تركيا لن تطلب إذنا أحد حيال الاتصالات المحتملة مع «طالبان». وأشار إلى أنهم نقلوا السفارة حاليا إلى القسم العسكري في مطار كابل، وأنها تواصل نشاطها من هناك.
ولفت إلى أن أول لقاء مع «طالبان» جرى هناك، واستمر 3 ساعات ونصف ساعة، مؤكدا أنه ستوجد فرص للقاءات مماثلة إذا تطلب الأمر ذلك في المرحلة المقبلة.
وقال: «لدى طالبان عروض لنا بخصوص تشغيل مطار كابل، يقولون نحن نتولى مسألة أمنه وأنتم تتولون تشغيله، ونحن لم نتخذ قرارًا بعد بهذا الصدد». فتركيا يبدو ان الرابح الأكبر من كل الدمار المتفشي واستطاعت ان تستثمر جيدا في حروب المنطقة . ولعل الملف الليبي أكبر مثال على هذا التدخل التركي والأطماع الاردوغانية التي لا تعرف حدودا وذلك لجني أكثر ما يمكن من فوائد سياسيا واقتصاديا . لقد أثبتت تجارب التاريخ الحديث بأنه لا يمكن لتركيا أن تعيش بعيدا عن منطق الاستعمار او استغلال الشعوب تحت مسمى الشراكات الاقتصادية والأمنية . فهل يعيد أردوغان في أفغانستان لعب الدور التركي نفسه الذي قام به في ليبيا مع تغير الحلفاء الاستراتيجيين.
يرى البعض ان تصاعد الدور التركي لم يأت صدفة وان أنقرة اليوم بصدد تأدية دور وظيفي جديد في أفغانستان بضوء أخضر أمريكي .
وقد قال اردوغان في تصريح له بان « تركيا ساهمت بشكل كبير للغاية في سلام واستقرار وطمأنينة الشعب الأفغاني، قائلا: «منذ 20 عاما، كانت تركيا دائما في أفغانستان عبر دولتها، ومستثمريها المدنيين ورجال الأعمال».
وهذا يحيلنا الى تصريحاته المشابهة في الملف الليبي وبان دور بلاده كان من أجل السلام في ليبيا .
الأكيد ان اردوغان اليوم لديه العديد من الأوراق الهامة في المنطقة وأفغانستان هي ورقة جديدة سيوظفها لصالحه.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115