لبنان يدخل في مرحلة جديدة من الحرب الاقتصادية: وستكون الحكومة طوق النجاة

يعلق اللبنانيون آمالا كبيرة على تشكيل الحكومة الجديدة للخروج من النفق المظلم الذي بات يغرق حياتهم اليومية في الظلام .

ذلك ان حالة الحرب الصامتة التي يعيشها اللبنانيون أشبه بالموت البطيء جراء فقدان الأدوية والمواد الحيوية مثل المحروقات التي لا تستقيم أية معيشة دونها . اضافة الى طوابير البنزين بات اللبنانيون يقفون اليوم في طوابير الخبز بعد فقدان مادة المازوت واضطرار آلاف الأفران الى الاغلاق .
يدفع اللبنانيون اليوم ثمن الحصار على الجوار السوري بسبب قانون قيصر وما تبعه من مخلفات عديدة أهمها تهريب عديد المواد الحيوية الى سوريا وفقدانها في الأسواق اللبنانية او بيعها في السوق السوداء . فيما يقف العالم متفرجا على المأساة اللبنانية وعلى موت العشرات يوميا بسبب فقدان الأدوية وغيرها .
ايران على الخط
وجاء اعلان حزب الله عن ابحار شحنة محروقات من إيران إلى لبنان، لإنقاذ الوضع والتخفيف من أزمة الوقود الحادة ، ليثير ردود فعل متباينة بين مرحب ومعارض . فقد حذر معارضو الحزب من عواقب هذه الخطوة، وبأنها تشكل مخاطرة بفرض عقوبات على بلد يعاني اقتصاده من الانهيار منذ ما يقرب من عامين. واللافت ان دخول طهران على خط الأزمة اللبنانية بشكل مباشر دفع السفيرة الأمريكية في لبنان دوروثي الى التدخل والقول بأن لبنان لا يحتاج إلى ناقلات إيرانية مستشهدة بمجموعة من سفن الوقود قبالة الساحل في انتظار تفريغ حمولتها.
وقالت إن الولايات المتحدة تجري محادثات مع مصر والأردن للمساعدة في إيجاد حلول لاحتياجات لبنان من الوقود والطاقة.
وقالت الرئاسة اللبنانية في بيان لها إن السفيرة الأمريكية أبلغت الرئيس ميشال عون المتحالف مع حزب الله إن «الولايات المتحدة قررت مساعدة لبنان لاستجلاب الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا، وذلك عن طريق توفير كميات من الغاز المصري الى الأردن تمكّنه من انتاج كميات إضافية من الكهرباء لوضعها على الشبكة التي تربط الأردن بلبنان عبر سوريا. كذلك سيتم تسهيل نقل الغاز المصري عبر الأردن وسوريا وصولا الى شمال لبنان».
وقد اعتبر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بأن ما يجري في لبنان حرب اقتصادية لإخضاع اللبنانيين ولفرض خيارات عليهم تخدم مصالح إسرائيل، في ما يتعلق بترسيم الحدود البحرية، كذلك في علاقة باقتسام الثروة النفطية في البحر... مشيرا الى ان أن الإدارة الأمريكية هي التي تدير هذه الحرب».
ويبدو ان الكيان الاسرائيلي ليس بعيدا عن كل ما يجري ، فقد تصاعدت
الخروقات والاعتداءات الاسرائيلية على لبنان مما دفع الحكومة اللبنانية الى تقديم شكوى للأمم المتحدة. كما أدانت وزيرة الدفاع والخارجية اللبنانية زينة عكر «إطلاق العدو الإسرائيلي صواريخ من الأجواء اللبنانية بشكل فاضح واستهداف مواقع في سوريا على علو منخفض».
وقالت: «ما حدث شكل حالة هلع لدى المواطنين اللبنانيين، وتهديدا مباشرا وخطيرا لحركة الملاحة اللبنانية وسلامة الطيران المدني لانتهاكها للأجواء المحاذية لمطار بيروت».
وقد تصاعدت في الآونة الأخيرة انتهاكات العدو للأجواء اللبنانية وتحليق طائراته الحربية على علو منخفض وعبور عدة صواريخ في أجوائها، مما سبب حالة هلع بين سكان تلك المناطق.
لعبة المحاصصات
في خضم ذلك لا تزال عملية تشكيل الحكومة أصعب مما توقع البعض، وتصطدم بلعبة المحاصصات الطائفية والسياسية الى أبعد حدود . وقد صرح رئيس الحكومة المكلف في لبنان نجيب ميقاتي، أنه سيستمر في مسعاه لتشكيل الحكومة. جاء بيانا ميقاتي وعون ليفند التقارير الاعلامية التي تحدثت عن تعطيلات تجابه تشكيل الحكومة واختيار الأسماء .
ونفت الرئاسة اللبنانية مطالبة عون بالثلث المعطل، مشيرة الى أن الإعلام تناول معلومات مغلوطة حول مسار تشكيل الحكومة، كما تحدثت عن تصريحات وتحليلات تتعمد «تشويه» مواقف رئيس البلاد. كما اتهم الرئيس اللبناني ميشال عون أطرافا لم يحددها بالاسم بالسعي الى تعطيل تشكيل حكومة جديدة ودفع البلاد نحو الفوضى.
اليوم يبدو ان الأمل معلق على ميقاتي بعد اعتذار الحريري ليكون قشة النجاة الوحيدة من هذا المستنقع، ذلك أن إنقاذ الوضع في لبنان يحتاج الى حكومة قوية تنال ليس فقط ثقة البرلمان ورضى رئيس الجمهورية اللبناني وثقة الشعب الأطراف الكبرى المتحكمة في المشهد اللبناني حسب مصالحها وتوجهاتها .
واليوم يزيد تأخر تشكيل الحكومة الوضع سوءًا في بلد يعاني منذ أواخر عام 2019، من أسوإ أزمة اقتصادية بتاريخه، وسط انهيار مالي ومعيشي وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وشح الوقود والأدوية والسلع الأساسية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115