ميقاتي يستعد لتولي رئاسة الوزراء: لبنان أمام مفترق جديد

حصل رجل الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي على أغلبية أصوات النواب خلال المشاورات البرلمانية لتكليفه بتشكيل حكومة جديدة في البلاد.

جاء ذلك بعد اعتذار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ووصوله الى طريق مسدود إثر الخلاف مع الرئيس ميشال عون على التشكيلة الوزارية الأخيرة.
ويدخل لبنان مع هذا التعيين مرحلة جديدة يأمل فيها اللبنانيون أن تخرجهم من أزمتهم الاقتصادية ومن الانهيار المعيشي الذي يعيشونه.

تحديات كبرى
والمعلوم ان ميقاتي تولى رئاسة الوزراء مرتين ، لكنه يواجه تحديات كبيرة في كيفية التعامل مع توازنات القوى وتقاسم الحصص الوزارية وهي الصعوبات نفسها التي وجد الحريري نفسه عاجزا أمام حلها .
ويعد الانهيار الاقتصادي أحد أكبر الملفات التي تنتظر ميقاتي.
ويبدو ان سقف الدعم الذي يتلقاه أكبر من الذي ناله الحريري خاصة بعد اعلان كتلة حزب الله البرلمانية ترشيحه . إذ قال رئيس الكتلة محمد رعد «لطالما تعاطينا بكل إيجابية مع مختلف الجهود لتشكيل الحكومة.
وأضاف في تصريح له: «مع ظهور مؤشرات تلمح إلى إمكانية تشكيل حكومة ، فإنه من الطبيعي جدا أن تؤيد الكتل النيابية وتشجع وتعزز هذه الإمكانية ومن هنا جاءت اليوم تسميتنا لدولة الرئيس ميقاتي كرئيس مكلف لتعكس جدية التزامنا لنتقصد أيضا إعطاء جرعة إضافية لتسهيل مهمة التأليف.»
وقد صرّح الحريري للصحفيين بعد لقائه مع عون أنه يأمل أن تتم تسمية ميقاتي اليوم «على أساس متابعة المسار الدستوري الذي اتفقنا عليه.

مرحلة جديدة
ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي سعد الياس لـ«المغرب» ان الوضع في لبنان على مفترق طرق خطير فإما ان يعي المسؤولون خطورة الأوضاع التي سوف توصلهم الى انهيار كامل او يتفقوا على تشكيل حكومة تجعل البلد ينهض من الهاوية التي وصل اليها نتيجة السياسات والتراكمات على مدى ثلاثين سنة والتي تفاقمت في هذا العهد». ويتابع : «بعد انفجار مرفإ بيروت كل هذه السياسات الاقتصادية والمالية أوصلت الشعب اللبناني الى طريق مسدود» وأضاف: «المفترض ان تؤدي الاستشارات النيابية الملزمة والتي دعا اليها ميشال عون، الى تكليف الرئيس نجيب ميقاتي بدعم من رؤساء الحكومات السابقين وطبعا بدعم من الرئيس نبيه بري. « وقال ان العقدة الأخيرة أمام تكليف ميقاتي تتعلق بموضوع التسمية المسيحية لان التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية سيمتنعان عن تسمية ميقاتي والذي سيكون رئيسا مكلفا بثالث حكومة له في لبنان» . وأضاف الياس: «ان تكليف ميقاتي سينقل لبنان الى مرحلة جديدة يؤمل معها عدم الدخول في لعبة الشروط والشروط المضادة والاجتهادات الدستورية والتنازع على الصلاحيات».

ويضيف :«يمكن الدخول في مرحلة جديدة لم يتمكن من الدخول بها سعد الحريري لانه تمسك بسقف عال من الشروط السياسية لتركيبة الحكومة . والمعلوم ان هناك صراعا جديا وحاد بين الحريري وبينه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، فلا الحريري كان يريد التراجع عن شروطه ولا باسيل أراد التخلي عن العقد وتمسك بالشروط».
يشار الى انه تم اختيار ميقاتي، رئيسا للوزراء لفترة وجيزة في افريل من عام 2005، عندما أجبرت الاحتجاجات على مقتل رفيق الحريري سوريا على سحب قواتها من لبنان. وأمضى ميقاتي ثلاثة أشهر في منصبه حتى فاز تحالف من الأحزاب السنية والدرزية والمسيحية بقيادة سعد الحريري بالانتخابات.
وترشح ميقاتي لرئاسة الوزراء مرة أخرى في جوان 2011، واستقال في ماي 2013 وظل رئيسا لحكومة تصريف أعمال حتى فيفري 2014.

وشغل منصب وزير النقل والأشغال العامة ثلاث مرات بين عامي 1998 و2004. وعلى النقيض من العديد من زعماء لبنان، فإن ميقاتي لا ينحدر من إحدى العائلات السياسية العديدة مما يجعله مرشحا وسطا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115