وقد بدأ تحديدا عام 2001 في أعقاب هجمات 11 سبتمبر.
لكن هذا الانسحاب -بكل ما يحمله من دلالات وانعكاسات- يثير المخاوف بسبب تحفز المجموعات المسلحة لملء الفراغ الأمني وفي مقدمتها حركة طالبان التي تواصل حملتها للسيطرة على عدة مناطق ريفية في ظل عدم قدرة الحكومة الأفغانية على فرض الاستقرار والتحكم في أمن البلاد. وقد شنت حركة طالبان امس أول هجوم في شمال غرب البلاد ويبدو ان القادم سيكون أكثر صعوبة على الشعب الأفغاني .
يشار الى ان الحكومة الأفغانية كانت قد دخلت في مباحثات مع طالبان استضافت قطر عدة محطات منها، وذلك في اعقاب إعلان الولايات المتحدة عن بدء سحب قواتها من أفغانستان في افريل الماضي. وكان موضوع اللقاءات يتعلق بسبل تسريع عملية التفاوض لتوطيد عملية السلام بأفغانستان .
ولكن هذه المباحثات وغيرها لم تؤت أكلها لان أعمال العنف ما تزال متصاعدة. وذلك رغم الاتفاق الذي وصف بالتاريخي بين واشنطن و«طالبان»، في أواخر فيفري 2020، والذي ينصّ على انسحاب أمريكي تدريجي من أفغانستان وتبادل للأسرى.
ويوم امس دخلت طهران على خط الأحداث وذلك باستضافتها جولة تفاوض بين الحكومة الأفغانية وممثلين عن طالبان بعد أشهر من جمود المحادثات بين الطرفين. والمعلوم ان ايران ترتبط بحدود مشتركة مع أفغانستان وهي تستضيف ملايين اللاجئين الأفغان منذ سنوات، مما يثير قلقها من فشل المفاوضات . فاعلان كابول عن تبني الهجوم على عاصمة احدى الولايات، بعد ساعات على تأكيد البنتاغون ان الانسحاب أنجز بنسبة 90%. ، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بان كل السيناريوهات واردة في هذا البلد الذي يعيش أوضاعا هشة امنيا وسياسيا واجتماعيا ، ولا يمكن ان يشفى بين ليلة وضحاها من تداعيات 20 عاما من الوجود الأمريكي ومن تهديدات المتمردين . مما دفع أكثر من طرف الى محاولة لعب دور في تلك البقعة الهامة ، فقد أعلنت روسيا استعداداها للدفاع عن حلفائها بالمنطقة إذا استدعى الأمر. كما أعلن لافروف أن روسيا مستعدة لاستخدام قاعدتها العسكرية في طاجيكستان، وهي واحدة من أكبر قواعدها العسكرية بالخارج، لضمان أمن حلفائها الذين كانوا يشكلون جزءا من الاتحاد السوفيتي وهي منطقة تسعى روسيا للحفاظ على نفوذها فيها.
وبات الجميع اليوم يترقبون مآل الأوضاع الأمنية في أفغانستان في ظل انسحاب القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي ، دون تحقيق ضمانات واضحة في ما يتعلق باستقرار الوضع وذلك بعد عقود أمضتها هناك.