أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي في هذا الحديث الخاص لـ«المغرب» بان الشعب الفلسطيني سيظل صامدا في كل الجبهات في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي . ووجّه تحية للشعب التونسي ولكل الشعوب العربية التي تحركت لمساندة الفلسطينيين وقال ان الصهيونية لن تكون في الصدارة طالما أن هناك طفل فلسطيني واحد يرفع شارة النصر ويردد ما قاله الزعيم ياسر عرفات» على القدس رايحين شهداء بالملايين».
• كيف ترون المشهد في فلسطين والى أين تسير الأمور في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل ؟
لازالت «اسرائيل» على مدار اليوم الحادي عشر تقوم بجرائم حرب ضد الفلسطينيين . وأقول لكم ان ما تمارسه «إسرائيل» جرائم حرب ضد المدنيين وضد البيئة. غزة يمكن ان تكون كارثة بيئية إذ ان ما يجري من تدمير وتحطيم وكل ما يحصل هو أمر في غاية الخطورة. يعني لما يكون نصف الشهداء أطفال ونساء وعجز، فان هذا الأمر يندى له جبين البشرية. تدخل بايدن أربع مرات وآخر انذار وجهه لنتنياهو قال فيه انه اذا لم يقم باحتلال غزة بيوم واحد فعليه ان يوقف العملية العسكرية ولكن نتيناهو رد عليه بمبررات سخيفة . وبالتالي «إسرائيل» ليست فقط دولة مارقة خارج إطار الامم المتحدة ولكنها تحولت الى عصابة ونظام «ابارتاييد» فوق القانون. لجأنا الى سلام وعلمّنا الناس ثقافة السلام ولكنهم ردوا علينا بتشكيل منظمات متطرفة تعيد الى الأذهان جرائم منظمات ارغون وهاغاناه . اليوم في الكونغرس الأمريكي أكثر من 133 نائب طالبوا بايدن بايقاف صفقات الأسلحة لإسرائيل. لم يتمكن العالم قتل الشعب الفلسطيني ولا يستطيعون لم اسكاتنا واليوم لدينا يوم غضب في فلسطين وستتوحد كل الجهود وستستمر المواجهة لـ«إسرائيل» في كل المواقع . سقط لدينا 26 شهيدا في الصفة الغربية اضافة الى آلاف الجرحى و«اسرائيل» تستخدم سلاحها الحي والرصاص المطاطي والمياه العادمة لان هذا العدو لا يفهم الا لغة القوة . والحمد الله انه رغم التدمير الكامل والشامل لغزة الا انها فرضت على اسرائيل منع التجول وتنطلق صواريخها ومدفعياتها في كل الاتجاهات التي تهدد هذا الوحش الذي يسمى «إسرائيل» وتحاصره. لقد عقدنا العزم على ان نستمر في المواجهة مهما كان الثمن . كامل شعب الاردن في حالة غضب كذلك تونس حدّث بلا حرج والجزائر والمغرب والعالم كله مشغول الآن بما يحصل في فلسطين، ولكن ذلك لا يكفي اذا لم يترافق مع خطوات عملية مثل المقاطعة او سحب السفراء. ويجب ان تتخذ قرارات مقاطعة اسرائيل او سحب سفرائها من الدول التي طبعت. ويجب التحرك أكثر لا فقط في مجلس الأمن بل أيضا على صعيد الجمعية العامة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية وعلى صعيد اتحادات العمال ويجب ان نقاطع بضائع امريكا في هذه المرحلة من أجل الضغط لحماية الشعب الفلسطيني . فالذي لا يستطيع محاربتها على الأقل يقف ضد مصالح الولايات المتحدة ويقاطع بضائعها ، فمن المؤسف جدا ان الفلسطيني دائما يدفع الثمن .
• تتواصل المقاومة الفلسطينية اليوم على كل المستويات أي ان هناك المقاومة المسلحة كذلك على مستوى النضال الشعبي وعلى المستوى الدبلوماسي ، وهناك جهود تبذل في الجمعية العامة للأمم المتحدة...باعتقادك هل ان هذه التحركات ستؤتي أكلها في ادانة وإيقاف العدوان الصهيوني ؟
واجبنا ان لا نرفع أيدينا وان لا نستسلم، وواجبنا ان نفتح كل الخيارات والأبواب ولكن على قاعدة «عهد الله لن نرحل ولن نستكين ولن نستسلم ونقدم الأرواح من أجل الاقصى وكنيسة القيامة»، وأيضا من أجل هذا التاريخ الحافل لشعب فلسطين. لن يكون الصهاينة في الصدارة طالما لدينا طفل فلسطيني واحد يرفع شارة النصر ويردد ما قاله الزعيم ياسر عرفات» على القدس رايحين شهداء بالملايين».
• مقولة غولدا مائيير «بان الكبار يموتون والصغار ينسون «أثبت الجيل الفلسطيني الجديد المنتفض اليوم ضد التهويد زيف هذه المقولة، وهذا الجيل يقف اليوم ضد سياسة التهويد والعنصرية الإسرائيلية فماذا تقولون وهل سقط اليوم مشروع التهويد؟
سياسة التهويد قائمة واجراءاتهم قائمة ولكن قلنا بأن صغارنا لا ينسون بل يعلمونهم دروسا في الشجاعة والفروسية. وهم قالوا ان فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا وطن، ونحن نقول لهم اننا أكثر منهم بـ 230 الف رغم الحصار والدمار. وانا أقول عندما سيتوقف القتال داخل فلسطين سيرى الإسرائيليون حجم الدماء لديهم سيغادر على الأقل مليون منهم ويعودون الى البلدان التي جاءوا منها ... مدير مستشفى هداسا تحدث عن اعداد الجرحى والقتلى المتصاعدة والتي يقع التعتيم عليها من قبل اعلام العدو . صحيح دمروا غزة ولكنهم في حالة بؤس شديد واعتقد انهم في نهاية المعركة سيقفون على حجم الدمار الذي سببته لهم سياسات نتنياهو الذي قام بتأجيل الانتخابات لكي يبقى في الكرسي ولكي لا يذهب للسجن . وباعتقادي عندما سيشاهدون الدمار الذي اوقعهم فيه سيفرضون عليه عقوبات .
• كيف تنظرون الى المسيرات المطالبة بتجريم التطبيع في تونس والى المسيرات الشعبية التي شهدتها الدول العربية؟
أحيي تونس وأحيي الكويت وأحيي هذا الصمود الأسطوري للأردن في مواجهة هذا الوضع الشائك والمعقد . وآن الأوان لان تنهض الأمة رغم الزعامات الفاشلة ، ورغم كل الترسانات العربية الخرساء ورغم كل المواقف الدولية التي تفتقر للتطبيق لان الحركة الصهيونية مسيطرة على الإدارة الامريكية الخبيثة . الحمد الله الى الآن نحن صامدون أمام دولة يقال عنها انها اسطورة التفوق وان جيشها لا يقهر ولكنهم الآن مقهورون ومختبئون في المخابئ .
وأقول للشعب التونسي انتم أساتذة ومناضلون لأنكم تعتبرون ان فلسطين قضيتكم الداخلية . ولا ننسى ان تونس -هذا البلد العزيز علينا- استضاف منظمة التحرير الملاحقة في كل مكان في مرحلة صعبة . وصمدنا بإسناد الشعب التونسي وعدنا الى أرض الوطن لا لنكون عبيدا وأذلاء لشرذمة اسمها الصهيونية بل عدنا لنكون أقوياء .