عودة الجولاني ... «جبهة النصرة» و«استراتيجية» أمريكا

يعلم الجميع جيداً أن جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة صناعة أمريكية تمهد لتقسيم المنطقة، باستخدام تكتيك رفع الدين شعاراً لها لتنفيذ مخططاتها،

واستخدام فئة من الشباب المتشددين لمقاتلة الجيش العربي السوري، هذا ما نشاهده اليوم من خلال دعم إدارة بايدن للتنظيمات التكفيرية في سوريا ومساندتها بالمال والسلاح لرسم خارطة الشرق الأوسط الجديد. ومن هنا فأن كل الإدعاءات التي تتذرع بها أمريكا وحلف الناتو بشأن الحرب على الإرهاب والتدخل الإنساني ما هي إلا حجج وأكاذيب واهية من أجل إنتهاك سيادة سوريا ووحدة أراضيها.

وقد استأثر ظهور زعيم « جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني، مجدداً إلى جانب الصحفي الأمريكي، مارتن سميث بزي جديد، وبحضور بعض المنظمات الغربية في إدلب السورية، صدمة في أمريكا وحرج أمام قيادات الجماعات الجهادية الإرهابية حيث ارتدى ثياباً غربية بعد أن كان مصراً على أن يظهر بالدشداشة أو العمامة التي اغتسلت بالدم السوري طوال عشر سنوات، ولكن لضرورات المصلحة الجهادية قرر الجولاني أن يتخلى عن الدشداشة والعمامة والكلاشينكوف تحقيقاً لمصالحه وأهدافه هناك.

ولعله من الضروري في هذا الصدد الإشارة إلى أن ما تصرح به وزارة الخارجية الأمريكية عن مكافأة قيمتها عشرة ملايين دولار، لأي جهة أو شخص يقدم معلومات عن مكان “الجولاني” وتحركاته بعد أن تم تصنيفه منذ سنوات على قوائم “الإرهاب” بسبب فكره الجهادي. كلام لا يثير الإستغراب بل الإستهجان، لأن جبهة النصرة مشروع استثماري حربي أمريكي بامتياز حيث تستثمرها، لقتل السوريين والعراقيين واليمنيين والليبيين وخلق المزيد من الانقسامات والتفتيت والفوضى، ورسم الجغرافيا السياسية وفق مصالحها النفطية، وتحقيق المزيد من صفقات السلاح، ولعل ذلك ما يعزز الرغبة الأميركية الكبيرة بإطالة عمر هذه الجبهة إلى أمد غير محدود.

السؤال الذي نوجهه هنا هو: كيف يمكن للصحفيين الغربيين إجراء المقابلات الشخصية مع زعماء التنظيمات والجماعات الجهادية والحصول على أدق المعلومات، بينما يخشى الصحفيون المحليون على أرواحهم إذا كتبوا كلمة أو حصلوا على أي معلومة عابرة تدين التنظيمات الإرهابية والقوى المتطرفة الأخرى؟

وثبت بالدليل القاطع -اليوم- أن أمريكا لاعب رئيسي في مفردات الصراع في سوريا من وراء الأستار والحدود، إذ تتلاعب بالأحداث والأوراق وتخفي وراءها أطماعاً مؤجلة في سوريا وتعمل بكل ما تملك من خبرة ودهاء على خلط الأوراق من جديد بين الساحات لكي يخلو لها الجو في النهاية كما تتصور، و تكون لها اليد الطولي في الهيمنة على سوريا.

إجمالا...يخوض أبطال سورية معركة شرسة، ليجعلوا من أنفسهم سوراً لحماية سورية وأهلها، فهم يسطرون اليوم صفحة جديدة مليئة بالعز ليضربوا بيد من حديد كل من يسعى للنيل من أمن سورية، فالتقدم الكبير للجيش السوري وحلفاؤه في ادلب ما هو إلا خطوة واحدة في مسيرة إجتثاث الإرهاب وطرد المتطرفين من سورية، لذلك فإن الأيام القادمة ستشهد مزيداً من الانتصارات الحاسمة في إدلب خاصة مع إعلان الجيش السوري عن بدء تنفيذ الخيارات الإستراتيجية للرد على التنظيمات المتطرفة بعد أن اكتملت الاستعدادات النهائية للدخول في مرحلة كسر العظم في إدلب والمناطق الأخرى.

وباختصار شديد، نقول للجولاني وأعوانه من الإرهابيين بملء الفم: «خاب سعيكم»، وأن في سورية جيش عظيم، يمتلك رجالا، جعلوه في صدارة جيوش المنطقة، ويستطيع أن يصل إليكم في قواعدكم التي تختبئون فيها في أي مكان من سورية والمنطقة بأكملها، لذلك ستشهد ادلب أياماً مقبلة مليئة بالتطورات والإنتصارات، وسيرتفع علم سورية عالياً فوق أرض إدلب وسيمزق الشعب السوري تلك الرايات السوداء للغرباء الذين حاولوا إختطاف مدينة ادلب، وإن الصفعة المؤلمة التي ستتلقاها هذه المجموعات ستترك تأثيراتها المباشرة على الأزمة السورية وستعمل على تغيير الكثير من المواقف في الساحتين الإقليمية والدولية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115