في العالم والدور الكبير الذي تمارسه شرقا وغربا . لكن لهذه الانتخابات خصوصية كبيرة وتختلف عن سابقاتها فهي تعد الأكثر غموضا نظرا لتقارب النتائج بين المنافسين الجمهوري والديمقراطي قبل أن يتم الإعلان رسميا عن فوز بايدن . فرغم انتهاء التصويت يوم الثلاثاء الماضي الا ان عملية فرز الأصوات استمرت لأيام عدة وسط منافسة حادة واتهامات متبادلة وصلت الى حد الاتهام بالتزوير .
كما هيمنت على هذه الانتخابات انعكاسات جائحة كورونا التي سجلت حصيلة قياسية جديدة من الإصابات في يوم واحد فيما تعهد المرشح الديموقراطي جو بايدن بالتصدي للجائحة «في اليوم الأول» له في البيت الأبيض في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية. فقد أعلنت الولايات المتحدة عن أكثر من 127 ألف إصابة جديدة .
ومع استمرار الجدل والانقسام الذي رافق العملية الانتخابية تعمقّت خسائر النفط الأمريكي الخام إلى نحو 3 %، حسب آخر حصيلة. ويربط المراقبون ذلك بضغوطات عودة عديد الدول حول العالم خاصة الدول الاوربية الى الاغلاق الجزئي في مواجهة الجائحة ، التي سجلت 49 مليون اصابة بينها مليونا و230 ألف حالة وفاة، وفق آخر إحصائيات . كما تظهر بيانات أمريكية تباطؤ نمو الوظائف في الولايات المتحدة خاصة وان الاقتصاد الأمريكي تضرر كثيرا من جائحة كورونا.
كل هذه العوامل أثرت كثيرا على خيارات الناخبين واتجاهات التصويت للرئيس الـ 46 للولايات المتحدة. فالمعركة الانتخابية لم تنته بعد وينتظر الكثيرون ان تبدأ معركة من نوع آخر وهي سياسية وقانونية وذلك مع احتدام الجدل الانتخابي بين بادين وترامب. فالرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، حذر منافسه الديمقراطي ، من إعلان فوزه بالرئاسة. وقال على حسابه بـ«تويتر»: «لا ينبغي لجو بايدن أن يطالب بشكل خاطئ بمنصب الرئيس. يمكنني تقديم هذا الادعاء أيضا. الإجراءات القانونية بدأت للتو».
وأكد الرئيس الأمريكي بأنه سيمضي قدما في الإجراءات القانونية مدعيا بأن الانتخابات الرئاسية تعرضت للتزوير لصالح بايدن، وتعهد برفع «الكثير من الدعاوى القضائية» بعد أن زعم أنه تم إلغاء أصوات لصالحه.
مهما يكن من أمر، فإن ساكن البيت الأبيض تنتظره الكثير من الملفات الثقيلة داخليا وخارجيا ...فهل سيبدأ عهد أمريكي جديد بتوجهات مغايرة.