وذلك وسط منافسة حادة وشرسة بين المرشحين المتنافسين الديمقراطي جو بايدن والرئيس الحالي الجمهوري دونالد ترامب ...أسباب عديدة تدفع الملايين حول العالم لمتابعة الاستحقاق الرئاسي الأمريكي لما لهذه النتائج من تأثيرات مباشرة في عديد المناطق الساخنة في العالم والتي ترتبط مباشرة بالسياسات الأمريكية ومواقفها في هذه الأزمات . ولكن هذه الانتخابات ذات خصوصية كبيرة نظرا الى أجواء المنافسة التي بلغت ذروتها مع الاقتراع المباشر أول امس وسط مناخ من التوتر المتصاعد والاتهامات المتبادلة بين أنصار المرشحين . والتي وصلت الى حد تلويح ترامب برفض نتائج الانتخابات في حال فوز منافسه بايدن .
والمفارقة انه حتى مساء أمس تبنى كل من المرشحين الفوز رغم ان أصوات الناخبين الأمريكيين لم تحسم الى حد ساعة متأخرة، ورغم الغموض الذي يكتنف النتائج باعتبار التقارب الواضح بين المرشحين . سارع ترامب الى استباق النتائج الرسمية معلنا فوزه رغم استمرار فرز الأصوات في عدد من الولايات الأساسية. وتابع ترامب في كلمة مقتضبة في البيت الأبيض:»بصراحة، لقد فزنا في الانتخابات»، متحدثًا عن «تزوير»، وأشار إلى أنه يعتزم اللجوء إلى المحكمة العليا، فيما قال نائبه مايك بنس إن «الرئيس في طريقه إلى الفوز».
صحيح ان هذا السباق الرئاسي لحظة هامة في تاريخ أمريكا لكنه حدث مفصلي كذلك بالنسبة لعديد الدول التي تترقب النتائج تبعا لمصالحها وتقاربها مع هذا الرئيس او ذاك. وتؤشر المعلومات الى ان ولايات فلوريدا وتكساس وأوهايو، وبنسلفانيا هي التي ستحسم الجدل وستفصح عن الرئيس الجديد للبيت الأبيض .
وقد رد المنافس الديمقراطي على اتهامات ترامب بالقول بانه:«في حال ذهب ترامب إلى المحكمة لمنع فرز الأصوات بشكل سليم ستكون الفرق القانونية للديمقراطيين جاهزة للتصدي لهذا المسعى».
وفي الحقيقة تؤجج هذه الاتهامات المتبادلة من مخاوف البعض من انتقال غير سلس للسلطة في أكبر قوة ديمقراطية في العالم . فقد سبق أن وقعت حوادث مماثلة من الاتهامات بالتزوير في التاريخ الانتخابي الأمريكي ، فخلال الانتخابات التمهيدية للجمهوريين عام 2016، اتهم المرشح ترامب منافسه تيد كروز بالتزوير بعد فوز هذا الأخير في أيوا. وطالب باقتراع جديد أو الغاء الاصوات التي صبت لصالح السناتور.
وتوجد اليوم ملفات عديدة تنتظر الحسم أولها الحروب المشتعلة في الشرق الأوسط وكذلك الملف الإيراني والصراع مع الصين ...بالتزامن مع انسحاب الولايات المتحدة امس رسميا من اتفاق باريس المناخي بات جليا ان أية عودة لهذه المعاهدة الدولية مرهونة بنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية ...فهل سيكون العالم على موعد جديد مع ترامب بكل سياساته الجنونية وهل سيتمكن بايدن في حال فوزه من ترميم السياسة الخارجية الأمريكية وإعادة النظر في الكثير من توجهاتها كما وعد بذلك ناخبيه خلال حملته الانتخابية؟ وكيف ستكون التوجهات الأمريكية القادمة؟