العالم يترقب الانتخابات الأمريكية: من سيكون الساكن الجديد للبيت الأبيض ؟

تتجه أنظار العالم الى الولايات المتحدة الامريكية التي تتهيأ اليوم لانتخاب رئيس جديد على رأس البيت الأبيض ، وسط منافسة حادة بين المرشح الجمهوري

والرئيس الحالي دونالد ترامب والديمقراطي جو بايدن . وتؤكد آخر استطلاعات الرأي بأنه لدى المرشح الديمقراطي جو بايدن حظوظ وفيرة في الفوز خاصة انه تقدم على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأيام الأخيرة من حملته الانتخابية ضمن ما يسمى بـولايات «حزام الصدإ الثلاث» الحاسمة التي فاز بها ترامب بفارق ضئيل قبل أربع سنوات.
ويتقدم بايدن على ترامب بنسبة 10 % في ولايتي ويسكونسن وميشيغان ويتقدم بفارق سبع نقاط في ولاية بنسلفانيا. فيما يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى البحث عن دعم أربع ولايات حاسمة. وستكون ولاية ميشيغان هي المحطة الانتخابية الأخيرة لترامب وهي المكان نفسه اختتم حملته الرئاسية لعام 2016 . فلمن ستكون كلمة الحسم ولمن سيعطي الأمريكيون أصواتهم؟

استقطاب كبير
أدلى 92.2 مليون ناخب بأصواتهم مبكرا وهو رقم قياسي. وصوتوا إما شخصيا أو عن طريق البريد، وفقا لمشروع الانتخابات الأمريكية، وهو ما يمثل حوالي 40 % من الناخبين الذين يحق لهم التصويت. وتعكس هذه النسبة المرتفعة تصاعد حمّى السباق الرئاسي واحتدامه.
ويراقب العالم نتائج السباق الانتخابي الأمريكي لما لهذه الانتخابات من تأثير على سياسات أمريكا الخارجية في ما يتعلق بعديد الملفات الحساسة سواء في الشرق الأوسط او في غيره. ويتطلع البعض الى فوز جون بادين لينهي بذلك حقبة مليئة بالحروب التي خلفّها ترامب وسياساته في عديد الملفات. فبغض النظر عن نتائج الانتخابات فالأكيد انها ستؤثر بقرارات أمريكا وتوجهاتها .

ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هو من سيحسم هذا السباق وهل سيكون للجائحة الكلمة الفيصل في خيارات الناخبين؟ إضافة الى عديد العوامل الأخرى مثل الاقتصاد وغيرها اذ يرى عديد المراقبين بان ترامب وطريقة ادارته لأزمة كورونا كانت مثار انتقادات كبيرة من قبل العديد من الشرائح الأمريكية ، فقد تجاهل الجائحة واستخف بها في البداية ، ولذلك كان جليا ان يعمد بادين الى استغلال هذه النقطة مركّزا في حملته على انتقاد ترامب بسبب اخفاقه في إدارة الأزمة وحمّله مسؤولية الأضرار التي لحقت بالاقتصاد الأمريكي جراء الجائحة، خاصة انها قضت على أكثر من ربع مليون أمريكي. كما نتجت عنها توترات عنصرية أدت الى أعمال شغب وعنف في بعض المدن الأمريكية. لذلك فان كل السيناريوهات والاحتمالات ممكنة في هذه الانتخابات.

الملفات الخارجية
ويرى عديد المراقبين بان نتائج هذه الانتخابات ستكون مؤثرة حول مآل عديد الملفات الإقليمية الحارقة ولعل أبرزها الملف الإيراني. فالمعلوم ان ترامب أخذ سياسة اكثر تطرفا في ما يتعلق بهذا الملف من خليفه باراك أوباما. وقام بنسف الاتفاق النووي الإيراني. لذلك يتوقع مراقبون بان تكون سياسة بايدن أكثر انفتاحا تحو الحل السلمي وقد تشهد عودة الى المفاوضات النووية مع ايران من جديد. في هذا السياق اكدت ايران باسم وزارة خارجيتها بانها ستنظر الى الخطوات التي ستقوم بها أي إدارة أمريكية مقبلة لا اسم رئيسها، وأوضحت الوزارة :«سنتابع مقاربة الإدارة الأميركية الجديدة والى أي حزب ستنتمي».
وتابع «سيتركز اهتمامنا على خطوات الإدارة الأمريكية المقبلة أكثر من التركيز على النتيجة».

لقد اعتمد ترامب سياسة الضغوطات تجاه طهران وفرض عقوبات اقتصادية كبيرة عقب انسحابه من الاتفاق النووي الموقع عام 2018 ، في حين أعلن بايدن في عديد المرات ابان حملته الانتخابية بانه سيخوض مسارا موثوقا به للعودة الى الدبلوماسية في حال فوزه ولوح بإمكانية العودة الى الاتفاق.
ولعل شخصية ترامب الخلافية أثرّت كثير على عديد مواقفه الخارجية فكان من أكثر الرؤساء اثارة للجدل طوال فترة حكمه. لذلك فإنه يمكن القول بأن الانتخابات الرئاسية الحالية هي الأكثر استقطابا وحماسة في تاريخ الولايات المتحدة وهذا ما يفسر ارتفاع نسبة المصوتين عبر البريد طيلة الأيام الماضية .
وتبدو ساحات الصراع المفتوحة في المنطقة بدءا من ليبيا الى سوريا والعراق واليمن مرورا بلبنان ساحات لصراع مفتوح بين الولايات المتحدة وروسيا وحلفائهما وسيرتبط مآل هذه الأزمات الى حد كبير بهوية من سيحكم واشنطن وبالساكن الجديد للبيت الأبيض .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115