حثيثة من أجل انضمام أكثر ما يمكن من دول وأنظمة عربية الى حلقة التطبيع مع الكيان الصهيوني .
فاعلان السودان عن تطبيع علاقاتها مع «إسرائيل» لن يكون الأخير ولم يشكل مفاجأة للرأي العام سواء منه المحلي او الدولي، اذ كان متوقعا أن تنشط حركة التطبيع بوتيرة أسرع مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية وإصرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على جعل ورقة التطبيع هدية لـ«إسرائيل» وللوبي الإسرائيلي في واشنطن من أجل ضمان المرور الى عهدة رئاسية ثانية .
مرحلة جديدة
لقد أعلنت الخرطوم في الأسبوع الماضي عن تطبيع علاقاتها مع اسرائيل و«إنهاء حالة العداء بينهما»، وفق ما جاء في بيان ثلاثي صادر عن السودان والولايات المتحدة و«إسرائيل» نقله التلفزيون الرسمي السوداني، ووُصف الاتفاق بأنه «تاريخي».
وجاء في البيان الثلاثي «اتفق القادة على تطبيع العلاقات بين السودان و«إسرائيل» وإنهاء حالة العداء بينهما... وبدء العلاقات الاقتصادية والتجارية». وجاءت هذه الخطوة بالتزامن مع خطوات مماثلة سابقة قامت بها الامارات والبحرين الشهر الماضي ليكون هذا العام عام التطبيع العربي بامتياز .
وفور الإعلان عن هذا الاتفاق الثلاثي تصاعد الجدل بين القوى السياسية في السودان بين مؤيد ومعارض ، فالبعض رأى فيه خيانة لكل تاريخ السودان ولقمة اللاءات الثلاث التي انعقدت يوما ما في الخرطوم بعد حرب جوان 1967 وكان الشعار الذي تبناه القادة العرب آنذاك «لا صلح، لا تفاوض، ولا اعتراف بـ«إسرائيل». وأعلنت قوى سياسية سودانية عن رفضها القاطع للتطبيع مع «إسرائيل»، من بينها حزبا «الأمة القومي»، ضمن الائتلاف الحاكم، و«الوحدوي الديمقراطي الناصري».
وأول المعارضين للاتفاق الجديد هو الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي الذي اعتبر أن هذا الاتفاق خيانة معلنا عن انسحابه من مؤتمر نظمته وزارة الشؤون الدينية السودانية . واكد المهدي عن «رفض البيان الذي شارك فيه ممثلون لأجهزة السلطة الانتقالية مع رئيس أمريكي منتهية ولايته يوم 3 نوفمبر القادم، وهو يجسد العنصرية ضد الأمة الإسلامية والعنصرية ضد الأمة السوداء ورئيس دولة الفصل العنصري المتحدي للقرارات الدولية والمخالف للقانون الدولي بضم أراضٍ محتلة». في حين هلل البعض الآخر لهذا الاتفاق معتبرا انه انتصار تاريخي وخروج للسودان الى عصر جديد مبني على الانفتاح على التكنولوجيا حسب ما أكد القيادي السوداني الفاضل المهدي المنشق عن حزب الأّمة .
رفض فلسطيني وعربي
وأولى ردود الأفعال الفلسطينية جاءت على لسان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، الذي أدان أمس الإثنين، اتفاق التطبيع بين «إسرائيل» والسودان. معتبرا ان هذه الخطوة «سقطة القرن التي لم نكن نريد لأشقائنا الوقوع فيها».
وشدّد رئيس الوزراء، على أن الشعب الفلسطيني وحده الذي يمتلك الحق بالحديث باسمه وتقرير مصيره وهو وحده الذي يمتلك مفتاح السلام في المنطقة.
كما حثّ رئيس الوزراء الفلسطيني مجلس الأمن الدولي على «تصويب» البوصلة بشأن الصراع الفلسطيني «الإسرائيلي» على أساس قرارات الشرعية الدولية.
هذا التطبيع السوداني ثمنه الأولي كان اهداء «إسرائيل» قمحا بقيمة خمسة ملايين دولار للخرطوم حسب ما أكد مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على تويتر مشيرا الى انه يتطلع إلى سلام يسوده دفء في العلاقات».
إضافة الى ذلك فان الرئيس الأمريكي قرر رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وقال البيان إن القرار يعتبر «خطوة تاريخية هامة تفتح الطريق أمام السودان لإعادة الاندماج في المجتمع الدولي، وتساعد اقتصاده على التعافي بعد أن تضررت كافة قطاعاته من جراء وضعه في قائمة الدول الراعية للإرهاب». وأشار إلى أن «القرار يمثل بداية فصل يتطلع فيه السودان إلى مزيد من التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية في مختلف المجالات لما فيه مصلحة البلدين».
والمعلوم ان الولايات المتحدة، أدرجت السودان منذ عام 1993، في قائمة الارهاب». واليوم يبدو ان السودان الذي يعيش منذ فترة صعبة في مخاض الانتقال الديمقراطي مع ما فيه من تحديات منذ الإطاحة بنظام البشير في افريل الماضي، يُقدم على مرحلة جديدة من تاريخه وفي علاقاته الدبلوماسية وسياساته الخارجية .
السودان ...محطة جديدة من محطات قطار «التطبيع» العربي
- بقلم روعة قاسم
- 09:19 27/10/2020
- 853 عدد المشاهدات
يبدو أن قطار التطبيع العربي مع دولة الاحتلال «الإسرائيلي» سيتواصل خلال الفترة القادمة بخطى