د. عبد الحميد صيام أستاذ دراسات الشرق الأوسط والعلوم السياسية بجامعة رتغرز بولاية نيوجرسي لـ«المغرب»: الولايات المتحدة تتعرض إلى أزمة ثلاثية الأبعاد... الكورونا والضائقة الاقتصاية وحركة مناهضة العنصرية

• أزمة كورونا ستعيد ترتيب مراكز القوى في العالم
قال د. عبد الحميد صيام أستاذ دراسات الشرق الأوسط والعلوم السياسية بجامعة رتغرز بولاية نيوجرسي ان الوباء والتراجع الاقتصادي والهبة الجماهيرية

عوامل ستأخذ الولايات المتحدة إلى أزمة كبرى في الشهور الستة القادمة إذا لم يتم اتخاذ قرارات حاسمة حول التعافي الاقتصادي. وأكد في حديثه الخاص لـ«المغرب» ان هزيمة ترامب في الانتخابات القادمة كانت شبه مستحيلة لغاية نهاية شهر مارس، أما اليوم فهي ممكنة في ظل التحديات التي يواجهها. وأوضح ان كورونا ستترك آثارها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية على معظم دول العالم وخاصة الدول الأكثر هشاشة وضعفا . وأشار الى ان أزمة كوفيد-19 أثبتت أن عناصر قوة كل دولة ليست فقط في ما تكدسه من أسلحة وما تضعه في مصارفها من أموال وما تنشره من قواعد عسكرية في العالم أو حتى في الفضاء الخارجي، بل توجد عناصر جديدة ستضاف إلى شروط القوة وأهمها الاستعداد والجاهزية للتعامل مع التحديات الطارئة سواء أنتجت عن الكوارث الطبيعية أو عن الأوبئة.
• كيف تقييم الوضع في الولايات المتحدة والى أين تسير الأمور في ظل ما يجري حاليا؟
تتعرض الولايات المتحدة -الآن - إلى أزمة معقدة متشابكة ثلاثـية الأبعاد. فمن جهة ما زالت جائحة كوفيد -19 تفتك بعشرات الألوف وتنتشر من مدينة إلى أخرى ومن ولاية إلى ولاية دون هوادة. فالولايات المتحدة لغاية الآن تحتل المركز الأول في عدد المصابين بالوباء والمركز الأول في عدد الضحايا.
أما البعد الثاني من الأزمة فيتمثل في التراجع الاقتصادي الخطير. فقد بلغت الوظائف التي خسرها السوق الأمريكي نحو 30 مليون وظيفة وارتفعت نسبة البطالة إلى 15 % وهي أعلى نسبة منذ سنوات الانهيار الاقتصادي العظيم سنة 1929 وما بعده. والأمور لا تبشر بالخير وما رزم المساعدات التي قدمتها الحكومة للناس إلا حبات الأسبرين التي قد تخفي المرض العضال لدقائق أو ساعات لكنها لن تجتثه من الجذور.
أما البعد الثالث فهو الانتفاضة الجماهيرية التي جاءت على خلفية التمييز العنصري المتأصل في هذه البلاد والذي يحتاج استئصالة إلى قرون من التعبئة والثقافة والممارسة اليومية في الحياة وفي تطبيق القوانين ونشوء أجيال تتربى على هذه الثقافة والتي بدأنا نلمح تشكلها في ملايين الشباب والشابات الذين شاركوا في التظاهرات وغالبيتهم من البيض ومن الأقليات.
الوباء والتراجع الاقتصادي والهبة الجماهيرية، كلها مجتمعة، ستأخذ البلاد إلى أزمة كبرى في الشهور الستة القادمة إذا لم يتم اتخاذ قرارات حاسمة حول التعافي الاقتصادي. وإذا استمر الرئيس الأكثر رعونة في تاريخ الولايات المتحدة في أخذ القرارات الاعتباطية غير المدروسة ليرضي قاعدته الشعبية من الأنجليكيين المتدينين والبيض العنصريين بهدف إعادته لدورة ثانية للبيت الأبيض، فلا شك أن البلاد مقبلة على كارثة أكبر.
• ما مصير ترامب بعد الاحتجاجات وهل يعني ذلك بداية هزيمته في الانتخابات القادمة؟؟
هزيمة ترامب في الانتخابات القادمة كانت شبه مستحيلة لغاية نهاية شهر مارس. أما اليوم فهي ممكنة بل ومطلوبة إذا تصرف الحزب الديمقراطي بطريقة سليمة.
لقد أساء الحزب الديمقراطي لنفسه باستبعاد المرشح الأقوى، بيرني ساندرز، والذي -كان من المؤكد - سيهزم ترامب. لقد فضل الحزب أن يخسر الانتخابات على أن يكون مرشحة شخص محسوب على اليسار والتيارات الإشتراكية. لكن تراكم أخطاء ترامب في التعامل مع الجائحة وتراجع الإزدهار الاقتصادي ثم الهبة الجماهيرية ضد العنصرية والتي كشفت بشكل فاضح عن عنصريته، عادت وأعطت فرصة لـ «جو النائم» كما يسميه ترامب، بالفوز في الانتخابات القادمة إذا أحسن اختيار نائب الرئيس. والحديث الآن يدور حول اختيار سيدة كنائبة للرئيس. والأفضل أن تكون إمرأة سوداء مثل كامالا هاريس، عضوة مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا، أو ميشيل أوباما، السيدة الأولى السابقة، أو ستيسي أبرام من ولاية جورجيا أو سوزان رايس، مستشارة الأمن القومي في عهد أوباما. الشعب الأمريكي الذي يريد إسقاط ترامب سيجد في نائبة الرئيس حلا لمثالب جو بايدن، وأهمها الصحة والسن وعدم التوازن والنسيان. فأي من هذه المرشحات تصغره سنا بسنوات عديدة وكلهن يتمتعن بخبرات عالية وقدرة على إدارة البلاد في حالة وصول بايدن إلى مرحلة الانكفاء وعدم القدرة الذهنية على تحمل مسؤوليات الرئاسة.
ترامب الآن يحاول استعجال إدارة عجلة الاقتصاد ويعد الناخبين بعودة البلاد إلى الإزدهار. وتسرعه هذا قد ينعكس بالوبال على البلاد وعليه شخصيا. وإذا استطاعت الجائحة والهبة الشعبية ضد العنصرية إسقاط ترامب في الانتخابات القادمة سيضرب الكثيرون التحية لفيروس كورونا ويترحمون على الضحية البريء جورج فلويد الذي ساهم في إسقاط كبير العنصريين في هذه البلاد.
• ما تقييمك لانسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية وما آثار هذا الانسحاب على جهود تلك المنظمة المهمة؟
رفع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، منذ وصوله للبيت الأبيض شعارا شعبويا يدغدغ مشاعر الكثير من البسطاء والفقراء الأمريكيين يقول «أمريكا أولا». وهذا الشعار كلمة حق يراد بها باطل. فلكل رئيس منتخب الحق في أن يركز على قضايا بلده الداخلية لكن القصد كان وراء الشعار انكفاء السياسة الأمريكية وعودتها للفردية والأحادية والانعزالية على عكس كل التوجهات متعددة الأطراف التي مثلها الرئيس باراك أوباما . لقد بدأ ترامب عهده بالانسحاب من العديد من الاتفاقيات والمنظمات الدواية. ومنظمة الصحية العالمية كانت آخر الانسحابات. - انسحب بعد ثلاثة أيام من دخوله الى البيت الأبيض من اتفاقية الشراكة للتجارة العابرة للمحيط الهادي والتي تضم 12 دولة بحجة مساعدة عمال الولايات المتحدة. وانسحب في جوان 2017 من اتفاقية باريس للمناخ الموقعة عام 2015 مدعيا أنها تضرّ بمصالح الولايات المتحدة. وفي ماي 2018 انسحب من الاتفاقية المتعلقة بلجم برنامج إيران النووي، بينما بقيت الدول الخمس الأخرى في الاتفاقية. وفي أكتوبر من نفس العام إنسحب من منظمة التربية والعلم والثقافة (يونسكو) بحجة أن المنظمة منحازة ضد إسرائيل. وفي جوان 2018 انسحب من مجلس حقوق الإنسان بسبب انتقادات المجلس لانتهاكات إسرائيل المتكررة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وفي أوت 2018 أوقف ترامب تمويل وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). وأخيرا أوقف يوم 14 أفريل تمويل منظمة الصحة العالمية أولا ثم عاد واعلن انسحاب بلاده من المنظمة يوم 29 ماي في وسط جائحة كوفيد-19 واضعا اللوم على المنظمة لفشله ومصدرا حكما فرديا عليها قبل التحقيق والتعرف على حقيقة ما جرى.
كان ترامب فيما مضى راضيا عن إنجازات المنظمة العظيمة في ميادين الصحة وما يتعلق بالأوبئة والأمراض والنظم الصحية والتدريب وسوء التغذية للأطفال ومد يد العون لأكثر من 154 دولة على مدى 72 سنة. لقد أراد أن يبعد اللوم عن نفسه فاستخدم المنظمة ككبش فداء. لكن انتقاداته لم تلق آذنا صاغية ولم يجد من يقف معه في المؤتمر السنوي لجمعية الصحة العالمية المكونة من 194 دولة يوم 19 ماي وتم اعتماد قرار ليس للتحقيق بل للتعرف على الطريقة التي انتشر فيها الفيروس. وقامت الصين بالتبرع بلمياري دولار وهو يعادل ما تقدمه الولايات المتحدة لخمس سنوات كما تطوعت عدد من المنظمات الإنسانية الأمريكية لسد الفجوة التي تركها انسحاب الولايات المتحدة. وأنا على ثقة أن الرئيس القادم إذا زحزح ترامب عن البيت الأبيض سيعود لهذه المنظمة وغيرها من منظومات العمل الدولي.
• هل تتوقع أن يحدث تغير في السياسات الأمريكية بعد ما يسمى بالربيع الأمريكي وخاصة في موضوع العنصرية؟
هذا ما نتمناه وخاصة في ميدان إنفاذ القانون. فالتمييز العنصري في الولايات المتحدة ممنوع قانونيا ولكنه على أرض الواقع والممارسة موجود ومتجذر في ثنايا المجتمع وتشكيلاته المختلفة خاصة عند كبار السن من البيض وأنصار الحزب الجمهوري والمتدينيين الأنجليكيين وأجهزة أمن الدولة. لقد حققت انتفاضات السود في الخمسين سنة الماضية الكثير وخاصة حركة الحقوق المدنية في منتصف الستينات التي قادها مارتن لوثر كنغ ومالكوم إكس. وكانت الإنجازات أساسا في ميدان المساواة أمام القانون حيث تمكن رجل أسود من أصول أفريقية أن يصل الى مركز الرئيس بفضل هذه القوانين. لكن المطلوب مزيد من الإنجازات على مستوى الممارسة واحترام التنوع ونبذ الكراهية. كما أن التعبير عن رفض العنصرية يجب أن يكون في إطار التعبير السلمي المنظم. ومشكلة السود تكمن في غياب القيادات الواعية التي تملك الكاريزما والمؤهلات لتحول الإنتفاضة العارمة إلى إنجازات. كثير من الوجوه المعروفة من السود هي جزء من المؤسسة الرأسمالية التي تريد أن تضع على الواجهة بعض السود الناجحين الأغنياء من ممثلين ومغنين ولاعبي كرة السلة وكرة القدم والكوميدييين لتباهي بهم وتقول هؤلاء يمثلون السود الناجحين... لكن هؤلاء سود من حيث البشرة بيض من حيث المصالح والارتباطات بالنظام.
الانتفاضة الحالية التي أخذت منحى ضد عنف الشرطة امتازت بخاصيتين مهمتين: أولا أنها لم تقتصر على السود بل إن البيض والأقليات اللاتنية والعرب والمسلمين والآسيويين كانوا غالبية هذه الجماهير الغفيرة. والميزة الثانية وهي الأهم أن الغالبية الساحقة من المشاركين في الانتفاضة من الشباب... جيل الإنترنت والتكنولوجيا والذي لا يعرف العنصرية وإذا أحسنت قيادات هذا الحراك البعد عن الغوغائية والشعبوية فإننا سنرى دولة عظيمة قائمة على المساواة أمام القانون واحترام حقوق الإنسان والمواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية والحريات الأساسية التي يكفلها الدستور... لا بد أن يأتي ذلك اليوم فخبراء الديموغرافيا يؤكدون لنا أن الأقليات في الولايات المتحدة ستصبح الأغلبية مع حلول منتصف القرن الحالي.
• كيف ترى تداعيات كورونا على العالم ؟
ستترك الجائحة بالتأكيد آثارها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية على معظم دول العالم وخاصة الدول الأكثر هشاشة وضعفا. فاذا إستمرت الأزمة شهورا طويلة سيدخل العالم في حالة انهيار اقتصادي عظيم – ستنهار دول وسوف يتوقف الاقتصاد العالمي وستفلس عشرات الألوف من الشركات في القطاعات السياحية والطيران والبناء وفي تداول الأسهم والتكنولوجيا والعقارات والإنشاءات والاستثمار الخارجي والمئات من القطاعات الأخرى. ستنتشر البطالة وستصحبها حركات تمرد وجريمة منظمة وغير منظمة وتزداد حركة الهجرة غير المنظمة وقد تتفاقم الأزمات الداخلية لدرجة الانفجار وتنهار أسعار النفط وتتبدل التحالفات والقوى والمجموعات الإقليمية. الأمم المتحدة ستتحول إلى منظمة إنسانية فحسب وتنهار كل عمليات حفظ السلام وأدوار الوساطة وحل النزاعات بالطرق السلمية. قد تضرب المجاعة في أكثر من بلد وأكثر من منطقة وخاصة في دول الجنوب مثل الدول الأفريقية جنوب الصحراء وبعض مناطق آسيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية. لكن دعنا نتفاءل قليلا قبل أن نصل إلى تلك المرحلة فمراكز البحوث تعمل ليل نهار للتوصل إلى اللقاح بسرعة وإذا التزم الناس بالحظر والابتعاد عن التجمعات لفترات طويلة قد يتمكنون من احتواء المرض وحصره في جيوب صغيرة أو التعافي الكامل كما فعلت بعض الدول مثل نيوزيلندا والأردن والسويد وتركمنستان ومونتينيغرو وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية.
لقد كشفت جائحة كورونا عن عيوب الرأسمالية المتوحشة التي يمثلها ترامب وإدارته والتي تخلق الحروب والأزمات لتسويق السلاح وتتعامل مع العالم من خلال مصلحة البلاد فقط دون إعطاء أي وزن أو قيمة للعمل الجماعي أو التنسيق الدولي. لعل هذه الجائحة تعيد تذكير الدول الكبرى خاصة بأن عالم اليوم يتعرض لتحديات عظمى أهمها التغيرات المناخية وانتشار الأوبئة والأمراض المعدية والاتجار بالبشر والهجرة غير المنظمة والإرهاب والتطرف والتمييز العنصري وتجارة المخدرات وغسيل الأموال والفساد وانتشار الفقر المدقع والعنف والحروب وانتهاك حقوق الأطفال والتمييز ضد النساء والحرمان من التعليم. كل هذه التحديات غير محصورة في بلد أو منطقة والرد عليها لا يكون بالسياسة الإنفرادية والخطاب الشعبوي المتخلف بل بالعمل الجماعي المدروس والخطط السليمة والتمويل الكافي ووضع الكفاءات العلمية والاقتصادية في أدوار قيادية للتصدي لهذه التحديات وإلا فسنشهد مزيدا من الكوارث والتي ستحصد الملايين.
• هل أننا أمام عالم جديد ونظام دولي جديد بعد كورونا؟
من المبكر أن نقول إن الأزمة ستعمل على إرساء نظام عالمي جديد لكنها بكل تأكيد ستترك أثرا عميقا على مجمل الأوضاع الدولية وتعيد ترسيم كثير من المسلمات وتعيد ترتيب مراكز القوى في العالم..
لقد أثبتت أزمة جائحة كوفيد-19 أن عناصر قوة كل دولة ليست فقط في ما تكدسه من أسلحة وما تضعه في مصارفها من أموال وما تنشره من قواعد عسكرية في العالم أو حتى في الفضاء الخارجي. هناك عناصر جديدة ستضاف إلى شروط القوة وأهمها الاستعداد والجاهزية للتعامل مع التحديات الطارئة سواء نتجت عن الكوارث الطبيعية أو عن الأوبئة. الدولة المنيعة يجب أن تكون مستعدة للتكيف فورا مع الأزمات وتتصرف بحكمة واضعة مصالح الناس في قمة أولوياتها. لقد تبين أن هذه البلاد ينقصها نظام صحي فاعل واستعدادات كبرى للتعامل مع الأزمات الطارئة وتنقصها مخزونات استراتيجية من المواد الأساسية. فهذه البلاد، - دون كل الدول الغنية- لا تملك تأمينا صحيا شاملا لكل الناس، في الوقت الذي تمكن الأثرياء والشركات العملاقة من تكديس مزيد من الثروة في عهد ترامب. هذه الحقيقة ستترك أثرها لا فقط في الولايات المتحدة بل على مستوى العالم.
من جهة أخرى أثبتت جائحة كورونا أن العالم يواجه تحديات عالمية عديدة أصبحت خارج سيطرة الإنسان ولا بد من التحضير والاستعداد لها على مستوى العالم وليس، لا على هوى الأفراد كما حدث في هذه الأزمة. العالم قرية صغيرة وما يجري في أي بقعة فيه يؤثر على كامل القرية. عندما تقع الكارثة لا مناص من الرد الجماعي والتنسيق الدولي وتبادل الخبرات والمساعدات. إن السياسة الأحادية تعيش مأزقا وجوديا ونحن نرى العالم كله موحد في مواجهة فيروس الكورونا الذي استطاع أن يقعد نصف سكان الكرة الأرضية في البيوت.
درس آخر يفرض نفسه على العالم، فبدل صرف المليارات على التسلح والسباق في عسكرة الفضاء الخارجي يجب أن يتحد العالم في تحقيق التنمية المستدامة التي لا تترك أحدا في الخلف بل تنهض بالجميع. وما شاهدناه في تأثر الدول الغنية من الوباء أكثر من الدول الفقيرة ودول الجنوب مما يثبت انهيار نظرية الحصانة للدول الصناعية الغنية. لا بد من القناعة بأن سلامة كوكبنا وسلامتنا كبشر تقوم على التعددية والتكامل والنهضة الجمعية وتعميم المنافع وتقليص الأضرار كالمسافرين في سفينة واحدة إذا غرقت سيغرق الجميع فلا بد إذن من العمل على سلامة السفينة كي يسلم الجميع.
هل سينتج عن هذه الأزمة عالم جديد تماما؟ لا نستطيع الآن الجزم بعالم الغد بدقة فالجديد لم يولد بعد والقديم لم يلفظ أنفاسه بعد. الشيء المؤكد أن مرحلة جديدة تنسج خيوطها الآن لما بعد جائحة كوفيد - 19.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115