ان ذلك يضع الأردن امام تحد يمسّ أمنه القومي . مشيرا في حديثه لـ«المغرب» الى ان هناك جهودا اردنية وفلسطينية لوقف الاندفاعة الإسرائيلية بإعلان الضم. وفي ما يتعلق بتداعيات كورونا على العالم والمنطقة أكد ان العالم اليوم أمام مرحلة تشكل نظام عالمي جديد وربما عودة للحرب الباردة بين الولايات المتحدة والصين بأشكال مختلفة.
• كيف تقيم استراتيجية الدول العربية في مواجهة هذا الوباء وتداعياته؟
لاشك أن العالم العربي كما بقية العالم واجه تحديا غير مسبوق في التعاطي مع جائحة كورونا . ويمكن القول أننا امام مرحلة تشكل نظام عالمي جديد وربما عودة للحرب الباردة بين الولايات المتحدة والصين بصيغ واشكال مختلفة ابرزها الحرب التجارية؛ عربيا يمكن القول ان الأهمية انصبت على محاصرة انتشاره ورفع كفاءة الجهاز الطبي وادامة الحياة، ربما يكون للتحرك الاستباقي وخاصة بعد تفشي الوباء في الولايات المتحدة وأوروبا من ناحية حظر التجوال واغلاق المطارات وحجر القادمين دور في التخفيف من سرعة الانتشار نسبياً وتقليل الوفيات، لكن هذا الأمر ترك آثارا وتداعيات اقتصادية كبيرة حتى على البلدان العربية التي تملك اقتصاديات قوية، خاصة في ظل الانخفاض الكبير في أسعار النفط وهو المورد الرئيسي لتلك الدول مما أدى لدفع معظم الأقطار العربية للجوء للاقتراض الداخلي والخارجي للتعامل مع تراجع الإيرادات العامة وتقديم معونات اقتصادية للمعطلين عن العمل ومحاولة تفعيل العمل والتعليم عن بعد، هذه التحديات الكبرى أعادت مرة أخرى أهمية الحديث عن تعزيز منظومة الأمن العربي المشترك في الجانب الغذائي والتبادل التجاري المشترك في ظل الأزمات.
• كيف أثرّ الوباء في النزاعات الدائرة في سوريا وليبيا واليمن والعراق... وهل هناك تغيرات في المشهد العربي وفي الأزمات العربية؟
جائحة كورونا على قدر ما شكلته من تحدّ كانت فرصة -في نفس الوقت- لتوقف النزاعات العسكرية والسياسية في العديد من الأقطار العربية والتفرغ لمواجهة الجائحة ولكن الواقع للأسف لم يعكس ذلك بل استمرت الصراعات في العديد من الأقطار ولكن بشكل متفاوت. الأمور في سوريا مالت للتهدئة ربما لانشغال الأطراف الإقليمية والدولية في مصاعبها مع كورونا. وفي العراق ما زالت الأزمة السياسية تراوح مكانها نتيجة تعدد المرجعيات الإقليمية والدولية في العراق ويبدو ان العراق هو ساحة للصراع الأمريكي الإيراني وربما كانت جائحة كورونا فرصة لتنظيم داعش الإرهابي لكي يطل برأسه من جديد في العراق وليبيا التي تعمق الصراع الإقليمي والدولي فيها خاصة بعد انخراط تركيا في الأزمة بشكل مباشر فيما يذهب اليمن لانقسام جديد نتيجة اعلان مجلس الحكم الانتقالي انفصاله عنه حكومة عبد ربه منصور هادي بينما لم يتوقف العمل العسكري ولا توجد في الأفق تسوية سياسية.
• كيف يمكن مواجهة صفقة القرن مع بدء تنفيذ مخططات الضم الإسرائيلية؟
من الواضح ان بنيامين نتنياهو الغارق في ملفات الفساد، وهو اليوم يواجه القضاء ويسابق الزمن مستغلاً جائحة كورونا ودعم إدارة الرئيس ترامب وانشغال العالم العربي بمشاكله وازماته لضم الضفة الغربية وغور الأردن وشمال البحر الميت . وربما تبدل الأولويات في فهم التحديات التي تواجه المنطقة، اذ ان هناك من مكونات النظام الرسمي العربي من يرى ان «إسرائيل» مصدر خطر ولكن هناك تهديدات إقليمية من ايران وتركيا هي الأولى بالمجابهة بالرغم من ان العرب ما زالوا مصرين على حل الدولتين الذي يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية وهناك جهود اردنية وفلسطينية لوقف الاندفاعة الإسرائيلية بإعلان الضم في بداية جويلية، الملك عبد الله الثاني وجه رسالة تحذير غير مسبوقة في حديثه لدير شبيغل الالمانية مفادها أن الأردن اذا ما استمرت إسرائيل في قرار الضم فأن هذا يعني فشل اتفاقية اوسلوا وانتهاء عملية السلام وحل السلطة. وهذا يضع الأردن أمام تحد يمسّ أمنه القومي والأردن يستعد لهذا السيناريو بما فيه تجميد الاتفاقية او تخفيض العلاقة مع تل ابيب وربما إجراءات اشد لذلك تتحرك عمان مع الولايات المتحدة ومع الأوروبين في ضرورة وقف الاندفاعة الخطيرة لأنها ستؤدي للفوضى في المنطقة.
• كيف ترون رد الفعل الفلسطيني بإيقاف الاتفاقيات مع الأمريكيين والإسرائيليين؟
في تقديري ان قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس التحلل من الالتزامات مع الطرفين الأمريكي والإسرائيلي منعطف مهم في مسيرة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ويضع القضية الفلسطينية في أخطر مراحلها لأن السلطة ترى بأن دولة الاحتلال لم تتنكر فقط لاتفاقية اوسلوا بل كذلك لكل قرارات الشرعية الدولية 242 338 والحل النهائي وتكمن أهمية الخطوة الفلسطينية في انها ستضع العالم أمام مسؤولياته للضغط على الطرف الإسرائيلي لضرورة العودة للمفاوضات وحسب المسارات الصحيحة وان تتحمل مسؤولياتها وفقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة.
• الى أين يسير الوضع في المنطقة؟
المنطقة أمام تحديات كبرى هذا الصيف وكل الاحتمالات مفتوحة على مختلف السيناريوهات الأسوء، خاصة في ظل رغبة إدارة ترامب في توظيف دعمها المطلق لنتنياهو في الانتخابات الرئاسية المقبلة نهاية هذا العام. خاصة في ظل تراجع فرص ترامب وتقدم منافسه جو بايدن على وقع الانتقادات الموجه للإدارة الامريكية في إدارة ازمة كورونا...
الكاتب والباحث الأردني زيد نوايسة لـ«المغرب»: قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتحلل من الالتزامات مع الطرفين الأمريكي والإسرائيلي منعطف مهم في مسيرة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
- بقلم روعة قاسم
- 10:25 08/06/2020
- 807 عدد المشاهدات
قال الكاتب والباحث الأردني زيد نوايسة: «ان قرار الضم الإسرائيلي يعني فشل اتفاقية اوسلوا وانتهاء عملية السلام معتبرا