هذه الدعوات الدولية تأتي عقب توجيه أصابع الإتهام مرارا إلى «بكين» بالوقوف وراء انتشار هذا الوباء القاتل في العالم من خلال التكتم على معلومات قد تفيد مسار البحث عن لقاح لهذا الفيروس.
ورغم أن بعض الدول الحليفة للصين على غرار روسيا دافعت في البداية عنها في مواجهة سيل الإتهامات التي توجهها واشنطن لبكين ، إلا أننا نجدها اليوم ضمن قائمة ال100 دولة التي تدعو منظمة الصحة العالمية إلى تبني تحقيق محايد وجدي لظروف نشأة الفيروس ومدى تكتم السلطات الصينية عن معلومات حول بداية المرض وانتشاره. ومن المقرر أن يبدأ في وقت لاحق اجتماع للجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية للنظر في الإجراءات التي سيتم اتخاذها. وصاغ الاتحاد الأوروبي القرار المتعلق بضرورة فتح تحقيق ضد الصين بعد أن دفعت أستراليا إلى اقتراحه، حسب ما أوردت شبكة «سي إن إن» الإخبارية. وتواجه الصين انتقادات واتهامات بإخفاء أسرار ومعلومات عن هذا الوباء الذي يهدد البشرية.
ويدعو القرار إلى» تقييم محايد وشامل» للاستجابة التي أبدتها منظمة الصحة العالمية في مواجهة الفيروس، في صيغة أقل شدة من الصيغة التي اقترحتها أستراليا في البداية، والذي يدعو إلى التحقيق في مسؤولية الصين عن بداية الوباء.إلا أن ذلك لا يمنع وفق مراقبين التطرق إلى استراتجية الصين في التعامل مع بداية انتشار هذا الوباء وإمكانية الحديث عن نقائص وهو ماقد يمثل إحراجا للسلطات الصينية.
إشادة و انتقادات
ورغم أن منظمة الصحة وعدة دول أشادت بتجربة الصين في مواجهة الصين مع العلم أن الأخيرة أبدت تأييدها لإجراء التحقيق .إلا أن أي تحقيق قد يفتح ويؤكد تكتم الصين حول الفيروس وسرعة انتشاره وخصائصه ومتى تم تبادل المعلومات بشأنه مع منظمة الصحة العالمية ،كل ذلك قد يمس فعلا من مكانتها الدولية علما وأن بكين نجحت خلال هذه الفترة في تلميع صورتها إعلاميا من خلال محاولة تصديرها استراتيجيتها في مواجهة الفيروس إلى عدة دول،وأيضا إرسالها مساعدات طبية إلى عدد من الدول من بينها تونس ومصر وفريقا طبيا ومعدات إلى إيطاليا التي شهدت ذروة نشاط الوباء.
ومن جهتها قالت وزارة الخارجية الصينية، أمس الإثنين، إنه من السابق لأوانه بدء التحقيق في أسباب انتشار فيروس كورونا ومصدره.
وهو ما يعتبره البعض مماطلة من قبل بكين التي أعلنت في وقت سابق عن عدم معارضتها لأي تحقيق.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، في تصريح صحفي، أن الغالبية العظمى من دول العالم تعتقد أن الوباء لم ينته بعد.
إصرار أمريكي على إتهام الصين
وتواجه الصين اتهامات دول العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية بنشر الفيروس، حيث كان اتهام مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون السياسة التجارية، بيتر نافارو، للسلطات الصينية بأنها سمحت للسياح الصينيين بالسفر إلى أنحاء العالم، رغم علمها بوباء الفيروس التاجي، كان ذلك أحدث إتهام توجهه إدارة البيت الأبيض لبكين.
وقال المستشار الرئاسي الأمريكي: «ظهر المريض صفر في ووهان في نوفمبر. والصينيون أخفوا الفيروس عن منظمة الصحة العالمية لمدة شهرين، ثم أرسلوا مئات الآلاف من الصينيين على متن طائرات الى ميلانو ونيويورك وحول العالم لنشره».